مقال مقدم من قبل م.م شيماء داخل عبد علي
جامعة كربلاء /كلية التربية للعلوم الإنسانية/ قسم العلوم التربوية والنفسية
أهمية علم النفس التربوي في العملية التربوية
إن عملية التعلم هي عملية عقلية معقدة ترتبط فيها الكثير من العوامل النفسية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية كما تتأثر بالظروف والأشياء المحيط في مكان حدوث العملية التعليمية، إضافة إلى العناصر الأساسية التي تستند عليها الفصل العملية التعليمية والتي هي المدرس والطالب والمنهج وما يرتبط بكل عنصر مدن هذه العناصر من عوامل عديدة والتي يتوقف عليها نجاح العملية التعليمية في بلوغ أهدافها وكما هو معروف فأن العلمية التعليمية هي عملية منظمة تسير وفق أهداف مخطط مسبقاً لذا فأن أي خلل في مثل هذه العوامل يكون في كثير من الأحيان المعوق الأهم في فعالية العملية التعليمية ولكي تسير العملية التعليمية وفق لما هو مخطط لها فلابد أن تعتمد على هذه العوامل الأساسية وبدون معرفة هذه العوامل تفقد العملية التعليمية فعاليتها وقدرتها على الاستمرار وعلم النفس التربوي هو المجال المتخصص لدراسة هذه العوامل ، دراسة عملية فهو يحدد أبعادها ويرسم أهدافها بحيث يجعل كل عامل من العوامل فعالاً في حاضره ومستعد للاحتفاظ بهذه الفعالية أو زيادتها بما يملك من مرونة التقبل للمستحدثات التربوية والنفسية، وهذا يقودنا إلى التساؤل هل يمكن للمدرس أن يمارس منة التعليم دون ثقافة تربوية نفسية مستعدة من مبادئ علم النفس التربوي ؟ وهل هذا ينعكس سلباً على العملية التعليمية ؟ هنالك العديد من المدرسين يستمدون ثقافتهم التربوية والنفسية من تقليد خبرات الآخرين الذاتية أو الاعتماد في تسيير العملية التعليمية وفق مبدأ المحاولة والخطأ ومن ثم التوصل إلى الصح من دون الاعتبار بعامل الزمن وخطر المجازفة في حالة وقوع بالخطأ إلا ان علم النفس التربوي هو علم حديث له منهجه العلمي وأفكاره العلمية وهو القدر على إعداد المدرس وفق أساليب وطرق متنوعة وبصورة دقيقة وموضوعية وان العاملين في مجال علم النفس التربوي يبنون تبريراتهم حول كون هذا العلم يُعد مرتكزاً أساسياً في إعداد المدرس في المستقبل وهذا ما أوضحه (أوزبل) إذ يرى أن علم النفس التربوي يساهم برفد المدرس بمعرفة واسعة بطبيعة العوامل المؤثرة في فعالية التعلم بدرجة كبيرة من الدقة ويمكن تنظيم وتصنيف العوامل التي تؤثر في التعلم الصفي ويمكن نقلها بفعالية للمدرسين.
ويوضح (أوزيل) رأيه رداً على ما يقال (من أن مادة التعلم هي التي تشكل – الأساس في تحديد فعلية أسلوب التعلم) وذلك بقوله أنه ” لو كان كذلك لتوقعنا من المدرس المؤهل علمياً بشكل جيد كفاءة أعلى في التدريس من المدرس الذي يملك تأهيلاً متوسطاً ولكن في الواقع العملي ربما تكتشف غير ذلك لأن هنالك –
الكثير من المدرسين الذين يمتلكون تأهيلاً علمياً عالياً. أن الفائدة التي يقدمها علم النفس التربوي للمدرس لا يمكن حصرها فأهمية هذا العلم للمدرس كأهمية الفيزياء للهندسة وكأهمية التشريح لعلم الطب، أن دو علم النفس التربوي لا يقتصر على تزويد المدرس بالمعلومات فقط أنها يزوده ببصيرة علمية في مختلف نواحي العملية التعليمية ويضع المدرس في موقف يستطيع من خلاله أن يقرر ما الذي يستطيع أن يفعله وكيف يفعله كما يستطيع ان يقرر الإجراءات والأساليب التي توصله إلى أهدافه، كما أنه يدعو إلى إعادة النظر في : بعض الأهداف التربوية وإذا ما ثبت أنها غير عملية أو أن تحقيقها يكون في غاية الصعوبة ومن جانب آخر فأن علم النفس يبين للمدرس أي الأساليب أو الطرق المين هي الأنسب استخداماً مع المتعلمين في مراحل النمو المختلفة. أي الأساليب التي ولات ينبغي الابتعاد عنها لعدم مناسبها لمرحلة نمو المتعلمين أو عدم مناسبتها للأهداف التي يراد تحقيقها. وخلاصة القول أن عملية التدريس بدون الإحاطة بمادة علم النفس التربوي بالب تكون مجرد قواعد وعادات إجراءات روتينية تعتمد على المحاولة والخطأ. ويتفق أغلب العلماء أن مادة علم النفس التربوي هي جزء مهم وضروري في إعداد من المدرس ولا يمكن أهمل الجانب لأي سبب كان وأن هنالك اتفقاً كبيراً بين العلماء ان مادة علم النفس التربوي تحقق الأهداف الآتية لدى مدرسي المستقبل وهي:
1- المجال المهني
ان فهم مبادئ علم النفس التربوي من قبل المدرس بصورة تطبيقية أي على شكل أدوات وأساليب وليس على شكل تعلم قواعد يمكن تذكرها وبالتالي يمكن استخدامها فيتفاعل أكبر مع المتعلمين، ويحقق إدارة ديناميكية لعملية التعلم ويتضمن هذا قدر المدرس على فهم مراحل النمو المختلفة.
-2 مجال المهارات والقدرات
تمكن المدرس من نقل حقائق ومبادئ علم النفس التربوي إلى ممارسات حقيقية والقدرة على خلق الدافعية عند الطلبة وخلق ظروف الملائمة لتحقيق أكبر قدر ممكن من تحقيق الذات عند المتعلم من ناحية وعند المدرس من ناحية أخرى.
3 مجال الاتجاهات والاهتمامات
تمكن المدرس من إدراك ان الطالب هو عضو نافع في المجتمع مع الإيمان لعميق بطبيعته وكرامته وضروريته والشعور بالمسؤولية. وإتجاه النمو العام للمتعلم وإدراك العوامل المختلفة بما فيها شخصية المدرس نفسه وتبني مبدأ أن المتعلم هو محور العلمية التربوية.
ـ ـ المصدر، الطريحي ، حمادي، فاهم حسين ، حسين ربيع ، مبادئ في علم النفس التربوي ، ط1، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان ، 2012.