أخلاقيات التعليم
قال تعالى في كتابه الكريم(اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرأ وبك الأكرم الذي علّم بالقلم. علّم الأنسان ما لم يعلم.). وقال رسول الله(ص): أطلب العلم من المهد الى اللحد.
هناك اشارات واضحة وجلية بالحث على التعلم والتسلح بالمعرفة لغايتين، ألا وهما العبادة بمعرفة والتعلم لمعرفة الطريق الى الله. فأما المعرفة هي أرقى عبادة حيث الأجر الجزيل والثناء الجميل باتظار الأنسان. وأما التعلم يفتح للانسان أفق البصيرة بأداء الأمور فيكون عارفا بما يقوم به واعيا ومدركا بالهدف المنشود لذلك العمل، على عكس الجاهل المتخبط في حياته لا يفرق بين الغث من السمين.
كنّا قد سمعنا منذ ان كنّا صغارا بوجوب احترام المعلم وتبجيله لانه الاداة التي تنير لنا الدرب وبلوغ المرام الصالح الذي من أجله سهر الناس الليالي وجدّوا واجتهدوا الى ان وصلوا الى المعالي ودان لهم الناس بالحفاوة والتقدير. استمر هذا الحال الى ما قبل سقوط النظام المباد. ولكن فوجئنا بمرحلة جديدة من التغيير السلبي في القضية التعليمية. ذهب ذلك المفهوم من الاحترام والتبجيل للعلم والمعلم والعملية التعليمية ولم يبقى منه الا رسمه ان لم نقل ذهب كله.
ومن الحالات السلبية التي شغلت انتباهي وانتباه كل التدريسيين هي التدخين السافر في داخل الاقسام الدراسية وامام التدريسيين وما لهذه الجرأة من اثار سلبية انية ومستقبلية من شأنها ان تنسف العملية التعليمية وتطلق عليها رصاصة الرحمة! وكثير غير هذه الحالة كتجرأ الطلبة والتحكم بتسمية التدريسي المناسب للمرحلة الدراسية. نعم نحن نعي ما نفعل من التعامل الأبوي او الأخوي تجاه الطالب وبالمقابل لا نتهاون ونتجاهل عن الخطأ في المواد العلمية. وتيمنا بامام المتقين ومولى الموحدين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) الذي كان منهجه التعليمي الحزم والرحمة باعتباره أبا للامة بعد رسول الله(ص). فالحزم بالامور الالهية الواجبة حيث لا تاخذه في الله لومة لائم, ورحيم برعيته التي اودعها الباري جل وعلا في عهدته ليربيها ليكونوا عبادا صالحين يستحقون معنى العبودية ويكونوا عبيدا لله تعالى.