مقال بعنوان( التدريس بمفهومه الحديث )
اعداد / م.م. سرى سعد عبد علي حسين
كلية التربية للعلوم الانسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية
جامعة كربلاء
Suraa.s@uokerbala.edu.iq
المفهوم الحديث للتدريس 
      وسيلة لتنظيم المجال الخارجي الذي يحيط بالمتعلم لكي ينشط ، ويغير من سلوكه ، وذلك لأن التعليم يحدث للتفاعل بين المتعلم والظروف الخارجية ، ودور المعلم هو تهيئة هذه الظروف بحيث يستجيب لها المتعلم ويتفاعل معها . وهو جملة من الأنشطة القصدية التي تستهدف الوصول إلى التعلم والأسلوب الذي يستخدمه المعلم لترجمة محتويات المنهج علميا ، وتحقيق أهداف التعليم واقعيا في سلوك المتعلمين هو تفاعل بين المعلم والطالب بغية تحقيق الأهداف المرجوة ، وهذا التفاعل قد يكون من خلال مناقشات أو توجيه أسئلة أو إثارة مشكلة أو تهيئة موقف معين ويدعو الطلاب إلى التساؤل أو لمحاولة الاكتشاف أو غير ذلك . التدريس بمفهومه الواسع العميق مصطلح يعبر عن عملية استخدام بيئة التعلم وإحداث تغير مقصود فيها عن طريق تنظيم أو إعادة تنظيم عناصرها ومكوناتها ، بحيث ستحث المتعلم وتمكنه من الاستجابة أو القيام بعمل ما أو أداء سلوك معين في ظروف معينة وزمن محدد لتحقيق أهداف مقصودة ومحددة . إن النظرة الحديثة إلى التدريس تعتبره وسائل لتنظيم المجال الخارجي الذي يحيط بالمتعلم كي ينشط ويغير من سلوكه إذا فهمنا من السلوك معناه الواسع الذي يشمل المعرفة والوجدان والأداء والأساس الذي تقوم عليه هذه النظرية هو أن التعليم يحدث نتيجة للتفاعل بين المتعلم والظروف الخارجية, وأن دور المعلم هو تهيئة هذه الظروف, بحيث يستجيب لها المتعلم ويتفاعل معها, وتتميز هذه النظرة بأنها تنوع أهداف التعليم ولا تقصرها على المعلومات, وتعتبر المعرفة البشرية متجددة باستمرار, وتجعل دور المعلم إيجابيا في الكشف والتحصيل, وتراعي الفروق الفردية بين المتعلمين, وهي فوق هذا توسع مجال عمل المعلم من حيث اختيار المادة التي يقدمها, والأسلوب الذي يتبعه في التقويم, والوسائل التي يستعين بها في ذلك, وخلاصة ذلك ينبغي النظر للتدريس على أنه جزء متكامل من موقف تعليمي يشمل المتعلم وقدراته وحاجاته . والأهداف التي ينشدها المعلم من المادة العلمية, والأساليب التي تتبع في تنظيم المجال للتعلم . 
فالتدريس بهذا الاعتبار : نشاط مقصود يهدف إلى ترجمة الهدف التعليمي إلى موقف وإلى خبرة يتفاعل معها الطالب ويكتسب من نتائجها السلوك المنشود و حتى يتم ربط الطالب بالخبرة التعليمية  محتوى المنهج يتوصل المعلم بطرق واستراتيجيات تدريس ويستعمل وسائل تعليمية تزيد من فاعلية تلك الطرق والاستراتيجيات.
مسلمات يقوم عليها التدريس
1- التدريس سلوك اجتماعي ، أي لابد من وجود طالب ومدرس ، ومن وجود قدر كبير نسبيا من التفاعل بينه وبين هؤلاء الطلاب.
2- التدريس له بعد إنساني ، أي أن المدرس الجيد لا يمكن استبداله باله أو وسيلة مادية ، مهما ارتقت درجة كفايتها ، والوسائل التعليمية أدوات ، وليست بديلة عن المدرس.
3- التدريس عملية ديناميكية ، أي فيها حركة ، وتفاعل ، وكل من المدرس والطالب يثق في قدرة الآخر علي التأثير والتأثر ، فالمدرس يسلم بضرورة مشاركة الطالب في الموقف التعليمي ، والطالب يسلم بقدرة مدرسه على التأثير ، ومساعدته على تحقيق الأهداف التربوية.
‏4- التدريس عملية اتصال ، وسيلتها الرئيسة هي اللغة ، أي أن المدرس يتعين عليه إرسال رسالة معينة الى طالب معين ، وفقا لخطة معينه ، تساير فلسفة بنائه لمجتمع أفضل.
5- من الخطأ الاعتقاد بصلاحية طريقة واحدة للتدريس في ظل اختلافات البشر في النواحي العقلية والاجتماعية ولكن ذلك لا يعني بالضرورة عدم وجود استراتيجية واضحة للتدريس ، كما لا يعني عدم وجود خطط مشتركة في طرق التدريس بصفة عامة.
6- التدريس عملية ذات أبعاد ثلاثية ، تتألف من مدرس ، وطالب ، ومادة تعليمية أو خبرة تربوية ، ويحاول المدرس أن يحدث تغيرا حسنا منشودا في سلوك الطلاب.
أركان عملية التدريس
لعملية التدريس أركان أربعة هي : الأهداف التدريسية أو التعليمية وحاجات واستعدادات التلاميذ أو ما يطلق عليه المدخلات السلوكية ، ثم الخبرات والأنشطة التعليمية ، ثم القياس والتقييم ويمكن توضيح تلك الأركان.
1 – الأهداف التدريسية : وفيها يحدد التغيرات المرغوبة في سلوك الطلاب والتي تعد بمثابة نواتج تحصيل للتعلم وهي أيضا وصف للأداء المطلوب من الطالب في نهاية الموقف التعليمي والشروط التي تم فيها الأداء والحد الأدنى من الأداء المطلوب.
٢ – المدخلات السلوكية : وتشمل خصائص الطلاب وحاجاتهم إذ لا فائدة من تدريس شيئا يعرفه الطالب ولا يحتاجه بالإضافة الى ضرورة تحديد خصائص الطلاب العقلية ومستوي ذكائهم وقدراتهم وتحصيلهم وميولهم ودوافعهم ومستوي نموهم ونضجهم بالإضافة إلى الخلفية الثقافية والحضارية والظروف الاجتماعية للطلاب وهذا ما يطلق عليه بمحددات التعلم.
3- الخبرات والأنشطة التدريسية :  وتشمل الخبرات وهو ما يطلق عليه المتغيرات التنفيذية المنتقاة والمصممة والمخططة والتي يتم من خلالها تحقيق الأهداف المرغوبة وتظهر الخبرات التعليمية للطلاب في صورة المنهج والوسائل التعليمية التي تساعد على تحقيقه بالإضافة إلى الإجراءات والأنشطة التدريسية التي يقوم بها المعلم والطالب بقصد تحقيق الأهداف ، والتي يمكن أن تختلف من هدف لآخر تبعا للخبرات والأنشطة فالدروس النظرية تتطلب طرقا محددة في تحقيق أهدافها أما المهارات الأدائية فتتطلب طرقاً أخرى بينما اكتساب الاتجاهات والمبادئ يتطلب طرقا وأنشطة تدريسية أخرى.
4- القياس والتقويم : وهو ما يبين نوع ومقدار التعليم والتعلم الذي حصل من خلال عملية التدريس والذي يقاس من خلال الأهداف السلوكية المحددة كما تدخل عملية من خلال القياس والتقويم في تحديد المتغيرات السابقة للتدريس تحديد حاجات ومهارات والقدرة التحصيلية وقابلية الطالب للتعلم ومدي استعداداته وقدراته ، ولذا تصنف عملية القياس والتقويم إلى عدة مستويات منها التقييم المبدئي والتقييم التكويني والتقييم النهائي. وترتبط أركان عملية التدريس ارتباطا عضويا ومتفاعلاً فالأهداف هي محور عملية التدريس والموجه لها وفي الوقت نفسه تتطلب خبرات وأنشطة تعليمية تعلمية كما تصاغ في ضوء خصائص الطالب كما تبين لنا قياس مدى تحقق الأهداف حصيلة عملية التدريس.

شارك هذا الموضوع: