الأفكار اللاعقلانية لدى طلبه الجامعة
لعل من أبرز المشكلات التي تواجه المجتمعات البشرية والنامية تحديدا انتشار الأفكار اللاعقلانية التي تعطل سعيها الحثيث نحو البحث العلمي وتعطيل استخدام أساليبه العلمية،فالفكر الأسطوري والخرافي القديم الذي كان يستخدمه الإنسان في تفسير ظواهر الحياة وأحداثها مازالت أثاره الى الآن في هذه المجتمعات مما يشكل تحديا للعلم والتطور فيها.
فضلا عن ذلك أن العقل البشري قد واجه اتهامات عدة على أنه أداة محدودة في كشف الظواهر وعاجزة أحيانا في الوصول إلى الحقيقة.
وتعد مرحلة الشباب من المراحل التي تتعرض لمثل هذه الأفكار التي قد تصل أحياناً إلى أزمات حادة تؤدي إلى اضطرابات سلوكية تؤثر في بناء شخصياتهم وحفظ توازنها، وأن التغييرات الحضارية والتكنولوجية غالباً ما ينعكس تأثيرها سلباً على الوضع النفسي للشباب.
ومن المعروف أن الطلبة الجامعيين يشكلون العصب الرئيس في عملية التطوير والتحديث في المجتمع وهم على وشك التخرج كهيئات علمية متخصصة يقف عليها تنفيذ خطط التنمية القومية ولأهمية هذه الفئة يفترض أن يجري التعامل معهم بشكل يدل على دراية بتكوينهم النفسي مما يدفعهم إلى العمل البناء بأقصى طاقاتهم (السلمان، 1990: 43).
فضلاً عن ذلك أنهم في مرحلة الإعداد لمواقف اجتماعية وقيادية مستقبلية تتطلب أن تكون شخصياتهم متزنة وخالية من الاعتقادات الخاطئة والأفكار اللاعقلانية مما ينبغي الاستعداد لها كي يمكن الحد من تأثيراتها السلبية (سعيد،1999: 6).
وفي ضوء التراث النفسي المتعلق بهذه المشكلة يرى الباحثان أن هذه الأفكار قد تلعب دورا مهما في اكتساب الأفراد عددا من الخبرات والأساليب السلبية بما فيها الاعتقاد بالأفكار اللاعقلانية مما ينعكس سلبا على ضبط سلوكياتهم وخصائص شخصياتهم وأدائم وقدرتهم على الانجاز سواء أكان ذلك الضبط داخليا أم خارجيا.
لذا فأن