اصطلاح البيئة المحلية في التربية يقصد به عادة المنطقة التي يعيش فيها الطالب أو تقع مدرسته فيها بما تتضمنه من الظواهر الطبيعية والمنشآت والأشخاص وجميع أوجه النشاط البشري التي يتداخل بعضها البعض تداخلا بسيطا أو معقدا ، وقد تكون هذه المنطقة قرية ، بلدة أو حيا من الإحياء ، ومدينة .
في حياتنا الحاضرة اتسع مدلول البيئة المحلية في نظر التربية الحديثة وأصبح يشمل العلاقات المتشعبة بين منطقة الطالب وغيرها من المناطق لما لها من اثر كبير في تربية الطالب ، فمن المعروف إن المدرسة في إي مجتمع من المجتمعات عليها ان تراعي نمو الطالب وتعدهم ليأخذوا مكانهم فيه كأعضاء يبنون علاقاتهم بغيرهم من الإفراد وبما حولهم من ظواهر مختلفة على أساس الفهم والتقدير ورعاية لصالح الإفراد ، والواقع إن بيئة الطالب المحلية فيها الكثير مما يشوقهم لدراسة المواد الاجتماعية ويجعلها حية ، ويساعدهم على الفهم ، وييسر لهم فرص توجيههم وتنميتهم في الاتجاهات المرغوبة ، والواقع أيضا فيه دروسا كثيرة ومتنوعة في المواد الاجتماعية مناسبة للطالب، ويمكن إن تشتق من الظواهر الطبيعية والمادية والبشرية في البيئة المحلية ، بل هذه الظواهر المختلفة يمكن ان تخدم جميع المواد الاجتماعية خدمة تساعد على بلوغ أهداف تدريس هذه المواد ،فكل من البيئة الريفية والبيئة المدنية غنية بالظواهر التي تتصل بدراسة المواد الاجتماعية اتصالا كبيرا في كل المراحل الدراسية وتهيئ مداخل ومجالات لدراسة مناسبة ومتنوعة في هذه المواد ومجالات لمقارنات مفيدة ومناسبة، فظواهر كل هاتين البيئتين مع علاقاتها بحياة الإنسان تهيئ هذه المداخل والمجالات الجغرافية كما تهيؤها في التاريخ المحلي كمدخل لدراسة كثيرة من نواحي التاريخ والاجتماع .
مصادر البيئة المحلية
ظواهر البيئة المحلية التي سنذكرها هي في معظم الحالات مصادر يستقي الطالب منها ما يحتاجون إليه من المعلومات، فقد أصبحت تسمى في التربية باسم مصادر البيئة المحلية ونستطيع إن نقسمها إلى ثلاث أقسام رئيسية :
ـ مصادر أوجدتها الطبيعة : نقصد بها ما اوجدته الطبيعة ويمكن للطالب مشاهدته أو يشعر به ويدرسه مثل النيل ، الصحراء، ساحل البحر، البحيرات، المستنقعات والمنخفضات، وأنواع الحيوانات والنباتات التي تنمو من تلقاء نفسها إي لا يتدخل في زراعتها الإنسان الهواء الرياح وغير ذلك.
ـ مصادر مادية أوجدها الإنسان وابذل جهدا خاصا من اجلها : يقصد بها ظواهر مادية كثيرة ومتنوعة يستطيع الطالب دراستها مثل المساكن بأنواعها المختلفة والشوارع وأماكن العبادة ووسائل الاتصال ووسائل النشر والإعلان والأسواق والمصارف وغيرها .
ـ مصادر بشرية : نقصد بها أولا الأشخاص الذين يمكنهم إن يمدوا الطلاب بمعلومات تفيدهم في دراسة المواد الاجتماعية مثل رجال الإدارة وكثير من الموظفين في المصالح الحكومية وفي الجمعيات والمؤسسات وأصحاب المهن كالأطباء والمهندسين والمدرسين والمحامين وغيرهم ممكن إن تسقي المتعلم منهم ما يحتاجون إليه من معلومات عن أهم النواحي في إعمال البيئة المحلية أو في علاقة أهل البيئة بعضهم البعض أوفي علاقاتهم بالظواهر الطبيعية والمادية في بيئتهم، ومن هذه المصادر الأسرة العادات والتقاليد والدين السائد والقيم والمثل العليا ومن هذه المصادر أيضا الهيئات الحكومية وغير الحكومية والتي تساهم في رفع الوعي القومي عند السكان للقيام بوجباتهم المدنية وممارسة حقوقهم السياسية وغير السياسية ومن هذه المصادر أيضا النقابات والاتحادات وأثرها على البيئة المحلية .
المصدر
ـ الطيطي ، محمد حمد ، الدراسات الاجتماعية ، طبيعتها ، أهدافها ، طرائق تدريسها ، دار الميسر للطباعة والنشر، 2002.