مقالة بعنوان
البدايات الأولى لهجرة الرسول() الى المدينة المنورة واسبابها
   بدأت الهجرة المباركة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة في ظروف كثيرة فرضها الوضع العام لان ما جاء به  الاكرم() يتعارض مع المصالح الشخصية للقرشيين لان هذه المصالح تقف فوق كل المبادئ والاعتبارات حتى حصلت اسباب عديدة كان من خلالها ترك مكة بصورة حتمية ومن بين هذه الاسباب: معارضة قريش على نشر الدعوة الاسلامية في مكة واتفاقهم على إيذاء الرسول() بكل الطرق والتخلص منه، فضلاً عن المقاطعة التي قاموا بها وكذألك الحصار في شعب ابي طالب والذي قطعوا عليه ومن تبعه سبل الحياة الاساسية، فكان هنالك بعض الاشخاص والذي تربطهم علاقة ببني هاشم كالمصاهرة او صلة القرابة وكذلك من أمن خفية بالرسول() وعدم اظهار تصديقه برسالة الرسول() حتى لا يصيبه اذى المشركين من قريش، ومن هنا وبعد ان تحمل() هذه الاوضاع كلها فاصبح عليه حتمياً ترك مكة والتوجه الى مكان اخر لنشر الرسالة السماوية رغم قيامه بكل الوسائل لأقناعهم بترك الشرك وتوحيد الله، تعالى الا ان ابو لهب وابو جهل كانوا يعترضون الناس ويستهزئون بكل ما يقوله النبي() حتى يبعدوا الناس عنه وعن دعوته التي جاء بها من عند الله تعالى.    
   وعود على ذي بدأ اصبح أمر الهجرة من مكة المكرمة أمر حتمي لابد منه وهذا الامر من الله تعالى لرسوله لغرض مواصلة نشر الدعوة الاسلامية، فكانت هذه المرة محط انظاره هي الطائف بعد مكة واختياره للطائف لعدة اعتبارات سوى عرقية او قبلية، ومن بين هذه الاعتبارات أن قبيلة ثقيف هي من تملك الزعامة في الطائف بالإضافة الى ذلك ان أحد زعماء ثقيف زوجته من قريش، وهنا يأتي رابط النسب الذي كان له الدور الكبير عند القبائل قبل الاسلام، من خلال شعارهم(انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا) ولكن في الطائف رفضوا استقبال الرسول() وتأييد دعوته الإلهية التي جاء بها لأنها تعارض ايضاً مصالحهم الشخصية، فقاموا بإخراجه من الطائف بأشد قسوة وهم يستخدمون معه جميع اساليب الاذى النفسي والجسدي وكان لابد له ان يرحل عنهم ويتركهم، وكان لابد له ان يترك الطائف ويعود الى مكة بعد ان تعرض للأذى فيها، وقد عزم العودة الى مكة المكرمة مرة اخرى وهنا يفتقد سنده والمدافع عنه ابو طالب(عليه السلام) الذي توفي ما يقارب العام العاشر للبعثة الشريفة الذي سمي فيه عام الحزن لوفاة ام المؤمنين السيدة خديجة(عليها السلام) في العام نفسه.
   وقد اصبح من المفترض طلب النصرة من شخص له قوة وعشيرة فوقع الاختيار على الصحابي المطعم بن عدي فتسلح واهلة وخرجوا لحماية الرسول() حتى دخل المسجد وصلى وطاف في البيت وذهب الى منزله، وبعد رجوعه الى مكة صدر الأمر الالهي ان يذهب الى المدينة المنورة لنشر الدعوة فيها، وخاصة بعد ان اصبحت له قاعدة من المسلمين في المدينة المنورة من خلال بيعة العقبة الاولى والعقبة الثانية، والذي كان() يعرض نفسه من خلال البيعتين على الحجاج اثناء موسم الحج ويدعوا الناس الى عبادة الله تعالى، حتى اصبح له مؤيدين من قبيلة الاوس والخزرج التي انهكتهم الحروب في ما بينهم واخرها موقعة بعاث سنة 612للميلاد، بسبب تدخل اليهود بينهم، والسبب الاخر المهم في هجرة الرسول() هو استقرار رأي المشركين على قتله واجتماعهم في دار الندوة، بالإضافة الى موقف الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) من الدعوة الاسلامية ودوره الكبير في مساندة الرسول() واخرها في مكة المكرمة من خلال المبيت على فراش الرسول() والتضحية بنفسه من اجل حماية الرسول() واكمال الدعوة الاسلامية عندما بادرت قريش لتنفيذ مهمة قتله ومن هنا وجب عليه الهجرة الى المدينة في السنة الاولى للهجرة.  
                                                    طالب الدكتوراه
                                                      نورس ابراهيم جاسم
                                                   كلية التربية للعلوم الانسانية/ قسم التاريخ

شارك هذا الموضوع: