وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية
 
الإدارة الصفية  ، مفهومها ، أهدافها 
اعداد م. م كاظمية عبدالهادي الربيعي
مفهوم الإدارة الصفية  
 يختلف العلماء في تعريف الإدارة الصفية وذلك باختلاف انطلاقاتهم من النظريات التربوية والنفسية المختلفة. فبعض التربويين يقول أن الإدارة الصفية هي تركيز المعلمين على استخدام التعزيز والعقاب.
بينما يقول فريق آخر أن الإدارة الصفية هي عبارة عن التركيز على أهمية تحقيق الانضباط الصفي وتعاون الطلبة مع المعلم عبر تعزيز شعور الطلبة بالكفاءة والقيمة، وعبر رفع دافعيتهم وتوفير فرص النجاح لهم. وعرفت للإدارة الصفية أيضاً على أنها جميع الخطوات والإجراءات اللازمة لبناء بيئة صفية ملائمة لعمليتي التعليم والتعلّم والحفاظ عليها.
كما وعرّفت الإدارة بأنها هي التي تعني عمليات التوجيه والتفاعل التي يتبادلها المعلم وطلابه وأنماط السلوك المتصلة بها ولا يخفى أن هذه الإدارة تستدعي قدرة المعلم على تحريك الجهود وأنماط السلوك جميعها، لجعل التعلم والتعليم في غرفة الصف أمراً ممكناً وهادفاً ومشوقاً، دون إحباطات وهدر للجهود والوقت والمال.
 
فهي عبارة عن عمليّة تنظيم الغرفة الصفيّة وتوجيه كل شيء داخلها واستثماره من أجل نجاح العملية التعليمية وتحقيق الأهداف المرجوّة منها، ويجب على المُعلّم أن يتبنّى الدّور الرّئيسي في الإدارة الصفية والاستفادة من جميع مكوّنات البيئة الصفية وتنظيمها للحصول على مُخرجات تعليمية جيّدة، وهذا لا يتم إلا من خلال الإدارة الصفية الناجحة. 
خصائص الإدارة الصفية:
  1. الشمولية:
أي أنها عملية شاملة تضم عدة عمليات متداخلة كما أنها معقدة لأنها تتناول مجالات عدة منها:
أ-الطلاب وأولياء الأمور.
ب-مدير المدرسة والمشرف التربوي.
ج-هيئة التدريس (المعلمون).
د-المنهج المدرسي.
هـ-الوسائل التعليمية.
و-غرفة الصف.
  1. تسودها العلاقات الإنسانية وهى ما تتميز به الإدارة الصفية أكثر من غيرها.
    إذ كان لابد من وجود العلاقات الإنسانية وضرورة وجودها لنجاح أي عمل إداري لبلوغ أهداف أي مؤسسة، فإن مثل هذه العلاقات الإنسانية ضرورة حتمية ولا يمكن الاستغناء عنها في الإدارة الصفية، ولكن يجب ألا يتم التقاعس عن العمل تحت بند العلاقات الإنسانية.
  1. التأهيل العلمي والمسلكي للمعلم:
التأهيل العلمي للفرد مهم جداً للقيام بأية وظيفة بل وهى ضرورية بالنسبة لأنواع الإدارات الأخرى، وتزداد أهميتها بالنسبة للإدارة الصفية لمن يقوم بمهام التدريس والتعامل مع الطلبة. فإذا لم يكن المعلم معدّاً إعداداً علمياً جيداً وإعداداً مسلكياً فإنه يصعب عليه أن ينجح في تدريسه وفي إدارته الصفية.
  1. صعوبة قياس وتقييم التغيير في سلوك الطلبة:
 لم يستطع المعلم قياس التغيير في السلوك المعرفي أو المهارات أو الاتجاهات لدى الطالب بطريقة مناسبة كما هو حاصل في المؤسسات غير التربوية.
أهداف الإدارة الصفية  الناجحة : 
  1. ان من اهم اهداف الإدارة الصفية  الناجحة  هو توفير المُناخ التعليمي الجيد الذي يجعل الطلبة قادرين على فهم جميع المعارف والأفكار. 
  2. تدفع المخاطر والأضرار التي يمكن أنْ تكون موجودةً داخل الغرفة الصفيّة جرّاء الفوضى وعدم الإدارة الصفية حيث يعيش الطلبة في صراعٍ وتنافرٍ، ويسود العنف بينهم. 
  3. تعليم الطلبة كيفيّة استغلال وقتهم واستثماره أحسن استثمار. 
  4. تدفع الطلبة إلى الابتكار والتميّز والإبداع.
  5.  تُنمّي لدى الطلاب المبادئ والقيم والأخلاق الحسنة.
 عناصر الإدارة الصفية :
  1. التخطيط للعمليّة التعليمية: وذلك من خلال التخطيط الجيد حيث يجب على المعلم أن يضع خطةً يوميّةً وسنويةً وشهرية وأسبوعية ناجحة، فالتخطيط الفعّال يحقق تعليماً ذا جودة، ويحقّق الأهداف التي يسعى المعلم لها، كما يجب على المعلم أن يُخطّط لعملية التقويم التي سيستند إليها أثناء تحقيق الأهداف.
  2.  القيادة الحكيمة: من أهم الصفات التي يجب أنّ يتحلّى بها المعلم هي القدرة على قيادة الغرفة الصفية فالمعلم هو المسؤول عن إبعاد الرَّتابة، والملل، والضجر عن الطلبة باستمرار وذلك من خلال: 
  • التنويع في الاستراتيجيات والأساليب والأنشطة التي يطبقها عليهم داخل الغرفة الصفية، كما يجب على المعلم أن تكون لديه القدرة على توجيه إبداعات وطاقات الطلاب الخلّاقة، وتحفيزهم على الإبداع والتفكير، والتخيّل وحلّ المشكلات. 
  • التنظيم: أن يكون المعلّم قادراً على استغلال الوقت بشكلٍ يتلاءم مع الأهداف التي يريد أنْ يحقّقها، فعليه أنْ يحدد الزّمن اللازم لتحقيق كل هدف من أهدافه.
 أنواع الإدارة الصفية
  1. الإدارة الديمقراطية: هي من أفضل أنواع الإدارات حيث توفّر الأمان للطلبة وتلبّي احتياجاتهم وذلك بسبب الجوّ الآمن والمريح الذي يدفع بعجلة التعليم في مسارها الصحيح وتُحقق الأهداف المرجوّة منها.
  2.  الإدارة الصفية التقليدية: وهي تعتمد على الاحترام المتبادل بين الطلبة والمعلمين، وذلك نظراً للفارق العمري بينهم حيث يقدم الطلبة فروض الطّاعة والولاء لمعلّميهم دون نقاش، قد يكون هذا الجو ملائماً للتعليم لكنّه بالتأكيد يحدّ من الحريّات ويفرض القيود. 
  3. الإدارة الصفية الفوضوية: هذا النوع ينتشر بين المعلّمين غير القادرين على ضبط البيئة الصفية والذين يتّصفون بضعفِ شخصياتهم أمام الطلبة، وهذه البيئة الصفية لا تُحقّق الأهداف المرجوّة من العملية التعليمية، وتهدر الوقت والجهد.

 
خاتمة:
إن الإدارة الصفية تعني الضبط والنظام الذي يوفر الهدوء التام للطلاب، كي يتمكن المعلم من القيام بمهمة التدريس، وهذا يجب أن يكون داخل غرفة الصف حتى تتحقق العملية التعليمية، فالتعليم والتعلم لا يتمان في جو من الفوضى، فبالإضافة إلى ما سبق فإن إدارة الصف يجب أن يتوافر بها المناخ التعليمي المناسب للقيام بعملية التعليم والتعلم.

شارك هذا الموضوع: