يعد التدريس الفعال مكونا اساسيا من مكونات العملية التدريسية , ونمط من التدريس الذي يفعل من دور المتعلم في التعلم فلا يكون المتعلم فيه متلق للمعلومات فقط بل مشاركا وباحثا عن المعلومة بشتى الوسائل الممكنة. وبكلمات أكثر دقة , و يعتمد على النشاط الذاتي والمشاركة الإيجابية للمتعلم والتي من خلالها قد يقوم بالبحث مستخدماً مجموعة من الأنشطة والعمليات العلمية كالملاحظة و وضع الفروض والقياس وقراءة البيانات والاستنتاج والتي تساعده في التوصل إلى المعلومات المطلوبة بنفسه .وبإشراف المعلم وتوجيهه وتقويمه ,
وان التدريس الفعال يؤدي فعلا إلى إحداث التغيير المطلوب أي تحقيق الأهداف المرسومة للمادة سواء المعرفية أو الوجدانية أو المهارية ويعمل على بناء شخصية متوازنة للطالب.
ويعرف التدريس الفعال : نشاط تعليمي مخطط ذو اهداف محددة مسبقا قادر على احداث التعلم , وتحقيق اهداف التدريس بسهوله , ويسر وفاعلية , وتفاعل ايجابي بين اطراف العملية التدريسية , فهو يزيد من فاعلية المتعلم في التعامل مع المواقف التدريسية المختلفة , ويزيد قدرة المتعلم على ادارة معرفته وتوظيفها بطريقة فعالة في مواجهة الواقع .
المعلم الفعال :
هو الذي لديه قدره عالية على فهم تلاميذه وفق حاجاتهم وقدراتهم الفردية واستخدام الأساليب والوسائل التعليمية التي تناسب كل تلميذ على حدة مع التركيز على التعليم الكامل الشامل الذي يضم التلاميذ جميعا ويناسب البيئة الصفية والوقت والزمن الحالي من التطور التكنولوجي الذي نحن فيه.
من السهولة نسبيا تعريف المعلم الفعال ولكن من الصعوبة تحديد العوامل المرتبطة بهذه الفعالية لان المعلم والتعليم الذي يقوم به لا يمثلان إلا عاملين من مجموعة العوامل المؤثرة في تعليم التلاميذ، حيث إن إحدى البديهيات التربوية تقول بان المعارف والقدرات والقيم التي يمتلكها التلميذ عند انتهاء عملية التعلم تتأثر بقوة بالمعارف والقدرات والقيم التي كان يمتلكها التلميذ عد دخوله المدرسة . وهي نتاج معقد ودقيق يجمع بين العوامل الوراثية والوسط البيئي الذي ينتمي إليه التلميذ، وأيضا الفوارق بين التلاميذ غالبا ما تتعمق تبعا للقرارات التي يتخذها أولياء الأمور خصوصا في اختيار المدرسة التي يدرسون فيها . فعند دراسة فعالية المعلم يجب أن تؤخذ هذه العوامل بعين الاعتبار . كما أن الفعالية لا تتحدد في درجات مختلة بالأهداف التي يحاول المعلم تحقيقها وبميزات التلاميذ الذين يدرسهم فحسب، بل أيضا بملامح المعلم نفسه، فالمعلمون كبقية البشر يختلفون فيما بينهم من حيث المعارف والقدرات والقيم، من هنا يبرز السؤال الذي يطرح من قبل القيادات التربوية ألا وهو : ما هي الجدوى من كل محاولة تهدف غالى الارتقاء بفعالية المعلم ؟ بسبب تلك العوامل المتعلقة بكل من التلميذ والمعلم .
معايير المدرس الفعال
هناك مجموعة من المتطلبات الأساسية التي ينبغي أن تتوافر عند تنفيذ خطة أي من الدروس الفعالة، والمدرّس الفعّال هو الذي يستطيع أن يوجه التعلم في المسار الملائم الذي يؤدي إلى بلوغ المتعلمين أهداف الموقف التدريسي، ويتحقق ذلك من طريق ما يأتي:
1- إثارة الدافعية استثارة الدوافع وتوظيفها في الموقف التدريسي، وذلك من طريق سؤال أو عرض عملي، أو عرض شرائح، أو عرض خريطة.
2- المرونة وسعة الاطلاع: عدم الحتمية في استعمال المادة التدريسية والتوجه نحو القدرة على التصرف الفوري في مواجهة ما قد يطرأ على الموقف التدريسي الذي سبق وخططه.
3 إعداد الأسئلة وتوجيهها : ينبغي على المدرس التنويع في استعمال الأسئلة، وجعلها أكثر إثارة، ومن أمثلة ذلك أسئلة استرجاع المعلومات، والأسئلة السابرة، وأسئلة التمهيد وينبغي لهذه الأسئلة أن تكون دقيقة ومثيرة وواضحة وملائمة لمستويات المتعلمين.
4- حسن إدارة الوقت والابتعاد عن مطالبة المتعلمين بما هو مستحيل.
5- الاستعمال الأمثل للوسائل التعليمية: ينبغي أن تكون الوسيلة ملائمة للمحتوى ولمستوى المتعلمين، وواضحة وقابلة للاستعمال لأكثر من مرة، وغير مزدحمة بالمعلومات.
6- توظيف المادة بفعالية: يتم توجيه المتعلمين لاستعمال المادة في تنمية مهاراتهم في الفهم، والنقد والتفسير ، والتقويم، وغيرها من مهارات التفكير العليا.
7- أن يقوم بكل ما من شأنه رفع معنويات المتعلمين وإبعادهم عن الإحباط .
8- أن يؤسس لعلاقة إيجابية بينه وبين المتعلمين تقوم على أساس الاحترام المتبادل.
9- أن يبدي المساعدة اللازمة لكل المتعلمين الذين تواجههم صعوبة في التعلم.
10- أن يكون واضحًا فيما يعرض على المتعلمين وما يطلب منهم، قادرا على إثارة الاهتمام لديهم، وأن يعطيهم فرصة كافية للتعلم.
دور المدرس الفعال في تنمية التفكير عند المتعلمين
للمدرس الفعال دور كبير في تنمية التفكير عند المتعلمين، ومن هذه الأدوار :
1 – تعريض المتعلمين المثيرات ملائمة تجعلهم يحاولون التوصل للإجابة، وذلك من طريق التساؤلات المثيرة للتفكير ، مثل: الأسئلة التباعدية، والأسئلة في المستويات المعرفية العليا، وإتاحة الفرصة للمتعلمين للتفكير الطويل الذي يُعد ضروريا لهم؛ لكي يكونوا واثقين في طرائق تفكيرهم وحلولهم.
2 – بناء بيئة صفّيّة مثيرة للتفكير الابتكاري، وتشجيع المتعلمين على حب الاستطلاع وارتياد المجازفات الفكرية، وتوليد الأفكار المتعدّدة، وإتاحة الفرصة للمتعلمين؛ للتعبير عن مشاعرهم، وتتسم أيضا باحترام آرائهم وأفكارهم.
3 – استجابة إيجابية من المدرس تساعد على المحافظة على التفكير ، وفتح الطرائق المتنوعة للتفكير .
4 – يكون نموذجا عمليا يقتدي به المتعلمون في التعامل مع مهارات التفكير المختلفة، تتمثل في سلوك المدرس أثناء معالجة المادة موضوع التعلم في الموقف الصفي.
المصادر :
1. زاير , سعد علي , واخرون , مهارات التدريس الفعال والتربية العملية , مؤسسة دار الصادق للطباعة والنشر, ط1, بغداد , 2023.