الاختبارات الشفوية
الاختبار الشفوى هو مزيج من اختبار المقال والاختبار العملي، وله فائدته في دراسة العمليات العقلية التي يستخدمها المفحوص في الإجابة على أسئلة معينة، ولذلك فهو أداة نافعة في تشخيص الصعوبات، بل إنه في بعض الأحوال هو الأسلوب الأوحد في تقويم المفحوص كما هو الحال في قياس قدرات صغار المتعلمين في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية) ، وفي قياس بعض نتائج التعلم اللغوى ( كالقراءة الجهرية) .
والإختبار الشفوى له تاريخ طويل في تاريخ التربية، فحتى قرن واحد من الزمان كان الاختبار الشفوى هو الصورة المسيطرة على التقويم التربوي، وقد حدث التحول في الوجهة Paradigm shift مع ظهور فنيات التقويم الحديثة التي حلت تدريجيا محل الإمتحان الشفوى، إلا أن له بعض الاستخدامات حتى وقتنا الحاضر لعل من أهمها مناقشة الرسائل الجامعية، كما يستخدم أحيانا في امتحان بعض التخصصات المزاولة مهنة معينة مثل التدريس حيث يصبح للإمتحان الشفوى قيمته في التخصصات التي تتطلب التفاعل مع الآخرين، على إفتراض أن هذا التعامل يعد نوع من المهارات العملية والتي تتطلب فنيات خاصة في تقويمها شأنها في ذلك شأن أي مهارات عملية.
والاختبار الشفوى يمكن تعريفه على أنه علاقة مباشرة بين شخصين فاحص (ممتحن ومفحوص (ممتحن) من نوع الوجه للوجه face to face وتكون مهمة الفاحص إما قبول أو رفض اجابة الطالب أو اللجوء إلى اسئلة التعمق ( مثلما الحال في المقابلة الشخصية كما أن على الفاحص أن يحكم على نوعية إجابة المفحوص.
وموقف الاختبار الشفوى قد يصبح أكثر تعقيدا عندما يتألف موقف التقويم التربوى من أكثر من فاحص واحد حرصا على الموضوعية) أو حين يكون موقف الإمتحان الشفوى من عدة مفحوصين. وعلى ذلك يصبح موقف الإمتحان الشفوى موقفا مركبا ويتألف من مستويات عديدة لكل منها وظيفته وأغراضه . فقد يكون مجرد إستجواب سؤال وجواب) ، أو مقابلة، أو اختبار أداء، أو يكون هذا كله . وبالطبع فإن الامتحان الشفوى مهما كانت صورته هو اتصال مباشر وتواصل إيجابي وتفاعل حي بين فاحص ومفحوص ويبدو أنه بهذه الصورة أكثر شخصية أو ربما أكثر انسانية من الامتحان التحريري بشرط أن يتحرر من تهديد الذات للمفحوص بل ويصبح خبرة سارة وممتعة بين الفاحص والمفحوص.
مجالات استخدام الاختبار الشفوى :
مهارات التحدث والاستماع في اللغة وهما أصل المهارات اللغوية جميعا فالقراءة والكتابة مهارات أكثر حداثة في تاريخ الإنسانية.
