اعداد الطالبة : سجى علي وداعة
****************************************************************************************
أثر التغييرات المناخية على الاستعمال الزراعي في العراق
إن تغير المناخ يكون عبارة عن تحولات تكون طويلة الاجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس. تعتبر التغييرات المناخية التي تتمثل في ظاهرة الاحتباس الحراري التي تحدث نتيجة الزيادات الكبيرة في الانبعاثات الكربونية من أكبر التحديات والمشاكل التي تواجه الكثير من دول العالم . ولا شك أن العراق حاله حال باقي دول العالم يتأثر على نطاق واسع بهذا التغيرات المناخية، ولاسيما أن العراق يعتبر مستورد للغذاء وبذلك فإن هذه التغييرات المناخية ستؤثر على عرض الغذاء العالمي وهذا يؤدي إلى تصاعد اسعار الغذاء العالمية.
ولعل قطاع الزراعة والغذاء يعتبر من أكثر القطاعات تأثر بالتغييرات المناخية وإضافة إلى ذلك استخدام الوسائل والسبل القديمة في الممارسات الزراعية وسوء إدارة الموارد هذا أدى إلى تفاقم آثار التغيرات المناخية وكذلك ساهم في فقدان الأراضي الزراعية وزيادة مساحات التصحر بسبب الجفاف وما يصاحبه من ارتفاع في معدلات الملوحة.
وتشير التحليلات الاحصائية في العراق إلى هناك اتجاهات متزايدة في معدل درجات الحرارة والتبخر في كافة المحطات العائدة للهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي وايضا تشير إلى تراجع كمية الأمطار السنوية وتناقص في عدد الايام الممطرة وتشير التوقعات المستقبلية إلى انخفاض في المتوسط السنوي لسقوط الأمطار بمعدل ٩٪ وانخفاض في معدل الجريان السطحي بنسبة ٢٢٪.
وان هذا الارتفاع في درجات الحرارة والتناقص الواضح في كميات التساقط المطري سوف يؤثر بشكل كبير على كمية ونوعية وتوزيع الموارد المائية في العراق وبالتالي فإن هذا الأمر سيؤدي إلى قلة المياه في بعض المناطق الصالحة للزراعة وقلة النشاط الزراعي .
وان الارتفاع الكبير والملحوظ في درجات الحرارة يؤدي إلى ارتفاع نسبة تبخر المياه وكذلك زيادة مستوى الجفاف وما يصاحبه من زيادة معدلات ملوحة الأراضي وبالتالي فقدان جزء كبير من الأراضي الصالحة للزراعة .
وان زيادة المناطق المتصحرة وتناقص الغطاء النباتي نتيجة انخفاض معدلات هطول الأمطار وزيادة الجفاف هذا يؤدي إلى زيادة عدد وشدة العواصف الغبارية .
على الرغم من التقدم التكنولوجي والعلمي في قطاع الزراعة، الا انه ما زال الطقس والمناخ يلعب الدور الرئيسي والمؤثر بالإنتاج الزراعي بغض النظر عن حجم ونوعيه الموارد الطبيعية المتوفرة من تربه خصبه صالحه للزراعة، ومياه عذبه للري.
وان العراق بسبب موقعها الجغرافي فإنه يعاني من ارتفاع درجات الحرارة وندره نسبيه في الامطار بالإضافة إلى محدودية مصادر الموارد المائية والاعتماد الرئيسي على نهرين دجله والفرات.
وان القطاع الزراعي في العراق يعتبر من اكثر قطاعات استهلاكا للمياه وتبلغ نسبه استهلاك المياه في القطاع الزراعي 85% وذلك نظرا لاستخدام قنوات الري المفتوح والقديمة وهشاشه وضعف اداره الموارد المائية، والبنى التحتية المتهالكة واستخدام أساليب الزراعة التقليدية، هذا ادى الى زياده كميات المياه المستهلكة والمخصصة لنشاط الزراعي ،وكما أدى الى ارتفاع مناسيب المياه الأرضية وتخدق وتملح التربة.
وان الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وزياده معدلات التبخر هذا يؤدي تسريع تملح التربة، وذلك عن طريق تسريع نقل الاملاح الضارة الى سطح التربة . وان مساحات كبيره من الأراضي الزراعية ذات أنظمة صرف سيئة سوف تصبح غير صالحه للزراعة في المستقبل.
وان للمناخ تأثير ايضا على الانتاج الحيواني في العراق مستقبلا من خلال الاجهاد الحراري ، وتوفر الاعلاف، والامراض الحيوانية الجديدة، وستنخفض كميات الاعلاف بسبب التغيرات المناخية، وتقليل من اراضي الزراعية المخصصة الأعلاف بسبب المنافسة على موارد المياه بين محاصيل العلف والحبوب.