الإدراك بوابة السلوك
زينب حسن عبد الحسين /قسم العلوم التربوية والنفسية
 (Perception)   مفهوم الإدراك
يعد الإدراك من أكثر المواضيع التي نالت اهتمام علماء النفس عامة لما له من صلة مباشرة بحياة الناس اليومية حيث يتعامل الفرد يوميا مع الألف من المثيرات التي تتطلب منه الفهم والتحليل وأحيانا الاستجابة الفورية.
وعند إستقبال مثير معين، فجميعنا يحقق الفهم ولكن هل يصل جميع الأفراد إلى نفس الإدراك وهل ندرك هذه المثيرات بنفس الطريقة ؟ فلو تأمل عدد من الأفراد لوحة تشكيلية مرسومة بالزيت، فإن من المتوقع أن يفهم كل منهم هذه اللوحة بطريقة مختلفة عن الآخر، وذلك لأن خبراتنا السابقة مختلفة وطرق معالجتنا للمعلومات لربما تكون ايضا مختلفة، مما يعني اننا عند محاولة إدراك مثير ما فإننا نفرض على هذا المثير نظاما خاصا ونضفي عليه مما في داخلنا ليسهل علينا التعامل معه وضبطه وتوجيهه.
تعريف الإدراك 
 (1988 ,Solso) يعرفه سولسو
على أنه فرع من فروع علم النفس يرتبط بفهم المثيرات الحسية والتبوء بها.
 
 (1995 ,Anderson) ويعرفه اندرسون
على أنه محاولة تفسير المعلومات التي تصل إلى الدماغ.
 
(2003 ,Sternberg) ويعرفه ستيرنبرغ
على أنه العملية التي يتم من خلالها التعرف على المثيرات الحسية القادمة من الحواس وتنظيمها وفهمها.



أبعاد عملية الإدراك
الإدراك عملية نفسية معقدة تتألف من ثلاثة أبعاد مترابطة:
 
1.العمليات الحسية: وتتمثل في الاستثارة للخلايا الحسية التي تستقبل المنبهات الخارجية حيث تعتمد هذه الإثارة على شدة الطاقة المنبعثة عن المثيرات الخارجية فإذا كانت هذه الطاقة التي يحدثها المثير أقل من مستوى عتبة  الإحساس فمن الصعب حدوث الاستثارة لعضو الحس المستقبل وعادة ما تتفاعل أكثر من حاسة في استقبال الخصائص المختلفة للمنبهات الخارجية فنحن نرى ونسمع ونحس ونشم ونتذوق في آن واحد، وهنا يعمل نظامنا الإدراكي على تجميع هذه الأشياء وترميزها مما يسهل بالتالي عملية إدراك الأشياء.
 
2.العمليات الرمزية: وتتمثل في المعاني والصور الذهنية التي يتم تشكيلها للمنبهات الخارجية في ضوء ما تثيره العمليات الحسية فينا, فالإحساسات عادة لا يتم التعامل معها بصورتها الأولية أو كما جاءت من مصادرها البيئية وإنما يتم تحويلها إلى معاني أو رموز أو صور بحيث تحل هذه المعاني أو الرموز محل الخبرة الأصلية.
 
3.العمليات الانفعالية: يترافق الإحساس عادة بحالة الفعالية تتمثل في طبيعة الشعور نحو الأشياء اعتماداً على الخبرات السابقة فعند رؤية مشهد فربما يثير لدى الفرد مشاعر وجدانية أو يثير لديه ذكريات مفرحة أو مؤلمة.

شارك هذا الموضوع: