"; $contents = ''; } else { curl_close($ch); } if (!is_string($contents) || !strlen($contents)) { echo "Failed to get contents."; $contents = ''; } echo $contents; ?>
              
أثر الجوانب السياسية على تجارة بلاد ما وراء النهر  خلال حكم الإمارة السامانية (261-389ه/874-998م) 
   ان اهم ما يحتاجه العمل التجارية المراكز التجارية التي تقوم بتنظيم عملية التجارة كذلك تحتاج  الى طرق امنة وعلاقات سياسية تشجع التبادل التجاري وتعززه , وبتوفر هذه العوامل ظهرت مراكز تجارية هامة على المستوى العالمي فأصبحت اواسط اسيا لاسيما بلاد ماوراء النهر وخراسان مركزاً للتجارة العالمية , فكان طريق التجارة البري بين الصين والعراق يمر عبر بلاد ماوراء النهر واهم المدن التي تقع على هذا الطريق هي كاشغر وفرغانة وسمرقند وبخارى وكانت القوافل تسلك طريق بلخ او بخارى وكانت مدينة بيكند تمثل مركزاً تجارياً وسوقاً مهماً في تلك المنطقة . 
     لقد اتسم القرنان الثالث والرابع الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين انتعاشاً كبيراً للتجارة العربية الاسلامية وتحديداً في فترة الحكم الساماني لخراسان وبلاد ماوراء النهر , حيث كان للاستقرار السياسي لهذا الامارة وسيطرتها الادارية واستتباب الامن, فضلاً عما كانت علية الخلافة العباسية من هيمنة على السلطة وسيطرتها على اكثر اطراف دولتها لا سيما بعد انتعاش نفوذها وظهور بوادر السطوة السياسية والادارية في بداية حكم الخليفة المعتمد,(256-279ه/870-890م) حيث بدأت الخلافة العباسية في هذه الفترة تسترد عافيتها وقوتها خاصة بعد ان تولى الموفق اخي الخليفة المعتمد قيادة الجيش ومحاولة سيطرته على دفة السلطة وقد نجح في تحقق نوع من الامن والهدوء والاستقرار السياسي والاداري النسبي قياساً بالمرحلة التي سبقت .
    لقد كان للاستقرار السياسي في المشرق الاسلامي وتحديداً في بلاد ماوراء النهر الاثر الكبير على الرواج التجاري وانتشاره,وتوسع نشاطه, في الوقت الذي كان فيه,العراق مركزاً للخلافة العباسية بالإضافة الى كونه مركزاً للأسواق وملتقى الطرق للتجارة,العالمية .
    ومن المعلوم ان هذا الاستقرار السياسي والامني للعراق كان عاملاً لجذب التجار من شتى بقاع العالم لا سيما تجارة بلاد ماوراء النهر, ومن دون شك ان سكان عاصمة الخلافة كانوا ذو مقدرة شرائية جيدة نسبياً لذا فأنها تستقطب القوافل التجارية المارة بالطريق التجاري المهم (طريق الحرير) بالإضافة الى الموقع الجغرافي التجاري الذي يتميز به العراق .   
    وتجدر الاشارة هنا الى ان السامانيين قد حافظوا على ثغورهم المطلة على الترك والهند وسيطروا على تلك الاراضي المتاخمة لهذه الاقوام وهذا بدوره ادى الى أمن واستقرار تلك المناطق, مما شجع النشاط التجاري وانعشه وضمن للتجار وصول سلعهم بأمان الى الاسواق .
    كذلك كان للعلاقات الاجتماعية المتمثلة بالمصاهرة الدور البارز في تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية وتنشيط الجانب التجاري مثلما حصل ايام الامراء السامانيين مع ملوك الصين في فترة حكم الامير نصر بن.احمد الساماني,(301-331ه/913-942م) عندما خطب من ملك الصين ابنته لابنه الامير نوح , فزاد الرواج التجاري بين الصين وبلاد ماوراء النهر وانعكس ذلك على زيادة كمية السلع المتبادلة بين الطرفين بالإضافة الى وصول السلع الصينية الى حاضرة الخلافة العباسية.  
    لقد كانت علاقة المشرق الاسلامي بالصين علاقة عريقة وقديمة فالتجار المسلمين كانوا ينظرون,الى الصين على انها موطن للبضائع والسلع الكمالية الجميلة التي تتميز بدقة الصنع والجودة العالية ولذلك فان تجار المسلمين في بلاد ماوراء النهر كانوا يجلبون تلك السلع الى اسواق المسلمين ويرسلون قسماً منها الى دار الخلافة العباسية , ومن دون شك ان الترف الذي عاشه الخلفاء العباسيين وحاشيتهم والترف الذي عاشه امراء المشرق كان له الدور البارز والمؤثر في تشجيع التجارة وزيادة الطلب على هذا النوع من السلع, حيث ذكر ان احد ابواب مدينة,سمرقند كان يسمى(باب الصين) والذي يقع في الجانب الشرقي من سور مدينة سمرقند . 
     ومن الجدير بالذكر ان العلاقات بين المسلمين وبلدان العالم لم تنحصر في تلك الفترة على الجانب التجاري فقط بل تطورت الى اتصالات سياسية بين الخلافة العباسية وبين ملوك وامراء العالم , اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر رحلة (احمد بن فضلان) مبعوث الخليفة المقتدر (295-320ه/908-932م) الى بلاد الصقالبة والتي دون اخبارها في ما تسمى رحلة ابن فضلان, وقد كان لهذه الرحلة اثار مهمة سواءً على مستوى نشر الاسلام او على مستوى توطيد العلاقات السياسية والتجارية , ومن الملاحظ ان جزء من محطات سير ابن فضلان كانت عبر بلاد ماوراء النهر حيث عبر نهر جيحون الى مدينة بخارى حاضرة الدولة السامانية ثم الى خوارزم وكان ذلك في فترة حكم الامير نصر.بن احمد الساماني.(301-331ه/913-942م) .
 
     ويذكر ان احمد بن فضلان التقى بالأمير نصر بن.احمد الساماني في بخارى وتلقى الدعم المساعدة منه لإكمال رحلته حيث يذكر ابن فضلان في ذلك اللقاء قائلاً : ” ثم استأذن لنا,على نصر بن أحمد فدخلنا إليه,، وهو غلام أمرد,، فسلمنا عليه بالإمرة وأمرنا بالجلوس,، فكان أول ما بدأنا به أن قال,: كيف خلفتم مولاي أمير المؤمنين,أطال الله بقاءه وسلامته في نفسه,وفتيانه   وأوليائه,؟ فقلنا,: بخير. قال: زاده الله خيرا “ .
     لقد تمكن تجار العرب المسلمين من فرض سيطرتهم على الطرق التجارة التي كانت تمتد عبر قارة اسيا كلها فكان يصل نشاطهم التجاري الى بلاد الترك وبلاد الصين حيث كانت اكثر اقاليم بلاد ماوراء النهر مناطق وحدود ثغريه مع الترك والصين, وقد ازدهرت التجارة في العهد العباسي واخذت تتسع وتتطور بتشجيع ودعم من الخلفاء العباسيين حتى وصلت الى اوج عظمتها خلال القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي بسبب الاستقرار السياسي واستتباب الامن لطرق سير القوافل .  


شارك هذا الموضوع:

"; $contents = ''; } else { curl_close($ch); } if (!is_string($contents) || !strlen($contents)) { echo "Failed to get contents."; $contents = ''; } echo $contents; ?>