الاتصال و الاعلام و علاقتهما بالتربية (الصحافة المدرسية أنموذجاً)

1. الاتصال :-
• مفهومه : يعرف الاتصال بانه عملية مخطط لها تهدف الى تحفيز الناس وخلق دوافع عندهم لتبني مواقف معينة والقيام بممارسات جديدة،(هاتيرسللي:2000ص17) زيادة على انه الميكانيزم الذي من خلاله توجد العلاقات الاجتماعية وتتطور ، ويشمل الرموز العقلية ، ووسائل نقلها وحفظها ، والنغمات والاشارات والكتابة ، وكل ما من شانه ان يختصر الوقت ويقلل الجهد في عملية الاتصال الاجتماعي .(ابراهيم:1995ص30) والاتصال من مقومات استمرار الوجود الانساني و تفاعله عبر العصور ، وضرورة من ضرورات المشاركة ، اذ لايمكن لنا ان نتصور الحياة الاجتماعية من غير مشاركة وتفاعل .(الطويرقي:1997ص16)
• انواعه (انماطه) : على الرغم من تداخل مستويات الاتصال والفروقات التي تنشأ اثر هذه المستويات بين افراد المجتمع الواحد ،الا ان المعنيين بدراسة الاتصال يتفقون على انواع او تقسيمات للاتصال تكاد تكون متقاربة فيما بينها،والتقسيمات،هي:(المتولي:2007ص53)،(الطويرقي:1997ص33-38)
أ‌- الاتصال المواجهي (البينشخصي)، ويتم من خلال حالة التفاعل التي يلتقي فيها شخص بشخص اخر ، وتتضمن تبادل الافكار والمشاعر والتعبير عنها بوساطة الحوار اللغوي وحركات الجسم ، اذ يحكم هذا النمط الاتصالي علاقتنا بالاخرين ،ولاسيما في التعاملات اليومية .
ب‌- اتصال الجماعات الصغرى ، ويتداخل هذا النمط مع النمط المواجهي ، ويمتاز بالعفوية والمباشرة في تبادل الرسائل بشكل اني بين الافراد ، الا ان عدد المشاركين في هذا النوع يمتاز هو الاخر بالمحدودية ، اذ ان عددهم يقع بين ثلاثة الى اثني عشر شخصا ، ويمكن لكل فرد منهم ان يرسل او يستقبل رسالة معينة ، وفي هذا النوع من الاتصال يزداد تفاعل الجماعات في التعبير عن ارائها و عرض المشكلات التي تواجهها .
ت‌- الاتصال العام ،ويتداخل هذا النمط ايضا مع نمط المواجهة ، من حيث وجود عملية الارسال والاستقبال ، الا انه يتميز عنه في مستوى المشاركة بين المرسل والمستقبِل ، اذ ان الاثر الاكبر في هذا النوع يكون للمرسل الذي في الوقت نفسه دور المستقبِل لردود افعال وحركات وايماءات الجمهور ، كما هو الحال في الخطب والندوات والمحاضرات ، اذ ان المحاضر غالبا ما يكون هو الجانب المهم في هذا الشكل الاتصالي.
ث‌- الاتصال التنظيمي، ويظهر هذا النمط من الاتصال في المؤسسات الرسمية والاجتماعية ، فقد كان لحضور المؤسسات التي اصبحت تلفت انتباه الباحثين في عملية الاتصال اثر في وجود هذا النمط الذي يتفاعل من خلاله افراد المؤسسة يوميا ، سواء في الجانب الرسمي ام غير الرسمي ، زيادة على المراسلات والمعاملات .
ج‌- الاتصال الجماهيري ، ويعد اكثر انماط الاتصال تعقيدا لكونه يتم بين المصدر وجمهور متباعد ومتفاوت المستويات الفكرية والاجتماعية والثقافية ، وكثيرا ما يتم عبر وسائط من شانها ان تبث عددا كبيرا من الرسائل الى الجمهور ، ويمتاز هذا النوع من الاتصال بانه اتصال في اتجاه واحد يمثل فيه المرسل الجانب المهم الذي يقع على عاتقه الجهد الاكبر ، كما هو الحال في المؤسسة الاعلامية سواء أكانت مرئية ام مسموعة ام مقروءة ، اذ تهدف هذه المؤسسات الى ايصال رسائل الى الجمهور تحمل افكارا ومعلومات تتماشى مع سياسة تلكم المؤسسة الاعلامية وهدفها.
ح‌- الاتصال الذاتي يتمثل بالمعلومات التي يفكر فيها الفرد من خلال رؤيته الواقع وتحليل الرموز الموجودة فيه الى دلالات لفظية او غير لفظية عن طريق العمليات العقلية المعرفية .
• أهميته : ان اهمية الاتصال تاتي من اثره الفاعل في المجتمع ، اذ يمثل الاتصال حلقة وصل تنفرد باهميتها في توثيق العلاقات بين الافراد والمجتمع وتجعل مستوى التفاعل اكبر مما لو كانت الحياة من غير اتصال بين افراد مجتمعاتها ، وتمثل وسائل الاتصال والاعلام بالنسبة لملايين البشر وسيلة اساسية في الحصول على الثقافة واستعمال انواع التعبير جميعها التي تمكنهم من الحصول على المعرفة وتنظيم المعلومات العلمية ومعالجتها واستعمالها ، وبذلك فانه يعدّ مؤثرا قويا في صناعة ثقافة المجتمع ،(دهبية:1966ص67) ان المرسل يقصد من رسالته التاثير في مستقبِل معين لتؤدي غرضها الذي ارسلت من اجله ،ويهدف الاتصال الى احداث تفاعل بين المرسل و المستقبِل ولاسيما في جانب الاشتراك في الفكرة موضوع النقاش ، وبالنتيجة فان عملية التاثير سوف تؤدي الى احداث تغيير ايجابي او سلبي في سلوك المستقبِل ، ومن هنا كانت عملية التعليم /التعلم عملية اتصالية تبادلية للمعلومات بين المدرس (المرسل، المستقبِل) وبين الطالب(المستقبِل ، المرسل).(الحيلة:1998ص87)

2. الاعلام :
• مفهومه : الاعلام “عملية اجتماعية يتم بمقتضاها تبادل المعلومات ، والآراء، والأفكار بين الأفراد أو الجماعات داخل المجتمع، وبين الثقافات المختلفة، لتحقيق أهداف معينة”،( محمد:1997ص12) زيادة على انه التعريف باشياء معينة وخلق وعي في النواحي الاجتماعية او السياسية او الاقتصادية .(يوسف:2006ص82).
• عناصره : تتكون عملية الاعلام من خمسة عناصر هي: (يوسف:2006،ص83-84) (الحيلة:1998،ص90-93)
أ‌- المرسل للرسالة (الاعلامي) اذ يعد مصدر الرسالة او النقطة التي تبدأ منها عملية الاتصال ، وتختلف طبيعة المرسل فقد يكون انسانا او الة او مادة مطبوعة سواء أكانت كلمات ام صورا ، ويهدف المرسل من الرسالة التي يصدرها الى المستقبِل ان ينقل فكرة معينة او يعبر عن رأي معين او معلومة ما للتاثير في المستقبِل الذي يجب ان يكون متفاعلا مع المرسل لتتم عملية الاتصال بينهما ، وعلى المرسل ان يكون مقتنعا ومؤمنا بالرسالة متمكنا ، وملما بمحتواها من معلومات واتجاهات ومهارات ، وعارفا بطرائق التاثير في المستقبِل وخصائصه وصفاته ، ولاسيما من حيث الخلفية العلمية والاجتماعية ، وعليه ان يستعمل الزمان والمكان الملائمين لارسال الرسالة المعنية .
ب‌- الرسالة الاعلامية وهي المحتوى الذي يريد المرسل ان ينقله الى المستقبِل او انها جزء من هدف يسعى المرسل الى تحقيقة من خلال عملية الاتصال ، ويتضح تاثير الرسالة من خلال تطابق محتواها مع السلوك الذي يقوم به المستقبِل ، ويتوجب عند صياغة الرسالة مراعاة احتياجات المستقبِل وظروفه وخلفيته العلمية والثقافية ، وتوظيفها مثيرات تساعد في جذب الانتباه وتجعل التفاعل بين المرسل والمستقبِل عالي المستوى.
ت‌- الوسيلة التي تقوم بنقل هذه الرسالة وتعد من مرتكزات عناصر الاعلام ، اذ يتم بوساطتها نقل الرسالة الى المستقبِل ، وتتعدد هذه الوسائل من مجال الى اخر ففي مجال التربية تعد المطبوعات والرسوم واجهزة عرض الشرائح والصور من وسائل الاتصال داخل المدرسة ، ولاتختلف هذه الوسائل كثيرا في المجالات الاخرى ، الا ان معظم الجوانب قد تشترك في كون اللغة –اذا مانظرنا إليها على انها رموز – تمثل وسيلة اتصال مهمة وفاعلة بين وسائل الاتصال الاخرى ، وعودة الى المجال التربوي فان هناك علاقة وطيدة بين الوسيلة وقدرات المتعلمين وكل منهم تناسبه وسيلة افضل من غيرها في عملية تعليمه او تعلمه ، فقد يفضل بعضهم الوسائل المرئية في التعليم لانها تكون اكثر سهولة في فهم الفكرة او المادة المراد تعلمها .
ث‌- المستقبِل للرسالة الإعلامية الذي يمثل الجهة او الشخص الذي توجه إليه الرسالة ، ويقوم بتحليل مضمونها وفهم محتواها للوصول الى تفسير معين لهذه الرسالة ينعكس على سلوكه ، ولكي يكون المستقبِل مستقبلا جيدا يجب توافر الظروف الملائمة لهذا الاتصال لعل من اهمها الراحة الجسمية والنفسية ، وشعوره باهمية الرسالة وما تحمله من خبرات ، اذ يعتمد نجاح الرسالة على فاعلية المستقبِل وايجابيته تجاه المرسل .
ج‌- الاستجابة التي تحدثها تلك الرسالة الاعلامية والمتمثلة بما تتركه من اثر في المستقبِل لها.
• علاقته بالاتصال : يتضح من عناصر الاعلام انها عناصر الاتصال ذاتها ولما كانت هذه العناصر مشتركة فانها تقتضي ارتباطا الى حد كبير بين الاتصال والاعلام ، وبما ان الاعلام –كما تقدم -عملية اجتماعية يتم بمقتضاها تبادل المعلومات فان حقيقة هذا التبادل قائم على اساس وجود هذه العناصر ، اذ ان تبادل المعلومات من أفكار وآراء بين المجتمع يتطلب مرسلا مهمته نقل هذه المعلومات (الرسالة ) مستعملا (وسيلة) معينة في هذه العملية وبالنتيجة فان المجتمع الذي يتفاعل مع هذه المعلومات هو المستقبِل ،زيادة على ذلك فان التفاعل موجود في كلا العمليتين ،الا ان هذا التفاعل ليس بالضرورة ان يكون تفاهميا او ايجابيا ،فقد يكون تاثيره سلبيا(سنو:2001ص36) ولايمكن ان نشير الى ايهما اوسع من الاخر اذ ان الاتصال يحدث في كل وقت تتوافر فيه العناصر -التي هي ذاتها عناصر الاعلام- وفي مجالات متعددة ، وكذلك الحال نفسه مع الاعلام الذي تتعدد هي الاخرى مجالاته ، سواء أكان اعلاما فرديا ام جماعيا ، والفردي الذي ينشأ بين اشخاص يتبادلون الأدوار في تمثيل عناصر الاتصال او الإعلام وعلى مستويين رسمي وغير رسمي ، أما الاجتماعي فيتمثل مجتمعه بالاتساع ويتضمن المستويين ذاتهما في الإعلام الفردي .

3. علاقة الاعلام بالتربية ( الاعلام التربوي ):
ان من اهم النقاط التي تجمع بين التربية والاعلام انهما وسيلتان في يد من يهدف الى تعريف من لايعرفون ، اذ ان احدى اهداف التربية تزويد المتعلمين بالخبرات اللازمة التي تساعدهم في حل المشكلات التي يواجهونها في حياتهم ، وكذلك الاعلام فانه يهدف الى تزويد افراد المجتمع بالمعلومات التي يحتاجونها في تكوين رأي معين في قضية معينة ،(يوسف:2006ص81)
ويعود تاريخ مفهوم التربية الاعلامية الى اوخر الستينيات من القرن العشرين، وكبقية المفاهيم حديثة الولادة فانه تطور بمرور الزمن ، واكد الخبراء امكانية استعمال ادوات الاتصال وسيلة تعليمية يمكن من خلالها اعداد الشباب لفهم الثقافة الاعلامية المحيطة بهم زيادة على حسن الانتقاء والتعامل مع الرسائل الاعلامية الموجهة (يحيى:2007ص10)
وفي الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية عام 1977حددت مجالات الاعلام التربوي في انتاج الافكار والاراء والنظريات والحقائق والانظمة والاحصاءات والانشطة الثقافية والفنية وتسجيلها ونقلها ، الا ان هناك من يرى وجود تداخل بين الاعلام التربوي والاعلام التعليمي ، اذ ينحصر الاخير في البرامج التعليمية المسموعة والمرئية ، ولكن يبقى الاعلام التربوي هو الاوسع والاشمل ، وذلك لسعة المؤسسات التي تقوم بدور التربية .(عمر:1997ص81-82) والجدير بالذكر ان وسائل الاعلام اسهمت في انتشار المعلومات الامر الذي اعطى لتلك الوسائل اهمية كبيرة لما تقدمه من مواد علمية وثقافية متنوعة زيادة على ما فيها من التشويق وعناصر الجذب للمتلقي .(سلطان:2003ص58)
ان الطلبة في ظل الانفجار الاعلامي الكبير لايمكن لهم ان يكونوا بمعزل عن تاثير هذا الانفجار وبالنتيجة فان محصلة هذا التاثر ان بدأ الطلبة بمتابعة وسائل الاعلام لساعات اطول مما يقضونها في المدرسة ، وتشير بعض الدراسات الى ان الطلبة في البلدان العربية عندما ينهون المرحلة الثانوية العامة يكونوا قد قضوا (10800) ساعة تقربا في حجرات الدراسة ، وقضوا في مشاهدة التلفاز(15000)ساعة مما تترتب عليه اثار ثقافية وصحية ونفسية كبيرة قد يتركها الاعلام في الطلبة .(عبد الرحمن:ص28)
وبما ان الاعلام يعتمد على عناصره الاساسية المتمثلة بالمرسل والرسالة والمستقبِل والوسيلة والاستجابة فان الاتصال في الانشطة التربوية يعتمد على هذه العناصر ايضا وبالتالي فان الاعلام والتربية يشتركان في استعمال عناصر مشتركة فيما بينهما (يوسف:2006ص99)
ان وسائل الإعلام داخل المدرسة ما هي إلا وسائل إعلام مناظرة لوسائل الإعلام الجماهيرية ، يتم من خلالها نقل رسالة إعلامية تختلف من حيث شكلها ومحتواها ومضمونها عما يتم نقله عبر الاعلام الجماهيري ، وهي تتشابه بطبيعة الحال مع وسائل الإعلام المدرسي ، مع الأخـذ في الحسبان طبيعـة المجتمع المدرسي ومحدوديته .(البكري)
ان من اهم اهداف الاعلام المدرسي ما ياتي : (يوسف:2006ص111-115)، (عمر:1997ص83-84)
1. توعية الطلبة وارشادهم وتبصيرهم بالاخلاق الكريمة والسلوك القويم.
2. تاصيل عادة حب القراءة والبحث والاطلاع والالمام بالاخبار والاحداث الجارية مما يسهم في توسيع مدارك الطلاب وثقافتهم .
3. اكتشاف المواهب والقدرات الكامنة وتوجيهها الوجهة السليمة ، وكل حسب الموهبة التي يتميز بها عن زملائه .
4. انه يشجع الطلبة على البحث والتنقيب والاختراع والابتكار ، ولاسيما اننا نشهد اليوم عصر تطور تكنولوجي وتقني لم تشهده الانسانية من قبل .
5. تعويد الطلبة على الايجابية والقضاء على التسيب والسلبية واللامبالاة وبعث الثقة في النفس وتحمل المسؤولية في اتخاذ القرار وحرية ابداء الرأي على وفق المحددات الاجتماعية .
6. تكوين رأي طلابي عام في المواقف المختلفة والقضايا المهمة كبداية على طريق المجتمع الديمقراطي ، والتعبير عن رأي الجماهير الطلابية .
7. يسهم في شرح ما غمض عن الطلبة او تعذر فهمه من نقاط في بعض المناهج المقررة .
8. الاتصال بالبيئة المحلية ومعرفة ما يدور فيها من ايجابيات او سلبيات حتى لا تكون المدرسة مكانا مغلقا على نفسه ومنطويا ومنعزلا ، دونما علم ومعرفة بما يجري في المجتمع الخارجي
ان تشكيل مناخ لغوي في اطار من المعاصرة والدقة يقع على عاتق وسائل الاتصال الجماهيري والمؤسسات التعليمية ، اذ ان لوسائل الاتصال الجماهيري في الحياة اللغوية اهمية كبيرة تعود الى عوامل عديدة من بينها ما ياتي : (جمل:2001ص90- 91)
1. عوامل تعود الى طبيعة اللغة ووظيفتها ، فاللغة ظاهرة منطوقة ومسموعة ويقوم كل من الإذاعة والتلفاز بدور بالغ الاهمية للغة ، فالإذاعة تقدمها منطوقة مسموعة اما التلفاز فانه يتيح الصورة في تقديم الرسائل الاعلامية بعناصرها اللغوية وغير اللغوية .
2. ان وظيفة اللغة المجتمعة تتحقق عن طريق وسائل الاعلام ، لان هذه الوسائل تقدم اللغة في مواقف معظمها ياتي في اطار لغوي تفاعلي.
3. تعدد وظائف اللغة ،حيث ان اشكال اللغة في وسائل الاعلام متعددة ، اذ تظهر على شكل اخبار مباشرة او ابلاغات او اغاني او مسلسلات ترفيهية بمضامين مختلفة او برامج توعية هادفة .. الخ من البرامج التي لاتنفصل عنها اللغة بأي شكل من الاشكال .
4. الصحافة المدرسية :
• نشأتها : تذكر بعض المصادر ان الصحافة المدرسية سبقت صحافة الاطفال في الظهور ، وبما ان المصادر تشير الى ان اول صحيفة للاطفال صدرت عام 1830 م في فرنسا وفي عام 1896م في الولايات التحدة الامريكية مما يدل على ان الصحيفة المدرسية ظهرت قبل هذا التاريخ، وكانت تشرف عليها هيئات علمية او تربوية تعنى باخبار المدارس والدراسة وترمي الى غرس المعلومات العلمية والادبية والفنية في اذهان الطلبة .(الهيتي:د.ت،ص229-230) ، اما على صعيد الوطن العربي فان مصر كانت سباقة في اصدار الصحف ،اذ صدرت اول صحيفة مصرية عرفت بالوقائع المصرية عام 1828م ،(الزيات:2004ص315) ولعل هذا السبق كان عاملا وراء سبق مصر في اصدار الصحافة المدرسية ،اذ يشير بسيوني الى ان ظهور الصحافة المدرسية في مصر، بدأ على يد محمد علي باشا و علي مبارك باشا وزير التعليم الذي عهد إلى رفاعة رافع الطهطاوي (ناظر القلم والترجمة بالوزارة) مهمة إصدار صحيفة مدرسية تعنى بشؤون التعليم، ومن هنا جاء العدد الأول من المجلة التي حملت اسم “روضة المدارس” في السابع عشر من أبريل 1870م،أي بعد 22 سنة من صدور اول صحيفة عامة ، وترأس تحريرها “علي فهمي” (مدرس الإنشاء بمدرسة الإدارة والألسن) وهو ابن رفاعة، ويشير البعض الى ان اول صحيفة مدرسية حقيقية ظهرت على يد مصطفى كامل عام 1893م تحت عنوان (المدرسة) ، وكانت شهرية الصدور ، وفي عام 1915 صدرت مجلة تحمل الاسم نفسه، ولكن باللغتين العربية والإنجليزية، وترأست تحريرها “مسز بري” وهي سيدة إنجليزية كانت مقيمة بمصر، وقد أورد بعض الأدباء بعض المآخذ عليها، فهي لم تعرف شكل الإخراج الصحفي أو ترتيب الموضوعات، أو العرض بطريقة جذابة، و أن مشاركة الطلاب في تحريرها لم تكن لتذكر إلا نادراً ،(بسيوني)،(يوسف:2006ص102)، وفي العراق لايوجد هناك تاريخ عام حول صدور صحافة مدرسية على مستوى القطر وانما اشارت بعض المصادر الى صحف مدرسية محلية ظهرت في بعض المحافظات ، اذ يشير المؤرخ سلمان آل طعمه الى ان اقدم مجلة مدرسية على مستوى كربلاء كانت مجلة (الكوكب )اصدرتها مدرسة كربلاء المتوسطة عام 1932 م بواقع (67) صفحة ، اضافة الى مجلة العروبة الصادرة عام 1949م ومجلة المنار عام 1947م ومجلة صوت ثانوية كربلاء عام 1951م ، ونشرة الرشاد 1953م ونشرة الاخوة عام 1954م و انوار الفجر 1955م و صوت الدار 1957م و نجيب على اسئلتكم 1957م ، والمروج 1957م، وثمار المتوسطة ، 1958م،والحياة التجارية 1958م ، والاصيل 1962م، وصولا الى مجلة براعم الوفاء عام 1973م .(ال طعمه:2006ص57-67)
• انواعها : تقع الصحافة المدرسية بين ثلاثة انواع اما مكتوبة او مطبوعة او مصورة ،وتتداخل هذه الانواع بين المراحل الدراسية المختلفة ، ولعل من اهم اشكال الصحافة المدرسية ما ياتي : (يوسف:2006ص:134-144)،(الصحافة المدرسية)
 مجلة الحائط (الجدارية): وهي عبارة عن لوحة قياس (70 × 100 سم) من الورق المقوى أو الفلين ، ويفضل أن تقسم بالعرض ، وقد تكون أكثر ارتباطا بالمرحلة الابتدائية ، لان شخصيات الطلاب في المرحلتين المتوسطة والثانوية ،تكون قد نضجت ، وتكونت لديهم خبرات عملية من المرحلة الابتدائية ، وهنا يترك للطلاب فرصة خلق ابتكارات جديدة تناسب ميولهم وإبداعاتهم ،وعند اعداد الصحيفة الجدارية يجب مراعاة بعض الامور منها : أن تكون الصحيفة على هيئة أعمدة متداخلة ، وقد يكون عنوان الموضوع على عمودين ،وان يحدد اسم الصحيفة ، ويُرسم شعار يتناسب مع الاسم والمضمون ، ويستحسن أن يكون الاسم والشعار دائمين إذا كانت الصحيفة مستمرة الإصدار ،و يكتب في الجانب الأيسر العلوي اسم المشرف و أسرة التحرير و رقم العدد وتاريخه ،مع ضرورة تنوع محتويات الصحيفة فيكون فيها : أخبار المدرسة ،و أخبار التربية ، ومقال ، وقصة قصيرة ، وتحقيق ، وحوار زيادة على بعض الصور .
 المجلة الدائرية : وهي التي تعلق على حامل من جوانب عدة ، على شكل دائرة أو مروحة ، بحيث توضع عدة صحف من حجم واحد في عدة جوانب من الحامل ، والأفضل أن تكون طولية ،وفي مستوى طول الطلبة.
 الصحيفة المصورة : وتحوي صورا فقط أو صورا مع تعليق مبسط عليها ،وتصلح بشكل اكبر للصفوف الاولى من المرحلة الابتدائية ،لانها في هذا المستوى العمري تكون اكثر تقبلا من الصحف المكتوبة ، ويتبع هذا النوع من الصحف المدرسة الكلية في التعلم ،ويمكن ان تعد هذه الصحف بانتقاء صور تم نشرها في مجلات اخرى او يتم تصوير لقطات حية ومتتابعة من الموضوع ، ويرى الباحث ان استعمال الطريقة الثانية المتمثلة بتصوير لقطات حية من الحياة المدرسية وعرضها في الصحيفة يكون ذا فاعلية اكبر لدى الطلبة ، اذ يشعرهم هذا الامر بقوة الارتباط بينهم وبين هذه الصحيفة ، وفي الوقت نفسه لاتهمل الصور المنشورة في الصحف الاخرى في حالة ارتباطها بجانب مهم او تكون اكثر دلالة من الصورة التي يتم التقاطها ، ولابد للقائمين على اصدار مثل هذه الصحف ان يراعوا نوعية الصورة ، سواء أكانت لقطة خاصة ام عامة ام متوسطة ، وشكل الصورة الهندسي ، ومساحتها في الصحيفة التي تحدد وفقا لطبيعة الصورة ذاتها .
 الصحيفة الطائرة : حيث يكتب كل طالب في موضوع يختاره على شكل مقال او تحقيق او خبر يتعلق بالمدرسة او تقرير عن قضية معينة او قصة قصيرة ،وليس بالضرورة ان تكون المادة الصحفية فيها نتاجا اصيلا للطالب بل يجوز للطالب ان ياخذ من الموضوعات التي يراها تعبر عن وجهة نظره او تتماشى مع تطلعاته بشكل لايخل بالذوق العام ، ويقرأ الطالب الثاني ما كتبه الطالب الاول ويقرأ الثالث ما كتبه زميل الثاني ،وصولا الى قراءة جميع الموضوعات من جميع الطلبة او بما يسمح به وقت الدرس ، ويعطي هذا النوع من الصحف المدرسية للطلبة حرية الاختيار والتعبير ، ويعد هذا النوع من الصحف المدرسية المكتوبة.
 الصحيفة المطبوعة ” النشرة” : الصحف المطبوعة هي كل ما يطبع من نشرات او صحف او مجلات مدرسية وتصدر تحت اسم ثابت وبصفة دورية ،مع ضرورة ان يوضح عليها جهة الاصدار والمشرف عليها ، و النشرات او الصحف المدرسية المطبوعة هي من أهم فنون العمل الصحفي المدرسي ، وتمثل مرحلة أكثر وعيا وارتباطا بوسائل الاتصال ، وتمتاز بإمكانية طباعة كمية كبيرة منها ، وسهولة نقلها وتداولها داخل المدرسة وخارجها ، إضافة إلى إمكانية إضفاء النواحي الجمالية والتعديل والتطوير في العدد نفسه قبل إصداره ، و تتنوع مضامين الصحيفة المدرسية من حيث الموضوعات والمحتويات بحسب قدرات الطلبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية ، ولكي تكون الصحيفة الصادرة اكثر فاعلية في تحقيق الاهداف يجب ان تنفذ بجهود المدرسة وطلبتها ومعلميها الذاتية ، بحيث يحرر موادها الطلبة ، ويشرف عليها معلم الفصل أو مشرف جماعة الصحافة ، وتخرج بواسطة كمبيوتر المدرسة أو بمبادرة أحد الطلبة المتيزين الذي يملك جهازا خاصا ،ان الصحافة المدرسية المطبوعة تتطلب قدرات صحفية متقدمة من الطلبة لذا فان صلاحيتها تكون في المرحلة الثانوية والاعدادية اكثر منها في المرحلة الابتدائية ، اذ ان للاخيرة صحفها الخاصة بها التي تتماشى مع طبيعة كل صف من صفوف المرحلة الابتدائية ، ومن انواع صحف المرحلة الابتدائية صحيفة الصف الأول الابتدائي ، وتتضمن صورا ورسوما توجيهية ، وتجيء من دون كلمات أو تعليق ،ويفضل ان تكون هذه الصور ذات ارتباط بالمنهج ، وكذلك يفضل ان تركز هذه الصحف على نشر صور التلاميذ المتميزين في النظافة والنظام والجانب العلمي ، صحيفة الصف الثاني الابتدائي ، وفي هذا الصف يكون التلاميذ قد أصبحوا يعرفون من الكتابة والقراءة الشيء الذي يمكنهم من قراءة بعض الكلمات ، لذا فمن المفيد لهم ان تذكر بعض الكتابات المتعلقة بموضوع قريب منهم وبعبارات بسيطة وواضحة المعنى ، صحيفة الثالث الابتدائي ،حيث يشترك التلاميذ في تحريرها ورسمها وتلوينها مع إعطاء الفرصة للتجديد والابتكار ، ويتم بشكل تدريجي إدخال عنصر التعليم مكتوبا بأسلوب بسيط وألوان متنوعة ، صحيفة الرابع الابتدائي بما ان صف الرابع الابتدائي يمثل تغيرا في طبيعة عملية التعليم والمواد الدراسية فانه يحتم تطوير الصحيفة المدرسية لتناسب مع طبيعة التغير في عملية التعليم والمواد الدراسية ، وليس الاستمرار على الوتيرة ذاتها في الصفوف التي سبقته ، اذ ان التلميذ في هذه المرحلة يدرس التاريخ والقواعد بشكل مستقل الى حد كبير، لذا فانه من الممكن عمل صحف متعددة بتعدد المواد ، سواء أكانت صحيفة للغة العربية ام للعلوم الاخرى ، ويراعى أن تكون المادة العلمية جزءاً من الصحيفة ، بحيث لا تستأثر على : فنون الاتصال كالخبر او القصة او التحقيق ، صحيفة الخامس والسادس الابتدائيين ، ففي هذين الصفين تكون شخصية التلميذ قد نضجت الى حد تمكنه من فتح نوافذ جديدة على الحياة خارج المدرسة ، مما يتطلب نمطا خاصا من الصحف من حيث الألوان ، وحثهم على الاطلاع والبحث ، ويترك لهم حرية ابتكار أشكال صحفهم وموضوعاتها ، وتكون مساحة المكتوب اكبر مما كانت عليه في الصفوف السابقة وتقل في الجانب الاخر الصور .

• . أهمية الصحافة المدرسية : ترتبط اهمية الصحافة المدرسية باهمية النشاط المدرسي ذاته ، اذ ان لهذا النوع من انواع النشاط أهمية كبيرة ، فهو ينمي مهارات الطلاب و يلبي احتياجاتهم ويبرز قدراتهم الذاتية و يوجهها ويصقلها لتحقيق الأهداف المنشودة, ويعدّ مساعداً للمقررات الدراسية على تحقيق الأهداف التربوية، ويدخل النشاط الطلابي في تعديل سلوك الطلبة من خلال اشراكهم في انشطة نافعة يجد الطلبة من خلالها ارتباطا عالي المستوى بينه وبين موضوع النشاط ، زيادة على ان اشراك الطلبة في النشاط يمنحه قابلية اجتماعية اكبر مما لو كا منعزلا ومنطويا ومنغلقا على نفسه. (الخياط:2007ص5-6) ،وبما ان الصحافة المدرسية جزء لايتجزء من النشاط التربوي فانها تهدف الى :(امبابي:2007)،(الهيتي:د.ت)،(عابد:1998)،(بسيوني)
1. توجيه الطلبة وإرشادهم إلى الأنشطة التي من شانها الارتقاء بالبلاد سياسياً واجتماعياً وتعليمياً.
2. خدمة المناهج التعليمية من خلال ممارسة الأنشطة الصحفية.
3. اثارة روح المنافسة بين الطلبة.
4. اكتشاف المهارات الطلابية الفكرية والصحفية وتنميتها.
5. ربط المدرسة بالبيئة.
6. تقوية روح الانتماء في الطلبة نحو مدرستهم وبيئتهم ووطنهم .
7. ان للصحافة المدرسية دورا كبيرا في تنشيط الجانب الابتكاري واساليب التفكير المنطقية التي تساعد الصحافة الطلبة على ممارستها.
8. للصحافة المدرسية اهمية كبيرة في صقل المواهب الناشئة في مراحل متقدمة وتمكينهم من اتقان اساليب الكتابة الصحيحة المترابطة الفكر والاسلوب .

الاتصال و الاعلام و علاقتهما بالتربية (الصحافة المدرسية أنموذجاً) مصدر المقالة

لمزيد من المعلومات حول الموضوع يرجى مراجعة الرابط التالي :

الاتصال و الاعلام و علاقتهما بالتربية (الصحافة المدرسية أنموذجاً)