اثر الدراما (الدخيلة) التركية على الاسرة العراقية مقال م.م ازهار محمد السعدي

اثر الدراما (الدخيلة) التركية على الاسرة العراقية

م0م ازهار محمد علي السعدي

ان انفتاح الدول على بعضها البعض له مزايا متعددة تساهم في خلق جو من التعاون والتبادل الثقافي والتجاري بل وحتى الصناعي بينها مما يؤدي ذلك الى تلاقح الحضارات وتبادل المعارف بينها , ويعد الاعلام من اهم وسائل تبادل الثقافات ونشر المعارف والعلوم بين الدول, ويمتلك الوطن العربي من مقومات الحضارة ما يؤهله لان يكون قدوة لباقي الامم والشعوب في العالم بالإضافة الى ما يمتلكه من قيم واعراف وبالتالي فهو مجتمع يؤثر ويتأثر0

ولقد اصبحت الافلام والمسلسلات التليفزيونية افضل وسيلة لأي دولة لنشر ثقافاتها وقيمها الاجتماعية بين دول العالم, واذا ما نظرنا الى الاوضاع والظروف السيئة للبلدان العربية والتي تجعل المواطن العربي يعيش ويعاني من الفشل والاحباط وفقدان الامل والجوع والجهل, مما يحول انظاره الى المسلسلات التلفزيونية وبالأخص المسلسلات التركية والتي لاقت رواجا منقطع النظير في اوساط مجتمعنا العربي والذي بات يقلدها ويحاكيها ويخصص الوقت الكافي لمشاهدتها, بل وشرع يؤجل اعماله وقت ظهورها, فأصبح الاقبال الجماهيري العربي على هذه المسلسلات امرا لم نشهد له مثيل من قبل, فقد عد البعض هذا الاقبال نوع من التعطش للعاطفة والهروب من الواقع  المرير الذي يعيشه المواطن العربي, بالإضافة الى ذلك ما تعرضه المسلسلات من مناطق سياحية والتي لم يشاهدها ويعيشها من قبل ويجب الذكر الى ما تتضمنه هذه المسلسلات من عادات وطقوس قريبة للبيئية العربية بالإضافة الى انها تمثل مجتمعا اسلاميا في كثير من الافكار التي تعرضها, ان المتابع الواعي والمثقف لهذه الدراما لا يلحظ اي مظهر من مظاهر الاسلام ولم يمت للإسلام بصلة0

ان المشكلة التي نتحدث عنها والتي يجب ان نناقشها معا ان المتلقي العربي بمختلف شرائحه بات مقلدا ومحاكيا لكل ما تعرضه هذه الدراما بدون تفكير ان كان ايجابيا اوسلبيا او ان كان يلائم واقعه واعرافه الاجتماعية , فسرعان ما دخلت في كل بيت عراقي وبدون استئذان وهذا يقودنا الى نقطة في غاية الاهمية هل هذا المتلقي على درجة عالية من الوعي والثقافة وهل قادر على التمييز بين الجيد والرديء, ومن الجدير بالذكر ايضا ان المتلقي ليس على مستوى واحد من الادراك والوعي والثقافة مما ادى الى البعض منهم الى تقمص شخصيات من حيث اللباس والحديث والسلوك وهذا التقمص لا يعود او يخص فئة معينة والمقصود بها فئة الشباب المراهق ان كان ذكر او انثى بل يشمل العائلة بأفرادها ككل وهذه الطامة الكبرى ,مما ادى الى خلق فجوى ومشاكل بين الزوج والزوجة وكل منهما يغني لليلاه, وهنا يبرز دور التوعية الاجتماعية والدينية والمؤسسات الثقافية من خلال الندوات والمؤتمرات لخطورة ما تحمله بعض هذه البرامج من افكار هدامة بالإضافة الى ضرورة وجود رقابة لما يعرض من برامج على القنوات الفضائية وفي مقدمتها المسلسلات المدبلجة كونها تحتوي في مضمونها افكارا تناقض الواقع العربي والاسلامي0