أهمية الروابط والعوامل الحجاجية وأنواعها  
 تعد الروابط والعوامل الحجاجية جزء اً لا يتجزأ من البنية الحجاجية للغة ،ومصداق ذلك يتضح  عن طريق عملها  داخل تلك البنية الذي يكسبها أهمية كبيرة والتي  سندرجها من خلال النقاط الآتية : 
1_ تعد الروابط والعوامل الحجاجية مؤشراً اساسياً ودليلاً قاطعاً على أن الحجاج مؤشر له أدواته في بنية اللغة نفسها وهي كثيرة منها ( بل ،لكن ، اذن ، لأن ، حتى ،الواو ، ثم … وتأتي أهميتها من كثرة تداولها في النصوص والحوارات فضلا عن علاقتها الواضحة مع المعنى الضمني والمضمر  .
2 _ إن وظيفة العوامل الحجاجية هي حصر الإمكانات الحجاجية لمحتوى النصوص والملفوظات وتحويلها وتوجيه الخطاب   ،وللعامل الحجاجي أهمية تتمثل بالقيمة الحجاجية للقول ،أي الإمكانات الحجاجية التي يتيحها ” ومثال توضيحي لعمله  فحين تقول :
الساعة تشير إلى الثامنة
لاتشير الساعة إلّا إلى الثامنة
فعند ادخال القصر على الجملة لم يتغير بالمحتوى الاخباري شيء ولكن أتاح وتأثر بذلك القيمة الحجاجية للجملة أي بما اتاحه للقول من إمكانيات حجاجية  
 4_  ((للعامل الحجاجي نصيب الأسد في تحديد مبدأ الإفادة ،وذلك حسب المنوال الاستدلالي ،بناء على أن الاستدلال شرط الإفادة ،فلا تواصل بدون عامل حجاجي ،ولاافادة بدون تواصل فالمسؤول عن نجاعة الملفوظ ،وافادته حينئذ إنما هو العامل الحجاجي الذي يبرز الأثر العرفاني ويكثفه ويكثره ،ويساهم مساهمة فاعلة في تقليص الجهد العرفاني في بث الملفوظ ، وفك شفرته ،علاوة على تيسيره لعملية التوجيه)) ،فهو يتحكم في قوة الحجج الإقناعية ووظيفتها 
 وهذه الامكانية للعامل الحجاجي تمكن المتلقي من التأويل والفهم والقراءة المتعددة للنص الإقناعي .
5_  تعمل الروابط على ((الربط الحجاجي بين قضيتين ،وترتيب درجاتها بوصف هذه القضايا حججا في الخطاب )) (،وكل خطاب فيه هذه الروابط تمنحه السلمية الحجاجية الإقناعية وذلك باختلاف ترتيبها للحجج وقوة فاعليتها   ، فتسمى العلاقة بين الحجة والنتيجة العلاقة الحجاجية ويكون ضمنها السلم الحجاجي الذي يتكون من حجج موجهة ومتفاوتة فيتكون من مجموعة من الدرجات في القوة والضعف   (،وهي تؤسس للفكرة التي في ذهن الباث حين تقوم تلك الروابط على علاقة سببية بين الظاهر من الخطاب  الإقناعي والمضمر منه ،ويكسبها ذلك بعداً إقناعياً  (.
أنواعها :
 تتعدد الأنماط التي تأتي عليها الروابط والعوامل الحجاجية ، ويؤدي السياق دورًا كبيرًا في فهم مؤداها ، وتضم اللغات عامة عددًا كبيرًا من الروابط والعوامل الحجاجية، وأكدت النظرية الحجاجية  (( ارتباط القيمة الحجاجية لقول ما بالنتيجة التي يمكن ان يؤدي اليها ،أي بتتمته الممكنة والمحتملة ، ولا ترتبط بتاتا بالمعلومات  التي يتضمنها  ))  ، وعملا  على إيجاد وصفا بديلا لعمل تلك الأدوات  فمثلا وصف الأداة puisque”  ”  الى إنها  تشير الى “ب” يستلزم “أ” فقط .
ويصف الأداة “mais / لكن ” الى التعارض بين الحجج التي تربط بينها
والرابط “mais    / لكن” فإنها تميل الى الاستنتاج من “أ” نتيجة ما لا ينبغي القيام بذلك ؛لأن “ب” وهي صحيحة مثل “أ” تقترح النتيجة المضادة .
أما بالنسبة للرابط “حتى /meme” فليس دورها ان تضيف الى المعلومة (جاء زيد ) ،(حتى جاء زيد ) معلومة أخرى بل إنها دورها يتمثل بإدراج  حجة جديدة أقوى من التي قبلها والحجتان تخدمان نتيجة واحدة لكن بدرجات متفاوتة من حيث القوة الحجاجية   
وبذلك تأتي هذه الروابط  بأنماط مختلفة بحسب وظيفتها، والعلاقة التي تربطها بالحجج والنتائج الحجاجية للإقناع  وهي :
أولاً : الروابط المدرجة للحجج ( حتى ، بل ، لكن لأن )
ثانيًا: الروابط المدرجة للنتائج ( إذن ،لهذا، وبالتالي … )
ثالثاً: روابط التعارض الحجاجي ( بل ، لكن ، مع ذلك …)
رابعًا : روابط التساوق الحجاجي (حتى ، ، بل التي بمعنى حتى ،لاسيما…)  الرابط الحجاجي (حروف العطف ،الظروف )(( فهو يربط بين وحدتين دلاليتين (او اكثر ) ،في اطار استراتيجية واحدة )).
أما أنواع العوامل الحجاجية ؛ فهي عناصر الشرط والحصر والنفي   ،وتضم أدوات  منها : ربما ،تقريبا ، كاد ، كثيرا ، ما ..الا ،وجل ادوات القصر.  (.
 

شارك هذا الموضوع: