وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
كلية التربية للعلوم الانسانية
قسم الجغرافية التطبيقية / ماجستير
مفهوم الاحتباس الحراري
والاسباب الرئيسية لمشكلة الاحتباس الحراري
اعداد :ـ زهراء كاظم جاسم
اولا / الاحتباس الحراري :ـ
هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة و إليها. وعادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي. وحسب اللجنة الدولية لتغير المناخ (IPCC) فان “أغلب الزيادة الملحوظة في معدل درجة الحرارة العالمية منذ منتصف القرن العشرين تبدو بشكل كبير نتيجة لزيادة غازات الإحتباس الحراري اوغازات البيت الزجاجي التي تبعثها النشاطات التي يقوم بها البشر
ويقصد بضاهرة الاحتباس الحراري : ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي المحيط الأرضي ) ، والذي يرجع إلى تراكم غاز ثاني أوكسيد الكربون وغازات أخرى ، تقوم بدور أشبه بيت الزجاج ، والذي يتيح مرور الإشعاع الشمسي من خلاله فتدفئ الأرض ولكنه يمنع فقدان الحرارة الذي تنتج عن طريق الإشعاع المرتد
ثانيا /الأسباب الرئيسة لمشكلة الاحتباس:
– العوامل الطبيعية 1ـ
يؤكد عدد من العلماء بأن الأرض قد شهدت تغيرا طبيعيا من خلال فترات ساخنة و أخرى باردة نوعا ما خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر وهي الآن تمر بفترة دفئ ، وذلك لأن حرارة سطح الأرض تستجيب بسرعة لتأثير الأشعة الكونية وهي عبارة عن شحنات غازية متناهية في الصغر تغزو مختلف الكواكب ، وتأثر قوة الرياح التي تصل سعها إلى ( 500 كم / ثا ) على المجال المغناطيسي فتسخن الطبقة العليا من جو الأرض وكذلك تاثير البقع الشمسية في رفع حرارة الأرض والتي شهدت قمتها للأعوام 1989 ، 199 ، 2000 ، 2001 والتي تزامنت برفع حرارة الأرض ، ومن المصادر الأخرى الحرائق الطبيعية للغابات و الغبار الناتج من عواصف الرياح والانفجارات البركانية و التفريغ الكهربائي الذي يتكون في السحب ومن تحلل المواد العضوية المحتوية على الكبريت فضلا عن تأين بعض الغازات بفعل الأشعة الكونية . إلا أن العلماء يجمعون على أن العوامل البشرية هي السبب الرئيس في هذه الظاهرة حيث لا يؤدي الغازان الرئيسان في الغلاف الجوي ( الأكسجين ، الذي يشكل 21% والنتروجين ، الذي يشكل 78% ) أي دور في هذه العملية . ويبقى الدور الفعال في احتجاز الموجات الحرارية للغازات الأخرى ، التي تشكل بمجموعها نسبة %1 فقط ، ومن هذه الغازات غاز ثاني أوكسيد الكربون وبخار الماء وغاز الميثان وأكسيد النيتروز والمواد الكلورية الفلورية الكربونية والأوزون والغازات الأخرى وهي بهذا تؤدي دورا يفوق نسبتها ، إذ أنها تحتجز الموجات الحرارية التي تضمن استمرار الحياة على كوكب الأرض تقول النظرية : (( إنه كلما زاد تركيز غازات الاحتباس الحراري في الهواء فأن الإشعاع المستقبل عند مستوى الأرض لا ينخفض انخفاضا ملحوظا ، في حين ينخفض انخفاضا كبيرا من فقد الإشعاع الحراري من اليابسة وسطوح الماء إلى الفضاء ، وتكون النتيجة وجود فائض من الطاقة المتاحة عند مستوى الأرض ، ومن ثم ارتفاع درجة حرارة السطح ))
ولولا تأثير الاحتباس الحراري الطبيعي بفعل ثاني أوكسيد الكربون وبخار الماء لانخفضت درجة حرارة سطح الأرض بمقدار 33 درجة مئوية عن مستواها الحالي ، أي لهبطت إلى ما دون مستوى التجمد للماء وعلى الرغم من أهمية غاز co2 في استمرار الحياة علة الأرض ، فأن نسبته إلى مجموع غازات الغلاف الغازي لا تتجاوز 0,035%) { أي أن كل مائة ألف جرام من مكونات الغلاف الجوي تحتوي على 35جرام وتعتبر تلك الغازات شفافة لضوء الشمس، حيث تسمح بمروره من خلالها وتسخين سطح الأرض. وتقوم الأرض والمحيطات الدافئة بدورها بتسخين الغلاف الجوي السفلى . وتشع بعض من تلك الحرارة مرة اخرى إلى الفضاء . ولو كان الأمر مقتصرا على ذلك ، لكان متوسط درجة حرارة الأرض 18 درجة مئوية بدلاً من 15 درجة مئوية كما في الوقت الحالي . ويرجع السبب في هذا الدفء الزائد إلى وجود غازات في الغلاف الجوي تمتص الطاقة قبل أن تفقد في الفضاء، ثم تطلقها ببطء مرة أخرى في الغلاف الجوي . وتسمى تلك الغازات المسئولة عن “الاحتباس الحراري” غازات الاحتباس الحراري) حيث ان الغلاف الجوي يتكون في 99.9% من النتروجين)
والأكسجين، والأرجون، فلا يتبقى سوى مساحة ضئيلة جدا لغازات أخرى. ولكن حتى تلك الكميات الضئيلة من غازات الاحتباس الحراري لها تأثير كبير على المناخ.
2ـ العوامل البشرية
في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين ظهر اختلال في مكونات الغلاف الجوي نتيجة النشاطات الإنسانية ومنها تقدم الصناعة ووسائل المواصلات, ومنذ الثورة الصناعية وحتى الآن ونتيجة لاعتمادها على الوقود الأحفوري ” فحم، بترول، غاز طبيعي للطاقة كمصدر أساسي ورئيسي واستخدام غازات الكلوروفلوروكربونات في الصناعات بشكل كبير, هذا كله ساعد على زيادة الدفء لسطح الكرة الأرضية وحدوث ما يسمى بـ ” ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warning ” وهذا ناتج عن زيادة الغازات الدفيئة
وتتمثل هذه الغازات بالآتي :ـ
ثاني أكسيد الكربون 1ـ
عندما نتنفس، فإننا نأخذ الأكسجين من الهواء ونطلق ثاني أكسيد الكربون ويشكل ذلك جزءًا من عملية التنفس، التي تمكّن النباتات والحيوانات من الحصول على الطاقة كما يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون في حرائق الغابات ومن البراكين ويساهم البشرفي إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الجو عن طريق حرق الأخشاب والفحم الحجري، والنفط وتشير توقعات البيئة العالمية عام 2000 والكتاب السنوي لتوقعات البيئة العالمية 2003 إلى انبعاث ثاني أوكسيد الكربون وصلت إلى مستوى جديد قارب أن يبلغ 23900 مليون طن بزيادة 400 مليون طن عن مستويات عام 1995 ، وتساوي هذه النسبة 4 أضعاف الانبعاث الكلي عام 1950 . أما التقديرات المتوقعة لعام 2030 فتشير بأن انبعاث ثاني أوكسيد الكربون تتراوح بين 10 و 30 مليار طن من الكربون في السنة
الميثان 2ـ
ينتج الميثان بصورة طبيعية بواسطة بكتيريا تدعى مولدات الميثان التي تتغذى على المواد النباتية والحيوانية في البيئات التي لا يوجد بها أكسجين. وتعيش مولدات الميثان تحت المياه الراكدة في المستنقعات، حيث تنتج فقاعات من الميثان تسمى “غاز المستنقعات” أو “غاز الهور”. كما تعيش مولدات الميثان أيضًا في الأجهزة الهضمية للحيوانات، حيث تساعد على تحليل الأعشاب وغيرها من المواد العضوية الموجودة في المواد الغذائية. وينتج النمل الأبيض الكثير من الميثان. حيث تولد كل نملة من النمل الأبيض نصف ميكروجرام فقط في اليوم، ولكن نظرا لوجود أعداد كبيرة منها في العالم، فيبلغ ما تنتجه جميعا 20 مليون طن تقريبا كل عام
أكسيد النيتروز 3ـ
تطلق نترات الامونيوم، المستخدمة على نطاق واسع كسماد لزيادة غلة المحصول، غاز أكسيد النيتروز (N2O) ، فضلا عن احتراق الكتلة الحية وإنتاج حامض النتريك واحتراق الكتلة الحية ، وتشير قياسات أوكسيد النيتروز في الهواء أنه كان في عام 1970 ، 289 جزء لكل جزء 304 لكل مليار من حيث الحجم وقد يصل الى 446 جزء لكل مليار من عام 1985