جامعة كربلاء /كلية التربية للعلوم الانسانية
ا. م .د. سندس محمد علوان الزبيدي
اثر الرياح على نمو النباتات تربية الحيوانات الحقلية
تمثل الرياح الحركة الافقية لجزيئات الهواء على سطح الارض او في جوها، تعد اهمية الرياح على نمو النباتات تأثيرا سلبيا إذ تسبب الرياح الحارة والجافة زيادة كميات التبخر والنتح وفقدان النبات للماء وبالتالي تسبب جفاف الأعشاب والحشائش بما يؤدي إلى قلة المراعي المتوفرة للحيوانات وصعوبة تأمين الغذاء الكافي لها, بينما تؤدي الرياح الباردة في فصل الشتاء إلى زيادة البرودة وتلف حبوب اللقاح والأزهار وتساقط كميات كبيرة من الأوراق عندما تتجاوز سرعتها (50 كم/ساعة), الأمر الذي يتسبب في قلة التمثيل الغذائي بسبب نقص الأوراق وهلاك النبات, كما يرتبط بسرعة الرياح العواصف الغبارية والتي تعمل على رفع الجزيئات الدقيقة من الرمال والأتربة لتتراكم بعد ذلك على الأجزاء الخضرية للمحاصيل العلفية مسببة انسداد الثغور الموجودة على سطح الأوراق مما يعيق عملية التنفس في النباتات وتركز كميات كبيرة من غاز ثاني اوكسيد الكاربون داخل الأوراق بما يؤدي إلى ذبول النباتات العلفية وموتها.
اما تاثيرها على تربية الحيوانات الحقلية فهي مصدر تنفس الهواء الذي يمدها بالأوكسجين اللازم في العمليات الفسلجية ، فضلاً عن دوره في تنظيم درجة حرارة جسم الحيوان، وهذا يتوقف على سرعة الرياح ودرجة حرارة الجو وغيرها ، ففي ارتفاع درجات الحرارة فان الرياح السريعة تزيد من الثقل والاجهاد الحراري على جسم الحيوان عن طريق انتقال الحرارة من الهواء الى جسم الحيوان عن طريق التلامس أوقد لا يتقبلها الحيوان عند تناولها إذ تلتصق الأتربة على مقدمة فم الحيوان وبالتالي تؤدي إل تلوث غذاء الحيوان.
يتحدد تأثير الرياح على الحيوان حسب صفات الرياح وسرعتها فقد تكون عاملاً مساعداً للراحة وهدوء النفس والأعصاب أو أنها تؤدي إلى ظهور بعض الأمراض وانتشارها وقد تصل الحالة إلى حدوث هلاكات, لأن الرياح يمكن ان تسهم بدور الوسيط في نشر الجراثيم والامراض والطفيليات والحشرات بين الحيوانات أو تعرض الحيوانات لأمراض الجهاز التنفسي إذا ما صاحبتها العواصف الرابية, وكذلك تعد عاملاً مساعداً أيضا في الإحساس بشدة الحرارة أو شدة البرودة، ويكون تأثيرها ملطفاً في الجو الحار أما إذا كان الجو بارداً فأن زيادة سرعة الرياح تؤدي إلى الإحساس بالبرودة. تؤثر الرياح عند ملامستها الجسم على معدل فقدان الحرارة من الجسم ويختلف تأثير سرعة الرياح تبعاً لدرجة الحرارة والرطوبة، فعند انخفاض درجة حرارة المحيط إلى مستوى أقل من الدرجة المريحة تؤدي زيادة سرعة الهواء إلى زيادة الفقدان الحراري من الجسم وزيادة فرصة تعرضه إلى إجهاد البرد الناجم عن انخفاض درجة حرارة الجسم، وعلى العكس فأن زيادة سرعة الهواء عندما تكون درجة حرارة المحيط إعلى من درجة حرارة الجسم تؤدي إلى الإجهاد الحراري بانتقال الحرارة من الهواء إلى المحيط إلى جسم الحيوان بواسطة التلامس، ولكن تعرض الحيوان إلى أشعة الشمس المباشرة يجعل درجة حرارة جلده أعلى من درجة حرارة الهواء مما يساعد على فعالية سرعة الهواء بواسطة التلامس على تلطيف درجة حرارة جسم الحيوان، ولا تؤثر سرعة الرياح الشديدة على فقدان الحرارة من جسم الحيوان بواسطة التبخر عندما تكون درجة الحرارة منخفضة وتتراوح بين (8-15°م)، بينما تؤدي إلى تقليل التبخر من الجلد وزيادة الفقد بالتلامس عند درجة حرارة (14-27°م), وتعد سرعة الرياح المثالية للحيوانات الزراعية (8كم/ساعة) في الطقس الحار الجاف و (5كم/ساعة) في الطقس الحار الرطب.
بالإضافة إلى ذلك تعمل الرياح على نشر الحشرات والجراثيم والإمراض المعدية كالحمى القلاعية بين الحيوانات وإصابتها بأمراض الجهاز التنفسي عند هبوب العواصف الغبارية, تقوم الرياح بنقل جراثيم الأمراض والطفيليات والحشرات بين الحيوانات
وبصورة عامة يمكن القول أنه لا توجد حاجة كبيرة للاهتمام بمعدل سرعة الرياح عندما يكون ضمن المدى (8-20كم/ساعة) ولا تواجه الحيوانات مشاكل حتى يزيد هذا المعدل عن ( 30كم/ساعة) إذ بعد هذا المعدل يجب الاهتمام بطرائق الحماية في المناطق الحارة الجافة والحارة الرطبة منها وضع مصدات الرياح الطبيعية كالأشجار.
وينبغي إن تكون سرعتهــــا معتدلة عند مدخل الحضائر لكي تساعد على تجديد الهواء فيها كما أن الرياح يمكن أن تعرض الحيوانات لأمراض الجهاز التنفسي إذا ما صاحبتها العواصف الغبارية. وتلوث غذاء الحيوان بالأتربة العالقة على الأوراق والسيقان والثمار.