مقال مقدم من قبل م.م شيماء داخل عبد علي
جامعة كربلاء /كلية التربية للعلوم الإنسانية/ قسم العلوم التربوية والنفسية
الانتباه والإدراك الحسي
بعد الانتباه والإدراك الحسي الخطوة الأولى في اتصال الفرد ببيئته وتكيفه لها، بل انها الأساس الذي تقوم عليه سائر العمليات الأخرى إذ بدون الانتباه والإدراك الحسي لا يستطيع الفرد أن يعي شيئاً. فلكي تتعلم شيء او تفكر به فلا بد من أن تنتبه إليه ومن ثم تدركه. ان الانتباه والإدراك عمليتان متلازمتان فإذا كان الانتباه تركيز الشعور في شيء فالإدراك هو مفرعة هذا الشيء فالانتباه يسبق الإدراك، ويمهد له أي أنه يهيء الفرد للإدراك، فمثلاً سماعنا لصوت مفاجئ فأننا ننتبه إليه فإذا عرفنا أن هذا الصوت هو صوت باب تغلق فهو إدراك غير ان الانتباه قد لا يعقبه إدراك دائماً فقد يحدث الانتباه نعجز عن معرفة ما هو الشيء الذي جذب انتباهنا، أو أننا نسمع صوت ولكن نعجز عن معرفة ما سمعنا. وثمة فارق بين الانتباه والإدراك فقد بينه مجموعة من الأفراد إلى موقف واحد كمشاهدة مسرحية مثلاً ولكن إدراك كال واحد منهم قد يختلف بسبب ثقافتهم وخبرتهم السابقة ووجهات نظرهم وذكائهم ان للانتباه والإدراك علاقة وثيقة بشخصية الفرد وتوافقه الاجتماعي اذ ان اضطرابات الانتباه أو اضطرابات الإدراك الحسي من السمات المميزة والمشتركة بين المصابين بأمراض عقلية على اختلاف أنواعها.
معنى الانتباه :
يعطى المدرسون الأولوية للانتباه في الموقف التعليمى فعندما يطلب المدرس من الطالب ان ينتبه إلى موضوع الدرس فانه يطلب منه إلى يوجه إحساسه وشعوره نحو موضوع الدرس بحيث يصبح هذا الموضوع في بؤرة اهتمامه و وأحاسيسه من اجل ان يحصل إدراكه للموضوع المعروض. ان الانتباه ليست عملية خارجية فالمظهر الخارجي للمنتبه لا تعطي لنا فكرة عن انه منتبه فكثيراً من الطلبة قد يبدو من مظهره وجلسته انه يتابع المدرس الا انه قد يكون مظهره خادعاً لان بعض الطلبة يتظاهرون بذلك والحقيقة انه يذهب بطل إلى مجالات أخرى داخل الصف أو خارجه. كما ان الانتباه يتغير في استقراره حيث يضعف بلحظة ويقوي بلحظة أخرى أي ان مشاعر الطالب لا تسمر في ثباتها نحو الموضوع المعروض أمامه ويرى بعض العلماء ان الانتباه هو مصفاة لتصفية المعلومات عند نقاط مختلفة في عملية الإدراك. كما ان حصر انتباه الطال بموضوع معين تنمو بنمو العمر أي ان قدرة الطفل على تركيز انتباه تكون ضعيفة في بداية العمر ولكنها تقوى الطفل في عمره ولهذا نجد دروس رياض الأطفال تتحدد بزمن قصير يتراوح بين (15) – 20) دقيقة بينما تتراوح مدة الدرس في المدارس الابتدائية بين (40 – 45 دقيقة وتزداد ملة الدروس بالجامعة فتكون (50) دقيقة.
فالانتباه: عملية ليست محددة بمستوى واحد يحصل فيها الانتباه أو لا يحصل بل هو عملية على مستويات تذبذب بين نهايتين دنيا يكون فيها العقل في اقل حالة من التركيز، وقصوى يتركز العقل في الشيء الذي ينتبه إليه تركيزاً شديداً.
ـ المصدر، الطريحي ، حمادي، فاهم حسين ، حسين ربيع ، مبادئ في علم النفس التربوي ، ط1، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان ، 2012.