أثبـات نَسـب كُتب لمؤلفين
   رحلة علمية مٌزدانة بأدوات البحث المتطورة في محاولة اضطلعنا بها لإسناد الكتب لمؤلفيها،فقد أورد ابن شهر آشوب (ت588ه/1192م) رواية من هذه الكتب :“الأنوار ، والكشف ، واللمع ، وكتاب البلاذري“،ونقلها(الرواية) عنه كُثر مسنديها لهذه الكتب دون ذكر مؤلفيها؛ لذا حاولنا التوصل لأصحابها مرجحين لا جازمين.
  الأنوار يُعد الآن من المفقودات،لكن ثمة مُؤلفات اسمها عينه لمؤلفين تقدمت وفياتهم على ابن شهر آشوب،أحصى آغا بزرك الطهراني بحدود الثمانية منهم:أبو عبد الله المرزباني محمد بن عمر بن موسى الخراساني،محمد بن همام بن سهيل الكاتب الإسكافي،الوزير الصاحب إسماعيل بن عباد، وإسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل النوبختي،والحسن بن محمد بن الحسن شيخ الطائفة الطوسي،علي بن محمد العدوي الشمشاطي،علي بن هبة الله بن عثمان بن أحمد بن إبراهيم بن الرائقة الموصلي،ابن أبي العزافر محمد بن علي الشامغاني.
 
    نُرجح كتاب الأنوار لابن شيخ الطائفة لأمور مبتدأها:ذكره ابن شهر آشوب بقائمة موارده،فروى عنه بواسطة واحدة متعددة،وأوسطها تصريح المجلسي:”وكتاب التمحيص لبعض قدمائنا،ويظهر من القرائن الجلية أنه من مؤلفات الشيخ الثقة الجليل أبي علي محمد بن همام،وعندنا منتخب من كتاب الأنوار له قدس سره“؛ بمعنى ليس عين الكتاب وبذلك أسقطنا فرضية الأنوار بالبحار للمتقدم بل للمُرجح،بدلالة الإشكال الذي أضاء عتمته آغا بزرك الطهراني وهو الأمر الأخير قائلاً:”الأنوار للشيخ أبي علي بن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي …وقد أورد العلامة المجلسي صورة الكتابة في آخر البحار لتنبه المتأخرين فقال في كتابته أولاً:أن الأنوار للشيخ أبي علي المذكور،ثم قال ثانياً:إن الأنوار لابن الشيخ موجود عند مظفر الدين محمد المعروف عندكم ومع التصريح بأنه ابن الشيخ في موضعين ومع التصريح لا يحتمل أن يكون مراده الأنوار لأبي علي بن همام”،سيما وذكر المجلسي في مصادره: ” وسنفصل الكتب ومؤلفيها وأحوالهم في آخر مجلدات الكتاب إن شاء الله الكريم الوهاب“،فإفصاحه عن الأنوار ومؤلفهِ قرينة ودالة للترجيح.
 
   أما كتاب الكشف إذ رصد ابن النديم ثلاث مؤلفات يتحد عنوانها لمحمد بن أحمد الصفواني،ولعيسى بن مهران،ولأبي عبد الله الحسني احد المؤلفين الشيعة،ولم يُصيب العاملي بجعله للإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)،ربما نقله عن آغا بزرك الطهراني الذي جعل الحسين بدل الحسني،حين ذكر مؤلفو كتاب الكشف ممن سبقت وفياتهم لابن شهر آشوب مضيفاً على ما سبق لأحمد بن إبراهيم بن أبي رافع،ولأحمد بن محمد الآملي الطبري،وأحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي،والراجح الأخير لتلازم العنوان مع المؤلف والنص المنقول،فهو مُحقق بالعنوان الكشف والبيان وجرياً للاختصار يُذكر اللفظ الأول من العنوان،سيما وذكره ابن شهر آشوب بالكشف للثعلبي بثماني مواطن،وصرح بالثعلبي في لائحة موارده،وأخيرًا بُصرت رواية وردت عند الثعلبي مفادها السيدة خديجة(عليها السلام)تسأل عن حال ولديها المتوفين أهما بالجنة؛لان في هذه الكتب روايات عن أولاد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) التي نقل ابن شهر آشوب واحدة منها.
   وكتاب اللمع لم يختلف عن سلفه الأنوار بالوفرة،وقد ظفرنا بمجموعة مؤلفين لهم سبق الوفاة على ابن شهر آشوب اشتركوا بالعنوان،اختصت كتبهم التي اطلعنا عليها في أصول الفقه والنحو والصرف والتصوف والرد على أهل البدع،لكنها خلت من روايات أولاد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)،ويبدو أنه كتاب محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن قوفة أبي الحسن النحوي التميمي من مشيخة النجاشي عنوانه: اللمع والنوادر. 
  أخيرًا كتاب البلاذري نُرحج أنه كتاب انساب الأشراف الذي يُسمى الأخبار والأنساب،سيما وعَنون الشريف المرتضى للبلاذري كتاب تاريخ الأشراف،وصرح المجلسي بذلك،وجاري ذكر الكلمة الأولى من الكتاب،فالظاهر على الأنساب انه كتاب التاريخ،سيما لم نلحظ تسجيل كتاب له أسمه تاريخ،ولم يختص كتابه الفتوح المطبوع بتاريخ الأعلام وأعقابهم.
 
قائمة المصادر والمراجع
أولًا-المصادر:
– البلاذري،احمد بن يحيى(ت279ه/892م).
1-انساب الأشراف،تحقيق:محمد حميد الله،دار المعارف،مصر،(1379ه /1959م).
2-فتوح البلدان،ط1،دار ومكتبة الهلال،بيروت،(1409ه/1988م).
-الثعلبي،أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري(ت427ه/1035م).
3-الكشف والبيان عن تفسير القرآن المشهور بتفسير الثعلبي،تحقيق وتدقيق:أبي محمد بن عاشور ونظير الساعدي،ط1،دار إحياء التراث العربي،بيروت(1422ه /2002م). 
– الشريف المرتضى،علي بن طاهر بن الحسين الموسوي(ت436ه/1044م) .
4-تنزيه الأنبياء،ط2،دار الأضواء،بيروت،(1409ه/1989م).
-ابن شهر آشوب، محمد بن علي السروي (ت588ه/1192م) .
5-مناقب آل أبي طالب،تحقيق:لجنة من أساتذة النجف الاشرف،المكتبة الحيدرية، النجف الاشرف ،(1376ه/1956م). 
-ابن النديم، محمد بن أبي يعقوب إسحاق(ت380ه/990م).
6-الفهرست،تحقيق:يوسف علي الطويل،ط2،دار الكتب العلمية،بيروت، (1423ه /2002م).
ثانيًا-المراجع:
– آغا بزرك الطهراني،محمد محسن بن علي بن محمد رضا(ت1389م/1969م) .
7-الذريعة إلى تصانيف الشيعة ،ط2،دار الأضواء،بيروت،(د.ت).
-العاملي،جعفر مرتضى.
8-القول الصائب في إثبات الربائب،ط1،المركز الإسلامي للدراسات،بيروت، (1423ه /2002م).
-المجلسي،محمد باقر(ت1111ه/1699م).
9-بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار،ط2،مؤسسة الوفاء، بيروت ،(1403ه /1983م).
 

شارك هذا الموضوع: