إعاقة الذات: عندما يصبح الفرد عدو نفسه
مقدمة
 
إعاقة الذات (Self-Handicapping) هي ظاهرة نفسية حيث يضع الفرد عقبات أمام نجاحه بشكل متعمد أو غير واعٍ، لتوفير مبررات في حال الفشل، ولحماية صورته الذاتية أمام الآخرين. هذه الظاهرة قد تظهر في مجالات عدة مثل الدراسة، العمل، والعلاقات الاجتماعية، وغالبًا ما ترتبط بالخوف من الفشل أو الرغبة في الحفاظ على تقدير الذات.
أشكال إعاقة الذات
يمكن أن تتجلى إعاقة الذات في سلوكيات مختلفة، منها:
 
  1. الإهمال المتعمد: مثل تأجيل الدراسة قبل الامتحان أو عدم التحضير لمهمة عمل مهمة.
  2. المبالغة في الأعذار: مثل الادعاء بالمرض أو الإرهاق كتبرير لعدم تحقيق النجاح.
  3. التخريب الذاتي: مثل تعاطي الكحول أو السهر قبل حدث مهم مما يؤثر على الأداء.
  4. خفض مستوى الجهد: تجنب بذل الجهد الكافي في المهمة، بحيث يُعزى الفشل لاحقًا إلى قلة الجهد وليس إلى نقص في القدرات.
 
أسباب إعاقة الذات
  1. الخوف من الفشل: يلجأ البعض إلى هذه الاستراتيجية لحماية تقديرهم الذاتي من تأثير الفشل.
  2. الخوف من النجاح: في بعض الحالات، قد يخشى الفرد من التوقعات العالية التي تأتي مع النجاح.
  3. انخفاض الثقة بالنفس: قد يشعر بعض الأفراد أنهم غير قادرين على تحقيق النجاح، فيضعون العقبات مسبقًا لتبرير أي إخفاق محتمل.
  4. التنشئة الصارمة: في البيئات التي تركز على النجاح دون تقبل الفشل، قد يطور الفرد هذه الآلية الدفاعية لحماية صورته الذاتية.
 
آثار إعاقة الذات
١-ضعف الأداء الأكاديمي والمهني بسبب تجنب الجهد الحقيقي.
٢-زيادة التوتر والقلق نتيجة محاولة تبرير الفشل باستمرار.
٣-إضعاف العلاقات الاجتماعية لأن الآخرين قد يرون الفرد كشخص غير مسؤول أو غير جاد.
٤-إضعاف الثقة بالنفس حيث يصبح الشخص أسيرًا لعاداته السلبية.
 
كيف يمكن التغلب على إعاقة الذات؟
 
  1. زيادة الوعي الذاتي: إدراك الأنماط السلوكية التي تعيق النجاح والعمل على تغييرها.
  2. مواجهة الخوف من الفشل: تقبل الفشل كجزء من عملية التعلم والنمو.
  3. تبني عقلية النمو: الإيمان بأن الجهد والتعلم يمكن أن يحسّنا الأداء.
  4. التخطيط الجيد: وضع استراتيجيات واضحة للنجاح بدلًا من خلق الأعذار والعوائق.
  5. طلب الدعم النفسي: في بعض الحالات، قد يكون العلاج النفسي مفيدًا للتعامل مع المشكلات العميقة المرتبطة بهذه الظاهرة.
 
خاتمة
إعاقة الذات هي عقبة داخلية قد تمنع الفرد من تحقيق إمكاناته الحقيقية. التغلب عليها يتطلب وعيًا ذاتيًا، تغييرًا في أنماط التفكير، والتزامًا بالنمو الشخصي. عندما يدرك الفرد أنه لا يحتاج إلى أعذار لحماية صورته الذاتية، يصبح قادرًا على مواجهة التحديات بثقة أكبر.
                                      اسم الطالب 
                                موسى سجاد حاتم 


شارك هذا الموضوع: