الكفائة الذاتية المدركة و تاثيراتها على الثقة بالنفس

مفهوم الكفاءة الذاتية المدركة :
يرى باندورا أن الادراكات تؤثر في عمليات التغير عند الإفراد وفي ردود أفعالهم الانفعالية في المراحل المختلفة للانغماس في النشاط ، اذ يؤثر في توقعاتهم وتفسيرهم لأسباب نجاحهم وفشلهم وما يصاحب هذه التغيرات من اتجاهات عاطفية نحو الذات والمهمة التي يأخذون على عاتقهم انجازها ، فالذين يحكمون على أنفسهم بضعف الكفاءة في التعامل مع متطلبات المحيط يميلون الى التقويم الذاتي السلبي ويرون العقبات بصورة مضخمة، كما يعرفها هي أحكام و توقعات الفرد بانه قادر على أداء السلوك الذي يحقق نتائج مرغوب فيها في أي موقف معين , بمعنى آخر أن الكفاءة الذاتية المدركة تشير إلى الاعتقادات الافتراضية التي يمتلكها الفرد حول قدرته (الرفوع , الخليل , 2009 , 182 ) .
في حين تعرفها هارتر هي قبول و اعتبار الذات وشعور الفرد بقيمته كشخص ، وأن هذا الشعور يترجم من خلال أظهار الفرد للكفاءة في بعض المجالات المهمة بالنسبة له ، كما أن شعور الفرد بقيمته يترجم أيضآ من خلال ردود أفعال الاشخاص المهمين وأحكامهم تجاه كفاءته الشخصية في الوضوعات المختلفة.
وتشير هارتر الى أن هناك ثلاث جوانب رئيسة في تقييم الفرد لكفاءته هي : الكفاءة المعرفية والكفاءة الاجتماعية والكفاءة الجسمية (98،1982، Harter).

مصادر الكفاءة الذاتية المدركة Resources Efficacy – Self
لقد حدد باندورا أربعة مصادر للكفاءة الذاتية المدركة كما هو موضح في جدول ( 1 )
جدول ( 1 )
المصدر
Source حالات المعالجات الذهنية
الانجازات الادائية
Persormance Accmplish-ment
النمذجة المشتركة
ضعف الأداء
عرض الأداء
تعليمات أداء الذات
الخبرات البديلة
Vicarions Experience
نمذجة حسية
نمذجة رمزية
الإقناع اللفظي
Verbal Persuasion الاقتراحات
النصائح
التعليم الذاتي
المعالجات التفسيرية
الاستثارة الانفعالية
Emotional Arousal العزو
التغذية الراجعة الحيوية
العرض الرمزي
الضعف الرمزي
( قطامي ، 2004 , 184) .

أولا : الانجازات الادائية Persormance Accmplish-ment
تعدَ خبرات الفرد السابقة أهم مصادر كفاءة الذات ، لأنها تنبع من خبرات الفرد الحقيقية وأكثر هذه المصادر تأثيرآ في الكفاءة الذاتية المدركة ما يحققه الفرد من انجازات ذلك أن الأداء الناجح بصفة عامة يرفع توقعات الكفاءة بينما يؤدي الإخفاق الى خفضها بمعنى أن النجاح في الأداء يرفع الكفاءة الذاتية بما يتناسب مع صعوبة العمل، و الإعمال التي تنجز بنجاح من قبل الإفراد أكثر كفاءة من تلك الإعمال التي تنجز بمساعدة الآخرين
( Bandura , 1994 , 56 ).

ثانيآ : الخبرات البديلة Vicarions Experience
وهي إحدى مصادر الكفاءة الذاتية المدركة التي توفرها النماذج الاجتماعية (الاقتداء بالنموذج) ويطلق عليه ( التعلم بالملاحظة)
فملاحظة الآخرين وهم ينجحون يزيد من الكفاءة الذاتية للفرد وملاحظة فرد أخر بنفس إمكانياتك يخفق في عمل ما يميل الى خفض كفاءة الذات. ويقنع الفرد نفسه بإمكانية القيام بعمل وسلوكيات متعددة عندما يلاحظ أن من يشبهونه قادرون على القيام بها والعكس صحيح ، مثل اعتقاد الطالب ان بأماكنهِ حل مسالة رياضية صعبة عندما يرى زميلهُ يحلها بسهولة.
ومن ثم نستطيع القول أن الكفاءة الذاتية تتأثر بالخبرات البديلة التي يشاهدها الفرد لدى النماذج ( الدفاعي ، الخالدي ،2013 , 151) .

ثالثآ : الإقناع اللفظي Verbal Persuasion
يتوقف الإقناع اللفظي على الفرد الذي يتبنى دور المقنع بوصفه مصدراً للثقة وان يكون موضوع الإقناع متوافر في خبرات الفرد المشاهد (النموذج) إذ يزيد ذلك من احتمال بذلهم جهداً اكبر لتحقيق الإنجاز مقارنة بما لو إنهم كانوا يحملون شكاً ذاتياً في قدراتهم و إن التشجيع والتدعيم من الآخرين للأفراد بالكفاءة الذاتية لديهم يقودهم إلى المحاولة الشديدة بدرجة كافية لتحقيق النجاح ، وهو ما يزيد بدوره من قوة معتقدات الإفراد عن كفاءتهم الذاتية ، والإقناع يكون أكثر فاعلية مع الإفراد الذين لديهم بالفعل ثقة في قدراتهم، ويكون الإقناع اللفظي أكثر فاعلية حين يرتبط بالأداء الناجح فعن طريق الإقناع قد تسطيع ان تحمل شخص على القيام بنشاط معين فأذا نجح الأداء فأن هذا الانجاز يكون مقرونآ بمكافآت لفظية تالية تصدر عن المقنع تزيد من الكفاءة الذاتية في المستقبل.

رابعآ : الاستثارة الانفعالية Emotional Arousal
والمصدر الأخير للكفاءة الذاتية هو الاستثارة الانفعالية فالانفعال الشديد يخفض الأداء عادة، وتعلم معظم الناس ان يتحكموا في قدرتهم على تنفيذ عمل معين في ضوء الاستثارة الانفعالية إذ يعتمد الإفراد جزئياً على الاستثارة الانفعالية في تقييم كفايتهم ، فالضغط والقلق يؤثران على كفاءة الذات حيث يفسرون ردود أفعالهم المتوترة على أنها علامات للضعف وسوء الأداء، وقد لاحظ المعالجون النفسيون منذ زمن طويل أن خفض القلق والتوتر وزيادة الاسترخاء الجسمي يمكن أن ييسر الأداء الفعلي للفرد ( جابر ،1991، 444 -445) .

أثار الكفاءة الذاتية في السلوك
تؤثر الكفاءة الذاتية المدركة بحسب رأي أصحاب النظرية المعرفية الاجتماعية من خلال شعور الفرد بالكفاءة الذاتية المدركة في مظاهر متعددة من سلوكه والتي تتضمن اختيارهم للأنشطة والأهداف وانجازهم للمهمات (2000 , 277 Bandura , ) .
-1الجهد المبذول والإصرار:
يميل الإفراد ذوو الإحساس المرتفع من الكفاءة العالية الى بذل جهد كبير في محاولتهم لانجاز مهارات معينة وهم كذلك أكثر أصرارآ عندما يواجهون عقبات تعيق نجاحهم ، أما الإفراد ذوو الإحساس المنخفض بالكفاءة الذاتية فسوف يبذلون جهود أقل ويتوقفون بسرعة عن الاستمرار بالعمل عندما يواجهون عقبات تعيق أنجاز المهمات.
2- التعلم والانجاز :
ان الإفراد ذوي الإحساس المرتفع بالكفاءة الذاتية يميلون للتعلم والانجاز أكثر من نظرائهم ذوي الإحساس المنخفض من الكفاءة الذاتية ..بمعنى آخر إذا كان لدينا مجموعة من الطلبة يتشابهون في مستوى قدرتهم أن الطلبة الذين يعتقدون أن بإمكانهم أنجاز مهمة ما هم أكثر احتمالا لانجازها بنجاح مقارنة الطلبة الذين لا يعتقدون أن بإمكانهم انجازها (Ormrod , 1995 , 370 ).
3-اختيار النشاطات :
يختار الإفراد المهمات والنشاطات التي يعتقدون أنهم سوف ينجحون بها ويتجنبون المهمات والنشاطات التي تزداد احتمالية فشلهم بها .
مثال ذلك الطلبة الذين يثقون بكفاءتهم في مادة الرياضيات تزداد احتمالية تسجيلهم في مساقات الرياضيات في الجامعة مقارنة بالطلبة ذوي الكفاءة المتدنية في مادة الرياضيات ( العتوم وأخرون ، 2005 ،121 ).

مصادر نمو الكفاءة الذاتية
يمتلك الطلبة عادة أراء دقيقة تقريبآ عن كفائتهم الذاتية إذ ان لديهم أحساسآ جيدآ بما يمكنهم وما لا يمكنهم عمله ومن الأفضل للطلبة ان يبالغوا في تقدير ذواتهم لأنهم عندما يقومون بذلك فسوف يزيد احتمال بذلهم جهدآ أكبر في أنشطة تمكنهم من تنمية قدرات ومهارات جديدة.
ويعتقد المنظرون الاجتماعيون المعرفيون بأن هناك عددآ من العوامل التي تؤثر على نمو الكفاءة الذاتية المدركة وهي:
أولا : خبرات النجاح والفشل :
يشعر الطلاب بثقة كبيرة بقدرتهم على النجاح والفشل في أداء عمل معين، أي أن لديهم كفاءة ذاتية كبيرة أذا كانوا قد نجحوا في أداء هذا العمل أو عمل مشابه في الماضي. مثال ذلك: قد يزيد احتمال اعتقاد الطالب في كفاءته الذاتية في تعلم تقسيم الكسور أذا أتقن عملية ضرب الكسور ويكون حكم الطلبة على النجاح في بعض الأحيان على التقدم الذي يحققونه بمرور الزمن، وأحيانآ ما يقوم حكمهم على مقارنة أدائهم بأداء الآخرين.
وبمجرد أحساس الطالب بأنه كون كفاءة ذاتية فأن فشلآ عرضيآ لا يقلل من تفاؤله بل على العكس قد تؤدي خبرات الفشل الى شحذ جهوده وهمته. والتاريخ مليء بقصص العظماء الذين واجهتهم نكسات في حياتهم فكانت دافعآ لهم للتغلب على ما يواجههم من عقبات وتحقيق النجاح في انجاز العمل الذين يهدفون الى انجازه . وبمعنى آخر فإنهم يكونون ما يمكن ان نطلق عليه بالكفاءة الذاتية المرنة. الا ان الاستمرار في مواجهة خبرات فاشلة في أداء عمل معين قد يقلل من ثقتهم في قدرتهم على النجاح في هذا العمل ويؤدي كل فشل جديد الى تأكيد مايعرفونه عن هذا العمل أنهم غير قادرين على انجازه.
ثانيآ : رسائل الاخرين :
يؤدي مديح الآخرين لمنجزات الطلبة أو بإمكانية نجاحهم في إنجاز عمل ما الى زيادة اعتقادهم بكفاءتهم الذاتية. فعندما يسمعون تعليقآ مثل( يمكنك النجاح في هذا العمل) أو (أنا متأكد من أنك تستطيع هزيمة منافسك في هذا العمل)، ولكن يبقى أثر هذا المديح محدود إلا اذا تمكن الطالب من النجاح في هذا العمل فعلاً ( أبو علام, 2004 ،180 ).
ثالثآ : الإقناع :
ويقصد به إقناع المتعلم بأنه يستطيع ان يقوم بالأداء لامتلاكه كفاءة ذاتية ايجابية وتزويده بمؤشرات تدل على ذلك النجاح . ومن المهم التساؤل هنا: هل يمكن تحسين مشاعر الطلبة نحو كفاءتهم الذاتية العامة من خلال عامل الإقناع ؟ الجواب هو نعم يمكن تحسين مشاعر الطلبة نحو تطوير فاعلية ذاتية عامة ايجابية من خلال عامل الإقناع وباستخدام استراتيجيات معرفية اجتماعية من خلال طمأنينة الطلبة والتأكيد على أنهم يستطيعون أن يكونوا طلبة ناجحين .وإشعار الطلبة بأية درجة نجاح يحرزونها في مواقف التعلم .ومن خلال تطوير مهارة التفكير التعزيزي بصوت عالٍ من مثل أن يقول الطالب لنفسه( أستطيعُ أن أنجحَ وأنجز بدرجة عالية )( قطامي ، 2004 ،175 ) .

أبعاد الكفاءة الذاتية المدركة Dimensions of Perceived Self – Efficacy
حدد باندورا ثلاث أبعاد تتغير الكفاءة الذاتية تبعآ لها وهذة الابعاد هي :

1 – مستوى الكفاءة الذاتية المدركة :
يقصد بها مستوى قوة دوافع الفرد للأداء في المواقف المختلفة ويتعلق هذا المستوى بتعقد وصعوبة المشكلة ، فالإنسان يستطيع ان يجمع خبرة كفائتة الذاتية اتجاه المشكلات البسيطة والشديدة، وهو يختلف تبعا لطبيعة او صعوبة الموقف ، ويتضح مستوى الكفاءة الذاتية عندما تكون المهام مرتبة على وفق مستوى الصعوبة والاختلافات بين الإفراد في توقعات الكفاءة الذاتية ، ويتحدد هذا البعد مثلما يشير باندورا من خلال صعوبة المواقف ، ويظهر هذا المستوى بوضوح عندما تكون المهام مرتبة من السهل إلى الصعب ، لذلك يطلق على هذا البعد مستوى صعوبة المهمة(Level of Task Difficulty ) ( Bandura , 1997, 35).

2-عمومية الكفاءة الذاتية المدركة :
ويشير هذا البعد إلى انتقال كفاءة الذات من موقف ما إلى المواقف الأخرى المشابهة، بمعنى أن الأفرد يمكن لهم النجاح في أداء مهام معينة مقارنة بالنجاح في أداء أعمال ومهام مشابهة سابقاً ، وتتباين درجة العمومية ما بين اللامحدودية والتي تعبر عن أعلى درجات العمومية ، والمحدودية الأحادية التي تقتصر على مجال واحد أو مهام محددة ، وتختلف درجة العمومية بأختلاف عدد من الابعاد هي ( درجة تماثل الأنشطة ، الطرق التي تعبر عن الإمكانات أو القدرات (سلوكية _معرفية_ انفعالية) ، والخصائص الكيفية للموقف ومنها خصائص الشخص أو الموقف محور السلوك) ( الزيات ، 2001 ،510) .
3- ثبات الكفاءة الذاتية المدركة :
و يقصد به بقاء معتقدات الكفاءة عند مستوياتها في الظروف المختلفة والمتناقضة ، كما يشير باندورا الى ان الثبات معناه بقاء معتقدات الكفاءة الذاتية عند مستوياتها في الظروف المختلفة ، ويؤدي ذلك إلى مثابرة الفرد لتحقيق أهدافه وتشكل دراساته عن مرضى رهاب الأفاعي مثالا جيدا حول ذلك ، فقد سئل المرضى ، على سبيل المثال، فيما إذا كان باستطاعتهم في الجلسة العلاجية اللاحقة ملامسة أفعى محددة (مستوى) وفيما إذا كان باستطاعتهم لمس أفاعي أخرى (درجة العمومية) وأيضا إلى أي درجة هم واثقون من ذلك (ثبات) (77 ، 1996 ، Shwarzer).

أنواع الكفاءة الذاتية المدركة
يرى باندورا أن الكفاءة الذاتية المدركة هي أحكام الأفراد على قدراتهم لتنظيم وأنجاز الاعمال التي تتطلب تحقيق أنواع واضحة من الأداء وللكفاءة الذاتية أنواع متعددة :

أولآ : الكفاءة القومية :
ترتبط الكفاءة القومية بأحداث لا يستطيع الأفراد السيطرة عليها كما تعمل على إكسابهم أفكاراً ومعتقدات عن أنفسهم بوصفهم أصحاب قومية واحدة أو بلد واحد ، ومثال ذلك انتشار التكنلوجيا الحديثة وتأثيرها على جميع الإفراد (الخفاف ،2013 ، 160) .

ثانيآ : الكفاءة العامة :
ويرى Maddux 1998 أنَ الكفاءة العامة ليست سمة من سمات الشخصية ولا تقاس بوصفها سمة ، بل انها تقاس على انها توقعات محددة ترتبط بسلوك محدد في موقف محدد وفي الوقت نفسه فان توقعات الكفاءة الذاتية العامة قابلة للتعميم عبر السلوكيات والمواقف المختلفة اللاحقة بناءً على مدى التشابه بينها من حيث المهارات المتطلبة(Maddux , 1995 , 121 ) .
ثالثآ : الكفاءة الشخصية :
هي أحكام الأفراد الخاصة والمرتبطة بقدرتهم على أداء مهمة معينة في نشاط محدد، مثل معرفة العمليات الحسابية في مادة الرياضيات ( الخفاف ،2013 ، 159) .

رابعآ : الكفاءة(المعرفية) الأكاديمية :
يشير الى إدراك الطلبة لقدراتهم الأكاديمية وهذا يعني الاعتقاد بأنهم قادرون على فهم وأداء أعمالهم المدرسية ( Ryan& Pintrich , 1997 , 236 ) .
إن كفاءتنا المعرفية العالية غالبا ما تحدد اتجاهات أفعالنا ، فنحن نتمثل الأحداث الخارجية بشكل رمزي وفيما بعد نستعملها بصورة لفظية او بتمثلات شكلية صورية ونحدد مسارات سلوكنا في ضوء هذه العملية المعرفية ” ، فنحن نحل مشكلاتنا بشكل رمزي من دون لجوئنا الى سلوك المحاولة والخطأ ، وندرك الأحداث قبل وقوعها فنحور أفعالنا لاحتمالات توقعاتنا ، وهذا يعني ان عملياتنا العقلية تمكننا من أداء سلوكنا الحاضر والمتوقع ( صالح ، 1988 ، 154) .

خامسآ : الكفاءة الاجتماعية :
تشير هارتر ( Harter , 1982 ) إلى إن الكفاءة الاجتماعية هي تكوين عدد كبير من الأصدقاء والى كون الفرد محبوبا ، وان يكون عضوا مهما في الفصل ( Harter , 1982 , 48 ) .
ويرتبط كل من الدعم العاطفي والاجتماعي المدرك والتماسك الأسري ارتباطا ايجابيا بالكفاءة الاجتماعية المدركة والإحساس بالانتماء للزملاء والجهد الدراسي والاهتمام في المدرسة ( Wentzel , 1989, 203 ).
والكفاءة الاجتماعية المدركة تقوى ، وكذلك يزداد تعلمها عندما يسمح للأفراد ان يؤدوا مهاماً جديدة في صحبة أفراد حميمين حيث انه عن طريق تكوين صداقات جديدة في الفصل فان الطلاب يقللون عدد الإفراد المتفرجين غير المعروفين ويخلقون بيئة تعلم مدعمة وحميمية بشكل وعلى العكس فانه عندما يشعر الفرد بأنه غير محبوب وان مكانته بين الزملاء تقل فانه يشعر بالوحدة والإحباط مما يؤدي الى ادراكات سلبية للكفاية الاجتماعية وتقدير الذات (Hymel ,1989, 177 ) .
وترتبط مظاهر الكفاءة الاجتماعية مثل وضع الهدف الاجتماعي والقدرة على حل المشكلات والشعور بالدعم الاجتماعي والثقة بالانجاز العقلي ، فالطلاب المقبولون من الزملاء يسلكون سلوكا اجتماعيا مسؤولا في المدرسة يميلون إلى أن يكونوا مرتفعي التحصيل بين المرفوضين اجتماعيا والعدوانيين ويبدو انهم يواجهون خطر الفشل الدراسي ( Wentzel , 1989, 106) .

الكفاءة الذاتية العالية / الكفاءة الذاتية المنخفضة
تؤثر الكفاءة الذاتية المدركة في طبيعة ونوعية الأهداف التي يضعها الإفراد لأنفسهم وفي مستوى المثابرة والأداء ، فلاعتقاد بوجود مستوى عالي من الكفاءة الذاتية يزيد من الدافعية الى وضع أهداف أكثر صعوبة وبذل المزيد من الجهد لتحقيق مثل هذه الأهداف ، أما في حالة الاعتقاد بتدني مستوى الكفاءة الذاتية فهذا من شأنه أن يؤدي الى وضع أهداف سهلة تجنبآ للفشل ( الزغول ، 2010 ، 154 ) .
وعادة ما يكون الإفراد من ذوي الكفاءة العالية أنهم قادرون على السيطرة على واقع حياتهم وعندهم نظرة تفاؤلية عن أنفسهم وهم مستقلون وينظرون الى مستقبلهم نظرة طيبة ويتوقعون لأنفسهم النجاح في تخطي عقبة الحياة وعندهم ثقة في أنفسهم ولا تعنيهم الافكار الموحية بالعجز وعدم الكفاءة ويبذلون بالغ الجهد في تحقيق أهدافهم ويقبلون التحدي وينجحون في تجاوزه. أما الأشخاص ذوي الكفاءة المنخفضة فهم على العكس لا يستطيعون السيطرة على الأحداث والظروف المحيطة بهم ونتيجة لذلك يعتقدون أن أي جهد يبذلونه هو مجهود ضائع وعديم الجدوى مما يزيدهم سلبية , والكفاءة الذاتية مؤثرة على جميع خبرات الحياة تقريبآ في أختيار الشخص لدراسته ومهنته مثلآ وكلما زادت الكفاءة الذاتية كلما كان المدى واسعآ في أختيار المهنة لان الفرد يكون لدية استعداد للنجاح في أعمال كثيرة كما أن الكفاءة الذاتية تقلل من الوقت الذي يستغرقه الفرد في الحصول على عمل كما تؤثر على كفاءة الجهاز الجسمي في المواقف العلاجية وكلما كان العلاج ناجحآ كلما تحسن شعور الفرد بالكفاءة الذاتية المدركة ( ربيع ،2013 ،274) .
وأشارت الدراسات الى وجود علاقة بين الكفاءة الذاتية والأداء الاكاديمي سواء لدى المعلمين أو الطلاب ، اذ يساهم المعلمون عبر معتقداتهم حيال ما يملكون من كفاءة ذاتية في تنمية توقعات متفائلة لدى تلاميذهم حول نجاحاتهم المتوقعة في المستقبل من خلال ملاحظة الطلاب لتجارب وممارسات أساتذتهم، وفي المقابل فأن الطلاب الذين لا يتملكون معتقدات مرتفعة عن كفاءتهم الذاتية فمن المحتمل أن تعوق توقعاتهم السالبة هذه قدرتهم على التأثير في طلابهم .
(Rosa et al, 2001,12) .
خصائص الإفراد ذو الكفاءة الذاتية
هناك خصائص عامة يتصف بها الإفراد ذوي الكفاءة الذاتية المدركة :
-1ثقة الفرد في النجاح في أداء عمل معين .
-2مجموعة الأحكام والمعتقدات والمعلومات عن مستويات الفرد و إمكاناته ومشاعره.
-3وجود قدر من الاستطاعة سواء كانت فسيولوجية أو نفسية أو عقلية بالإضافة الى توافر الدافعية في المواقف.
-4توقعات الفرد للأداء في المستقبل .
-5أنها لا تركز على المهارات التي يمتلكها الفرد، ولكن على حكم الفرد على ما يستطيع أداؤه مع ما يتوفر لديه من مهارات.
-6هي ليست سمة ثابتة أو مستقرة في السلوك الشخصي ، فهي مجموعة من الإحكام لا تتصل بما يستطيع انجازه وأنها نتاج للقدرة الشخصية.
-7تنمو الكفاءة الذاتية من خلال تفاعل الفرد مع البيئة و مع الاخرين ، كما تنمو بالتدريب و اكتساب الخبرات المختلفة .
-8ترتبط الكفاءة الذاتية بالتوقع والتنبؤ.
-9تتحدد الكفاءة الذاتية بالعديد من العوامل مثل صعوبة الموقف ، وكمية الجهد ، والمثابرة.
-10أن الكفاءة الذاتية ليست مجرد أدراك فقط ، ولكنها تترجم الى بذل الجهد وتحقيق نتائج مرغوب فيها ( الخفاف , 2013 , 158 ) .

الكفائة الذاتية المدركة و تاثيراتها على الثقة بالنفس مصدر المقالة

لمزيد من المعلومات حول الموضوع يرجى مراجعة الرابط التالي :

الكفائة الذاتية المدركة و تاثيراتها على الثقة بالنفس