الاسم :صفيه حيدر ابراهيم الحسيني /طرائق تدريس اللغة العربية
العنوان /التدريس بالقصة التفاعلية
( كيف تجعل درسك محفورًا في ذاكرة الطلبة؟)
يشهد التعليم تحولات كبيرة في أساليب التدريس؛فلم يعد تقديم المعلومات بطريقة تقليدية كافيًا لجذب انتباه الطلاب وتحفيزهم على التعلم،و في هذا السياق، ظهر التدريس بالقصة التفاعلية كأسلوب يجمع بين التشويق والتفاعل؛والذي يساعد في جعل الدروس أكثر استيعابًا.
ما هي القصة ؟
القصة ليست مجرد وسيلة للترفيه؛ بل هي من أقوى الأدوات لنقل المعرفة؛ حيث إنها تثير المشاعر وتخلق صورًا ذهنية ،تساعد على الفهم العميق للمعلومات ،و عندما يتم توظيف القصة في تدريس اللغة العربية، فإنها تجعل قواعد النحو، والبلاغة، والأدب أكثر حياةً ومتعةً للطلبة، والذي ينعكس إيجابيًا على تحصيلهم الدراسي.
ما هو التدريس بالقصة التفاعلية؟
هو أسلوب تعليمي يعتمد على تحويل الدروس إلى قصة مشوّقة؛ بحيث يكون للطلبة الدور الفعال في تطور الأحداث، واتخاذ القرارات ؛ وايضا المشاركة في صياغة النهايات، بالتالي يجعلهم يعيشون التجربة التعليمية بدلًا من مجرد استقبال المعلومات بشكلٍ سلبي.
على سبيل المثال: بدلاً من تقديم درس عن الممنوع من الصرف بطريقة اعتيادية، يمكن للاستاذ أن يروي قصة عن كلمة غريبة  سافرت إلى مدينة النحو، لكن الشرطة اللغوية منعتها من دخول بعض الأماكن بسبب قوانين الصرف، ثم يُطلب من الطلبة تحليل القصة واكتشافُ سبب المنع بناءً على القواعد النحوية.
كيف يمكننا تطبيق التدريس بالقصة التفاعلية في اللغة العربية؟
اولا: تحويل القواعد النحوية إلى شخصيات وأحداث
من طريق  تحويل المفاهيم النحوية إلى شخصيات تتفاعل داخل القصة، مثل:
١ـ الأفعال الناقصة التي تبحث عن أصدقاء لإكمال معناها.
٢- حروف الجر التي تقوم بتغيير حالة الكلمات عند لمسها.
٣- التنوين الذي يُعدّل من مظهر الكلمات لكنه يختفي في بعض الحالات.
بهذه الطريقة، لا يحفظ الطالب القاعدة فقط، بل يتذكرها من طريق قصة مشوّقة تظل عالقة في ذهنه.
ثانيا: إشراك الطلبة في صياغة الأحداث
يتم تقديم القصة بمدخل مشوّق، ثم يُطلب من الطلبة اتخاذ قرارات لغوية تؤثر على مسارها، مثل:
“في مدينة البلاغة، أراد الاستعارة والتشبيه دخول مجلس الفصاحة، لكنهما احتاجا إلى دليل يوضح الفرق بينهما،كيف يمكنك مساعدتهما؟”
“أراد النعت أن يصف اسمًا نكرة، لكنه اكتشف أنه يجب أن يطابقه في أربعة أشياء، ما هي؟”
ثالثا: استعمال وسائل متعددة لدعم القصة
لجعل القصة أكثر جذبًا، يمكن دعمها بـ:
الصور والرسوم التوضيحية التي تجسد القصة.
مقاطع صوتية بصوت الاستاذ أو الطلبة تؤدي أدوار الشخصيات النحوية.
ألعاب لغوية رقمية :مثل تطبيقات تحكي القصة وتطلب من الطلبة اتخاذ قرارات داخلها.
رابعا :خلق نهاية مفتوحة تدفع الطلبة للتفكير
بدلاً من إعطاء الحل مباشرة، يمكن إنهاء القصة بسؤال مفتوح يدفع الطلاب إلى التفكير النقدي، مثل:
“وفي النهاية، قرر الاسم المنقوص أن يختفي ياؤه في بعض الحالات؛ هل تستطيعون معرفة متى ولماذا؟”
فوائد استعمال هذا الاسلوب في التدريس :
  1. يحول التعلم إلى مغامرة ممتعة
بدلًا من تقديم المعلومات بشكل جاف، تصبح المادة رحلة شيقة يعيشها الطلبة ويتفاعلون معها.
  1. يُنمي التفكير النقدي وحل المشكلات
لأن الطلبة يواجهون تحديات داخل القصة، فإنهم يفكرون بعمق لحل المشكلات اللغوية بطريقة إبداعية.
  1. يسهل حفظ القواعد اللغوية
عندما تكون القاعدة جزءًا من قصة مشوّقة، فإن العقل يتذكرها بسهولة لأنها مرتبطة بتجربة حسية وعاطفية.
  1. يشجع على المشاركة الفعالة
هذا الأسلوب يكسر حاجز الخجل ويجعل الطلبة يتفاعلون بحرية لأنهم يشعرون أنهم جزء من القصة.
مشكلات التدريس بالقصة التفاعلية وطرائق مواجهتها:
  1. بعض الدروس يصعب تحويلها إلى قصص
ليس كل موضوع يمكن تحويله بسهولة إلى قصة، ولكن يمكن تبسيطه عبر استخدام أمثلة من الحياة اليومية.
  1. الحاجة إلى تحضير إضافي من الاستاذ
يتطلب إعداد القصة وقتًا إضافيًا، لذا يمكن إعادة استخدام القصص في أكثر من صف، أو تبادل القصص بين الاساتذة.
  1. تفاوت استجابة الطلبة 
قد يكون بعض الطلبة غير معتادين على هذا الأسلوب، لذا من الجيد دمجه تدريجيًا في التدريس وعدم تطبيقه دفعة واحدة.
اخيرا فالتدريس بالقصة التفاعلية هو أكثر من مجرد أسلوب جديد، إنه طريقة فعالة لتحويل الفصول الدراسية إلى عالم من الإبداع والتشويق، وذلك عندما يتفاعل الطلبة مع القصة، فإنهم لا يتعلمون فقط، بل يعيشون المعرفة ويحتفظون بها في ذاكرتهم لفترة أطول.

شارك هذا الموضوع: