التربية الامنة لطفل الروضة
يتزايد الاهتمام في العراق بل في العالم اجمع بتربية الطفل في سن ما قبل المدرسة، إذ ينبع هذا الاهتمام من البحوث التربوية والعلمية التي اكدت على اهمية هذه المرحلة العمرية وخطورتها على حياة الفرد, إذ أن الأطفال بحكم تكوينهم وخصائص نموهم من اكثر الفئات عرضه للمخاطر والأصابات والحوادث ومن اهم حاجات الاطفال في مراحل نموهم المختلفة، ولاسيما في مرحلة الطفولة المبكرة من (4_6) سنوات حاجاتهم الى البحث واستكشاف ماحولهم فيزيد شغفهم في معرفة الأشياء من حولهم والتي تثير انتباههم وحب الاستطلاع وقد يكون محفوفا بالعديد من المخاطر التي لايعيها الأطفال ولا يستطيعون تجنبها (رقبان ,2004:108). ومن اهم خصائص نمو الطفل في مرحلة (6-4) سنوات هو النمو الحركي الذي يتميز بالتنوع وعدم الاتزان والشدة, كذلك يتسم بالتهور والاندفاع, لذلك هو دائم التعرض للمخاطر من دون حساب لنتائج الاخطار التي سوف يقع بها, فحركة الأطفال السريعة تجعلهم لا يستطيعون تفادي الخطر الذي قد يتعرضون له , إذ يجري الأطفال داخل قاعة النشاط فيصطدمون بزملائهم ويسقطون على الأرض ويصدمون بالمناضد والدواليب وقد يصابون بالجروح نتيجة الاصطدام بالحواف , وكذلك في الفناء فيمارسون الجري واللعب وتسلق الأشجار والأماكن العالية و كل هذه السلوكيات تعرضهم للعديد من المخاطر التي قد تصيبهم باصابات بالغة الخطورة .( عبد العزيز,2005: 89)
وبسبب هذه الحركة المستمرة يكون الاطفال اكثر عرضه للمخاطر مما يستوجب توفير تربية امنة لهم اذ تسعى التربية الأمنة الى المحافظة على حياة البشر بصورة عامة وخاصة الاطفال منهم ، وتجنب من الوقوع في الكثير من الحوادث الخطرة. ولا يقف اهتمامها عند هذا الحد ، بل يتعداه إلى الاهتمام بما يحدث من أخطار وإصابات في المدارس ، والمنازل ، والعمل ، وأخطار الصناعة ، وحوادث الشوارع اذ أن التربية الأمنة تعد عملية إدارية ، تثقيفية ، وقائية لما تستخدمه من برامج شاملة للحفاظ أو لحماية الموارد البشرية والمادية على حد سواء.حيث ان التربية الامنة تسعى الى اعداد الفرد للحياة في المجتمع العلمي التقني بأمان واستقرار ونجاح عن طريق اكسابه المعلومات ومهارات واتجاهات نحو الامان بحيث يؤثر ذلك في سلوكه تجاه نفسه وتجاه الاخرين من خلال فهمه للخطر وكيفية تجنبه(شريف,31:1980). والتربية الامنة تبدا منذ الطفولة المبكرة وتستمر حتى المراحل التعليمية الاعلى فمثلا الطفل حينما يبدأ يمشي يحاول استكشاف البيئة من حوله ويتعرض أثناء ذلك للكثير من الحوادث والاخطار كالسقوط من السلم او لمس المدفأة او احد التوصيلات الكهربائية حيث ان الطفل عرضه للكثير من الامراض والاصابات والحوادث التي قد تصيبه. وتقع على المعلمة مسؤولية بالنسبة لتحقيق الأمن والأمان في بيئة الروضة لتوفير الأمن والحماية لاطفالها ، والمحافظة على المباني ، ومراقبة حركة الاطفال داخل تلك المباني ، وتنقلاتهم داخل وخارج الروضة والتعرف على ما يقدم من تسهيلات أمنة لهم ، بالإضافة إلى إعطاء التوجيه السليم للمسؤولين بالروضة لتوفير وتأكيد الظروف الآمنة للاطفال(جودت,331:1997) التربية الأمنة لا تستهدف نشر المعلومات ، بقدر ما تستهدف تغيير السلوك من خلال الأنشطة التعليمية داخل الروضة وخارجها كتنظيم حلقات دراسية لمواجهة بعض المشكلات ، ويمكن أن تندرج ضمن المناهج الدراسية المختلفة حسب طبيعة كل مادة وما يمكن أن تقدمه بطريقة مخططة ومقصودة أهدافا ومحتوى وطرقا ووسائل وأنشطة وتقويما
(اللقاني, والجمل,76:1999).