ابو عبيد القاسم بن سلّام الهروي(157 هـ/774 م – 224 هـ/838 م
(مكانته العلمية)
ا .د عبير عبد الرسول محمد التميمي
هو القاسم بن سلاّم – بتشديد اللام – , كان أبوه عبداً رومياً لرجل من أهل هراة, اشتغل أبو عبيد بالحديث والأدب والفقه، وكان ذا دين وسيرة حسنة، وفضل بارع , وكأنه جبل نفخ فيه الروح، يحسن كل شيء, ولي القضاء بمدينة طرسوس ثمان عشرة سنة، وقرأ القرآن الكريم على الكسائي وغيره، وسمع إسماعيل بن عياش وإسماعيل بن جعفر وهشيم بن بشير وشريك بن عبد الله، وهو أكبر شيخ له ، وغيرهم .
قال إسحاق بن راهويه: إنا نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا ,وقال ابن حنبل: أبو عبيد ممن يزداد عندنا كل يوم خيراً, وقال القاضي أحمد بن كامل: كان أبو عبيد فاضلا في دينه وعلمه، ربانيا متفننا في أصناف علوم الإسلام من القراءات والفقه والعربية والأخبار، حسن الرواية وصحيح النقل.
وقد روى عنه وأخذ منه ثابت بن عمرو بن حبيب مولى علي بن رابطة , وعلي بن محمد بن وصب, وأبو منصور نصر بن داود بن طوق , ومحمد بن إسحاق الصاغاني, والحسن بن مكرم وأحمد بن يوسف التغلبي ,وأبو بكر بن أبي الدنيا ,والحارث بن أبي أسامة , ومحمد بن يحيى المروزي , وأبي عبد الرحمن أحمد بن سهل وأحمد بن عاصم , وعلي بن أبي ثابت ومحمد بن وهب المنازي , ومحمد بن سعيد الهرويّ , ومحمد بن المغيرة البغدادي , وعبد الخالق بن منصور النيسابوري , وأحمد بن القاسم , وإبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الرحمن البغوي , وأخوه علي بن عبد العزيز , ومحمد بن إسماعيل البخاري , ووكيع بن الجراح , وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي , ومحمد بن عبد الوهاب الفراء.
عاد أبو عبيد إلى خراسان نحو سنة 191 هـ حيث عمل مُؤدّبًا لأبناء هرثمة بن أعين أحد ولاة هارون الرشيد، ثم اتصل بثابت بن نصر بن مالك الخزاعي يؤدب ولده، ولمّا ولي ثابت طرسوس سنة 192 هـ، ولّى ثابت أبي عبيد القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة، فانشغل عن كتابة الحديث, ثم رحل إلى مصر مع يحيى بن معين سنة 213 هـ , ومنها عاد إلى بغداد, وفي إحدى حملات طاهر بن الحسين إلى خراسان، مر ببغداد , وطلب من يفقّهه فندبوا إليه أبي عبيد، فاستحسن طاهر علمه، وأشفق أن يحمله مع في حملته، واصحبه في طريق عودته، وسار به إلى سر من رأى , ولزم أبو عبيد طاهر بن الحسين ومن بعده ابنه عبد الله بن طاهر الذي كان يُجّل أبي عبيد، ويجري له الجرايات، كما كان أبو عبيد إذا ألف كتابًا أهداه إلى عبد الله بن طاهر، فيحمل إليه مالاً كثيرًا استحسانًا وتشجيعاً.
وله من الكتب: كتاب غريب الحديث, وكتاب غريب القرآن, وكتاب معاني القرآن, وكتاب الشعراء , وكتاب المقصور والممدود, وكتاب القراءات, وكتاب المذكر والمؤنث, وكتاب الأموال, وكتاب النسب, وكتاب الأحداث, وكتاب الأمثال السائرة, وكتاب عدد آي القرآن, وكتاب أدب القاضي, وكتاب الناسخ والمنسوخ, وكتاب الأيمان والنذور, وكتاب الحيض, وكتاب فضائل القرآن, وكتاب الحجر والتفليس, وكتاب الطهارة، وله غير ذلك من الكتب الفقهية.a