وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة كربلاء كلية التربية للعلوم الإنسانية
ماجستير التاريخ الاسلامي
مقالة
التأريخ الهجري
إعداد الطالب
علاء محمد غانم
1446 هـ 2025 م
من ارخ السنة الهجرية: يقول المؤرخون : إن أول من أرخ بالهجرة النبوية ، هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، وأكثرهم يذكر : أن اختياره الهجرة مبدأ للتاريخ كان بإشارة علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه().
وبعض منهم يقول : إن المشير عليه بذلك ليس علياً فقط ، بل معه بعض الصحابة أيضاً().
وثالث يروي : إشارة بعض الصحابة على عمر بذلك ، ولكنه لا يصرح باسم المشير().
ولكننا بدورنا نشك كثيراً في صحة هذا القول ، ونعتقد أن التاريخ الهجري قد وضع من زمن النبي « صلى الله عليه وآله » ، وقد أرخ به النبي « صلى الله عليه وآله » نفسه أكثر من مرة ، وفي أكثر من مناسبة .
وما حدث في زمن عمر هو فقط : جعل مبدأ السنة شهر محرم بدلاً من ربيع الأول كما أشار إليه الصاحب بن عباد() .
ان الذي أشار بالمحرم عمر ، وعثمان ، وعلي(ع) ولكننا نستبعد كثيراً : أن يكون علي « عليه السلام » قد أشار بترك ربيع الأول:
1 – قد تقدم أنه « عليه السلام » قد أشار عليهم بأن يكتبوا التاريخ من « يوم هاجر » ، أو من « يوم ترك النبي « صلى الله عليه وآله » أرض الشرك » كما هو صريح رواية ابن المسيب المتقدمة ، وإنما كان ذلك في شهر ربيع الأول كما هو معلوم .
2 – لقد جاء فيما كتبه علي « عليه السلام » على عهد أهل نجران العبارة التالية : « وكتب عبد الله بن أبي رافع ، لعشر خلون من جمادى الآخرة ، سنة سبع وثلاثين ، منذ ولج رسول الله « صلى الله عليه وآله » المدينة » ، وإنما ولج رسول الله « صلى الله عليه وآله » في شهر ربيع الأول كما هو واضح ، هذا بالنسبة لعلي « عليه السلام » .
وأما بالنسبة لسائر الصحابة ، فنذكر :
1 – أن مالك بن أنس على ما حكاه السهيلي ، وغيره ، يقول : « أول السنة الإسلامية ربيع الأول ، لأنه الشهر الذي هاجر فيه رسول الله « صلى الله عليه وآله »() .
2 – ونقل عن الأصمعي قوله : إنهم « إنما أرخوا من ربيع الأول شهر الهجرة » وكذا عن الزهري .
3 – وقال الجهشياري : « روي في خبر شاذ : أن رسول الله « صلى الله عليه وآله » لما ورد المدينة مهاجراً من مكة يوم الاثنين لاثني عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة من حين نبئ ، أمر بالتاريخ »()
الرسول هو من ارخ الهجرة : يقول صاحب المواهب() فقد قال : « وأمر « صلى الله عليه وآله » بالتاريخ ، وكتب من حين الهجرة .
وقال الصاحب بن عباد() : « ودخل المدينة يوم الاثنين لاثني عشرة خلت من ربيع الأول ، وكان التاريخ من ذلك ، ثم رد إلى المحرم ».
وقال السيد علي خان() ، بعد ذكره عهد النبي « صلى الله عليه وآله » لسلمان الفارسي وهو «…وكتب علي بن أبي طالب بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله في رجب سنة تسع من الهجرة وحضر أبو بكر وعمر
وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسلمان وأبو ذر وعمار وعتبة وبلال والمقداد
وجماعة آخرون من المؤمنين …»
يستفاد من هذا العهد : أن التاريخ كان من زمن النبي « صلى الله عليه وآله » ، وهو خلاف المشهور من أن التاريخ بالهجرة إنما وضعه عمر بن الخطاب في أيام خلافته »
ما روي عن الزهري : من أن رسول الله « صلى الله عليه وآله » لما قدم المدينة مهاجراً أمر بالتاريخ ، فكتب في ربيع الأول()