التحضر وإيجابياته
م.م. قاسم محمد نعمة السعدي
يمكن تعريف التحضر بكل بساطة هو الانتقال من حياة الريف الى حياة المدينة أي الانتقال من البيئة التقليدية الى البيئة العصرية الحديثة وما يرتبط بذلك من ترك حياة الريف ومواكبة التطور والتقدم في المدينة، والتحضر هو احدى العمليات التي تدفع المجتمع نحو التغيير وهذا التغيير لا يقف عند حدود المظاهر المادية فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل البناء الاجتماعي للمجتمع، فيعمل على تغيير العلاقات الاجتماعية الأسرية لان عملية الانتقال هذه تعمل على نقل القيم والمثل والعادات والتقاليد وطرق التفكير والنظم الاجتماعية الى المدينة، ومع استمرار عجلة التطور والتقدم والنمو في العالم ، أصبح اتجاه التحضر أكثر انتشاراً مع نمو المدن، انعكس بدوره على الكثافة العالية للنشاط الاقتصادي، والاستفادة من رأس المال البشري، والبنية الأساسية المشتركة وتقسيم العمل .
ايجابيات التحضر
1- تنوّع الأنشطة الاقتصادية: تتميز حياة المدينة بتنوع الأنشطة الاقتصادية كقطاع الصناعة والتجارة وقطاع الخدمات والتي تسمح للفرد باختيار النشاط الذي يناسبه ويتوافق مع ما يمتلك من مواهب وقدرات.
2- توافر مظاهر الحياة الثقافية: تعد المدينة الحاضنة الرئيسة للنشاطات الثقافية المتمثلة بالمتاحف، والمقاهي، ودور النشر النوادي والملاعب الرياضية والمسابح المكتبات العامة السينما والمسرح المعالم الدينية والمراكز التكنولوجية والمهرجانات فضلا عن المتاحف والحدائق وغيرها.
3- التشريعات القانونية: يتميّز النظام الاجتماعي في المدينة بالتزامه بما تحكم به التشريعات القانونية وابتعاده عن النظام القبلي الذي تحكمه العشيرة او القبيلة ، فالتحضر يسهم في سيادة التشريعات القانونية وضبط المجتمع بصورة كبيرة.
4- التخطيط والإدارة بشكل صحيح: يمكن لعملية التوسع الحضري تحسين وتنويع فرص العمل في المدينة بالتالي تحسين نوعية الحياة فتقلل من نسب الفقر وعدم المساواة بين افراد المجتمع ، بما يضمن تحسين خدمات التعليم والصحة والنقل والترفيه وغيرها.