* لغةً: هو الغاية البعيدة التي توجه النشاط وتدفع السلوك
* اصطلاحاً: الهدف التربوي هو التغير المرغوب الذي تسعى العملية التعليمية إلى تحقيقه في سلوك التلاميذ .
* هو عبارة تبين التغير المرغوب فيه والمنشود احداثه لدى المتعلم فكرياً ومهارياً ووجدانياً ، في ضوء الحصة الدراسية أو في نهاية العملية التعليمية .
مستويات الاهداف التعليمية:
أولاً : الاهداف العامة ( بعيدة المدى ) :
وهي تلك الاهداف التي تكون على درجة عالية من العمومية والشمول وتحتاج الى وقت طويل لتحقيقها ، وعادةً يكون منصوص عليها في النظام التربوي ( فلسفة التربية والتعليم ) ، أي انها تشتق من ( فلسفة التربية والتعليم ) والتي بدورها تستند الى الفلسفة الحاكمة في الدولة . بهدف تحقيقها خلال مرحلة تعليمية معينة ، مثل :
أعداد فرد قادر مواكبة التطور .
خلق المواطن الصالح المنتمي لوطنه .
ثانياً : الاهداف المتوسطة :
وهي تلك الاهداف التي تكون أقل عمومية من الاهداف العامة ، إلا انها لا تزال اهداف تعليمية عامة قد تتحقق في سنة دراسية او فصل دراسي او وحدة دراسية . وتكون لتحقيق أهداف كتاب أو وحدة ، أي انها تكون مشتقة من المنهاج وخطوطه العريضة ، مثل :
استقصاء مميزات العصور الحجرية .
دراسة تقسيم العصور الحجرية .
ثالثاً : الاهداف السلوكية او الخاصة او المحدّدة ( قصيرة المدى ) :
وهي الاهداف التي تمتاز بدرجة عالية من التحديد والتخصص وتكون قابلة للقياس والتقويم ، وتظهر استجابات الطلبة سواء العقلية أو الحركية او الانفعالية وتساعد المدرس في تدريسه اليومي ، كما تمكنه من تقويم طلبته . أي انها تشتق من الموضوع الدراسي على مستوى الحصة الدراسية الواحدة.( عطية , 2013 : 54 )
أهمية تحديد الأهداف التربوية:
الأهداف دائماً نقطة البداية لأي عمل سواء كان هذا العمل في إطار النظام التربوي أو أي نظام آخر ، فهي تعد بمثابة القائد والموجه لكافة الأعمال . ويمكن إبراز الدور الهام للأهداف التربوية على النحو التالي :
تعنى الأهداف التربوية في مجتمع ما بصياغة عقائده وقيمه وتراثه وآماله واحتياجاته ومشكلاته .
تعين الغايات مخططي المناهج على اختيار المحتوى التعليمي للمراحل الدراسية المختلفة وصياغة أهدافها التربوية الهامة .
تساعد الأهداف التربوية على تنسيق وتنظيم وتوجيه العمل لتحقيق الغايات الكبرى ولبناء الإنسان المتكامل عقلياً ومهارياً ووجدانياً في المجالات المختلفة .
تؤدي الأهداف التربوية دوراً بارزاً في تطوير السياسة التعليمية وتوجيه العمل التربوي لأي مجتمع .
يساعد تحديد الأهداف التربوية في التنفيذ الجيد للمنهج من حيث تنظيم طرف التدريس وأساليبها وتنظيم وتصميم وسائل وأساليب مختلفة للتقويم . ( سالم ,1997:ص 14 (
مجالات الأهداف السلوكية : قدم بلوم وزملاؤه تصنيفاً للأهداف التعليمية السلوكية في مجالات ثلاثة هي كما يلي : أولاً : المجال المعرفي : طور بلوم وزملاؤه عام 1956 م تصنيفاً للأهداف في المجال المعرفي ، والتصنيف عبارة عن ترتيب لمستويات السلوك ( التعلم أو الأداء ) في تسلسل تصاعدي من المستوى الأدنى إلى المستوى الأعلى . ويحتوي المجال المعرفي على ستة مستويات تبدأ بالقدرات العقلية البسيطة وتنتهي بالمستويات الأكثر تعقيداً وفيما يلي مستويات المجال المعرفي وتعريف لكل مستوى: 1- المعرفة : وهي القدرة على تذكر واسترجاع وتكرار المعلومات دون تغيير يذكر . ويتضمن هذا المستوى الجوانب المعرفية التالية : – معرفة الحقائق المحددة. مثل معرفة أحداث محددة ، تواريخ معينة ، أشخاص ، خصائص – معرفة المصطلحات الفنية . مثل معرفة مدلولات الرموز اللفظية وغي اللفظية . – معرفة الاصطلاحات . مثل معرفة الاصطلاحات المتعارف عليها للتعامل مع الظواهر أو المعارف . – معرفة الاتجاهات والتسلسلات . مثل معرفة الاتجاهات الإسلامية في السنوات الأخيرة بالغرب . – معرفة التصنيفات والفئات -معرفة المعايير – معرفة المنهجية أو طرائق البحث – معرفة العموميات والمجردات . مثل معرفة المبادئ والتعميمات ومعرفة النظريات والتراكيب المجردة .
2- الفهم : وهو القدرة على تفسير أو إعادة صياغة المعلومات التي حصلها الطالب في مستوى المعرفة بلغته الخاصة . والفهم في هذا المستوى يشمل الترجمة والتفسير والاستنتاج .
3-التطبيق:
وهو القدرة على استخدام أو تطبيق المعلومات والنظريات والمبادئ والقوانين في موقف جديد .
4-التحليل :
وهي القدرة على تجزئة أو تحليل المعلومات أو المعرفة المعقدة إلى اجزائها التي تتكون منها والتعرف على العلاقة بين الأجزاء . وتتضمن القدرة على التحليل ثلاثة مستويات : – تحليل العناصر – تحليل العلاقات – تحليل المبادئ التنظيمية. 5- التركيب : وهو القدرة على جمع عناصر أو أجزاء لتكوين كل متكامل أو نمط أو تركيب غير موجود أصلاً . وتتضمن القدرة على التركيب ثلاثة مستويات : – إنتاج وسيلة اتصال فريدة – إنتاج خطة أو مجموعة مقترحة من العمليات – اشتقاق مجموعة من العلاقات المجردة . 6- التقويم : وهو يعني القدرة على إصدار أحكام حول قيمة الأفكار أو الأعمال وفق معايير أو محكات معينة . ويتضمن التقويم مستويين هما : – الحكم في ضوء معيار ذاتي ،الحكم في ضوء معايير خارجية .
لذا فإن تحديد الأهداف التربوية ضرورياً لكل ضروب السلوك الواعي وتزداد أهميتها في العملية التربوية التي يراد منها توجيه الجيل وبناء صرح الأمة وتعيين أسلوب السلوك في حياة الفرد والجماعة ، حتى يجتاز البشر هذه الحياة بسعادة ونظم وتعاون وانسجام ، وتفاؤل ورغبة وإقدام ووعي وتدبر وإحكام . ( نحلاوي , 1989 م : ص 106(
ثانياً : المجال النفس حركي ( المهاري ( ويشير هذا المجال إلى المهارات التي تتطلب التنسيق بين عضلات الجسم كما في الأنشطة الرياضية للقيام بأداء معين . وفي هذا المجال لا يوجد تصنيف متفق عليه بشكل واسع كما هو الحال في تصنيف الأهداف المعرفية . ويتكون هذا المجال من المستويات التالية :
الاستقبال : وهو يتضمن عملية الإدراك الحسي والإحساس العضوي التي تؤدي إلى النشاط الحركي . التهيئة : وهو الاستعداد والتهيئة الفعلية لأداء سلوك معين .
الاستجابة الموجهة : ويتصل هذا المستوى بالتقليد والمحاولة والخطاء في ضوء معيار أو حكم أو محك معين .
الاستجابة الميكانيكية : وهو مستوى خاص بالأداء بعد تعلم المهارة بثقة وبراعة .
التكييف : وهو مستوى خاص بالمهارات التي يطورها الفرد ويقدم نماذج مختلفة لها تبعاً للموقف الذي يواجهه .
التنظيم والابتكار : وهو مستوى يرتبط بعملية الإبداع والتنظيم والتطوير لمهارات حركية جديدة . ثالثاً : المجال الوجداني : ويحتوي هذا المجال على الأهداف المتعلقة بالاتجاهات والعواطف والقيم كالتقدير والاحترام والتعاون . أي أن الأهداف في هذا المجال تعتمد على العواطف والانفعالات . وقد صنف ديفيد كراثوول وزملاءه عام 1964 م التعلم الوجداني في خمسة مستويات هي :
الاستقبال : وهو توجيه الانتباه لحدث أو نشاط ما . ويتضمن المستويات التالية : – الوعي أو الاطلاع – الرغبة في التلقي – الانتباه المراقب
الاستجابة : وهي تجاوز التلميذ درجة الانتباه إلى درجة المشاركة بشكل من أشكال المشاركة . وهو يتضمن المستويات التالية : – الإذعان في الاستجابة – الرغبة في الاستجابة – الارتياح للاستجابة
إعطاء قيمة )التقييم ): وهي القيمة التي يعطيها الفرد لشيء معين أو ظاهرة أو سلوك معين ، ويتصف السلوك هنا بقدر من الثيات والاستقرار بعد اكتساب الفرد أحد الاعتقادات أو الاتجاهات . ويتضمن المستويات التالية : – تقبل قيمة معينة – تفضيل قيمة معينة – الاقتناع ( الالتزام ) بقيمة معينة التنظيم : وهو عند مواجهة مواقف أو حالات تلائمها أكثر من قيمة ، ينظم الفرد هذه القيم ويقرر العلاقات التبادلية بينها ويقبل أحدها أو بعضها كقيمة أكثر أهمية . وهو يتضمن المستويات التالية : – إعطاء تصور مفاهيمي للقيمة – ترتيب أو تنظيم نظام القيمة
تطوير نظام من القيم : وهو عبارة عن تطوير الفرد لنظام من القيم يوجه سلوكه بثبات وتناسق مع تلك القيم التي يقبلها وتصبح جزءاً من شخصيته
الخاتمة:
الأهداف التعليمية هي الركن الأساسي الذي تقوم عليه العملية التربوية لأن وظيفة التربية هي إحداث أنماط سلوكية مرغوبة لدى الطلبة و ما يحدد هذه الأنماط السلوكية المرغوبة هو الهدف التعليمي. وعلى ضوء بلورة الأهداف التعليمية يصبح من الممكن بناء المناهج الدراسية واختيار اساليب التدريس وتحديد وسائل التقييم التربوي كما أن الأهداف بالنسبة لأي منهج دراسي هي بمثابة ملخص لمحتوى المنهاج نفسه، كما يمكن النظر الى محتوى المنهج كوسط تطرح من خلاله الأهداف>