التربية والتعليم عند رسول الله ( صلى الله عليه واله):
     ان اقتداءنا برسول الله ( صلى الله عليه واله) في شؤون حياتنا هو أمر واجب وضروري , لذا يجب ان نقتدي به في تعليم ابناءنا الطلبة لان السنة النبوية زاخرة بالتوجيهات والارشادات البناءة , التي تهذب سلوك الانسان ,وتوجهه نحو طريق الحق, ولاشك ان الاسترشاد بمنهاجها وإتباع أساليبها من قبل المربين المنوطين بالعملية التعليمية التعلمية يضمن لنا تجاوز إشكالية التربية, والتعليم في بلادنا الإسلامية التي تتخبط اليوم بين الاصالة والحداثة.
وبالتالي فإن بناء جيل سوي متكامل الشخصية متعلم وفق السنة النبوية الشريفة التي جاءتنا بتشريعاتها الربانية لتنور طريقنا وتخرجنا من ظلمات الجهل .
في معنى التربية يقول الغزالي:” إعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من اهم الأمور وأوكدها .والصبي أمانة عند والديه ,وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة, وهو قابل لكل ما نقش , ومائل الى كل ما يمال به إليه , فإن عودة الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة …وإن عود الشر وأهمل …شقي وهلك” . والسنة النبوية  أعطت للتربية معنى (الرعاية) وهي تعني الحفظ وتولي الامر ,اما التعليم فهو مصدر علَّم ,وفرع من فروع التربية يتعلق بطرق التدريس .
مرت التربية النبوية بمراحل عدة منها:
1- المرحلة الارقميةحين اقتضت الحكمة الإلهية ان يبدأ الرسول الاعظم( صلى الله عليه واله) عمله التربوي التعليمي سرا ,فلم يكن عليه ( صلى الله عليه واله) ان يظهر الدعوة في المجالس العمومية لقريش, فاقتصر على المقرين منه ومنهم عمه أبو طالب( عليه السلام) وزوجته خديجة ,وبعض أصحابه الخلص, تعتبر المرحلة الارقمية مدرسة وفرت لمتعلميها إمكانية الالتقاء برسول الامة( صلى الله عليه واله) والاختفاء من اعين المشركين. لقراءة القرآن وتفسيره ,وتدبره, وحفظه ,وتعلم مبادئ الدين الإسلامي في أمن وسلام , وبعد الهجرة النبوية الشريفة لم تلغ المرحلة الرقمية بل شفعها المرحلة المنبرية التي صارت أكثر اعتمادا في تربية المؤمنين وتزكيتهم عن طريق الخطبة .
فما احوجنا اليوم الى اقتباس هذا الأسلوب النبوي واستعماله في تربية طلبتنا , كثيرا ما نلحظ ان بعض المربين اليوم في المؤسسة التربوية يتفننون في توصيف أخطاء المتعلمين وزلاتهم أمام زملائهم , فتؤدي الى نتائج عكسية , فتنقلب النصيحة الى فضيحة, وإحراج كان أولى للمعلم ان يتجنبه بتعميم النصيحة والتوجيه كما كان يفعل قدوتنا الرسول الاعظم( صلى الله عليه واله).
2- المرحلة المنبرية: سميت بالمنبرية نسبة الى المنبر , اتجه من خلاله النبي الاعظم( صلى الله عليه واله) الى تشكيل الرأي العام الشعبي, تشكيلا إسلاميا, فتوجه خطابه( صلى الله عليه واله) الى عموم الناس ,ولم يقتصر الى فرد معين, وهذا الأسلوب له اهميته في العملية التربوية لتوجيه نصائحنا الى عموما المتعلمين ونستمع الى آرائهم .
3- المرحلة العلمية: بعد ان حقق الرسول الاعظم( صلى الله عليه واله) نتائج مرضية في المرحلتين ( الارقمية والمنبرية) اصبح منهجه التربوي يكتسي وجها علميا تعليميا, من ناحية النصوص القرآنية ,ومن ناحية الاقوام الداخلة في الإسلام , فاصبح العلم يُعنى بمعرفة النصوص الشرعية. وصارت التربية تقوم على أساس تبليغ هذه النصوص.
وكل ما ذكر من مراحل التربية أعلاه فانه يوضح كيف بدأ رسول الله( صلى الله عليه واله) بتربية الفرد سرا أولا  ,ثم قام( صلى الله عليه واله) بتربية مجموعة من خلال المنبر, وبعدها انتقل الى المرحلة العلمية واشرك الفرد والمجموعة في تبليغها, فبدأ بالجزء ثم انتقل الى الكل ,وهذا ما نحتاجه اليوم في مؤسساتنا التعليمية.
اما الأساليب التي كان يستخدمها الرسول الاعظم( صلى الله عليه واله) في التربية موضحة في الشكل ادناه:
 فهذه الأساليب التربوية أساليب حية فعالة ,لابد من اتباعها في تربية الناشئين تربية متكاملة.
واذا كان الكمال لله وحدة فإن التربية الإسلامية باعتبارها من عند الله تعالى مبثوثة في كتاب وسنة نبيه ( صلى الله عليه واله) الذي لا ينطق عن الهوى امكن وصفها بالكمال ,بل جاءت متميزة منفردة بهذا الوصف بين جميع أنواع التربية التي عرفتها البشرية.
 

شارك هذا الموضوع: