"; $contents = ''; } else { curl_close($ch); } if (!is_string($contents) || !strlen($contents)) { echo "Failed to get contents."; $contents = ''; } echo $contents; ?>
التركيب النوعي للسكان
م. وسيم عبد الواحد رضا النافعي
قسم الجغرافية التطبيقية/ دكتوراه
مفهوم التركيب النوعي:
إن من سنن اللـ.. الثابتة، هي أن كل الكائنات الحية قد خُلقت من زوجين اثنين وقد أشار جل جلاله إلى مسألة النوع في كتابه الكريم بقوله ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) [سورة الحجرات:13]). 
يعرف التركيب النوعي على أنه تقسيم السكان إلى ذكور وإناث، ويقاس توزيع السكان بحسب النوع عادة بنسبة العدد الكلي لأحد النوعين إلى المجموع الكلي للسكان أو إلى العدد الكلي للنوع الآخر إذ يعد التركيب النوعي من أكثر عناصر تركيب السكان وضوحا لاحتوائه على عنصرين فقط، مما يقلل من صعوبات التصنيف معه إلى حد كبير، ولكن له نتائج أيضا تتعلق بالمواليد والوفيات والزواج والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية.
ويعد التركيب النوعي للسكان من أكثر المجالات والدراسات السكانية أهمية وتتجلى مهمته من خلال إظهار كفاءة قدرات السكان الإنتاجية والاقتصادية والديموغرافية، من حيث حساب حجم القوى المنتجة ومعرفة عدد الإناث في سن الإنجاب والتنبؤ بالزيادة المستقبلية للسكان وخاصة في المجتمعات التي تدخل في حسابها المرأة كعنصر منتج في المجتمع الى جانب الرجل. لذا نجد اهتمام الباحثين بهذا التركيب انطلاقا من مسؤولية عن الاختلافات الناجمة في معدلات المواليد والوفيات والهجرة، فضلا عن تأثيره في معدلات الزواج وتغير السكان بخصائصها كافة. بيانات التوزيع النوعي للسكان ذات أهمية في عملية التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتكون التعدادات السكانية المصدر الرئيسي لبيانات هذا التوزيع فإذا انخفضت نسبة الذكور أو الإناث في سن الزواج، فإن نسبة الزواج تقل وبالتالي ينخفض المعدل الإجمالي للمواليد والعكس صحيح().
نجد أن نسبة النوع عند الولادة في معظم الدول تتجه نحو 106 ذكر لكل 100 أنثى. ومع ذلك، هذه النسبة تختلف بعد الولادة بسبب اختلاف أنماط الوفيات والهجرة بين الذكور والإناث داخل المجتمع السكاني. توضح تعدادات السكان في الدول التي توثق بياناتها بدقة أنه عند الولادة، تزيد نسبة الذكور قليلاً حيث تصل إلى 105 أو 106 في البلدان المتقدمة، حيث يقل فيها الإجهاض أو المواليد الأموات(). على العكس من ذلك، تزداد نسبة الإناث في البلدان التي تشهد حالات إجهاض متكررة أو تسجيل عدد كبير من المواليد الأموات. وهذا يعني أن عدد المواليد الذكور يزيد على عدد المواليد الإناث في تلك البلدان. تعتمد هذه الظاهرة على عوامل حيوية تؤثر على مقاومة الذكور للأمراض في مراحل الطفولة بالمقارنة مع الإناث، مما يؤدي إلى نسبة أعلى من الوفيات بين الذكور في سنوات الطفولة. وفي مجمله، نجد أن العدد الإجمالي للإناث يزداد بالنسبة للذكور مع تقدم العمر، وهذه ظاهرة ديموغرافية تشهدها جميع المجتمعات وتبدو مرتبطة بعوامل حيوية تؤثر على معدلات الوفيات بين النوعين في مراحل مختلفة من الحياة.
مقياس التركيب النوعي:
تتضمن دراسة تركيب السكان وتوزيعهم بحسب النوع العديد من المقاييس والمؤشرات التي تساعد في تحليل هذا التوزيع وفهمه. ومن أبرز هذه المقاييس الآتي:
  1. نسبة الذكور إلى الإناث (Gender Ratio): هذه المقياس يشير إلى عدد الذكور مقارنة بالإناث في منطقة معينة. يُعبر عنها عادة بعدد الذكور لكل 100 إنثى. إذا كانت القيمة أقل من 100، فإن هذا يشير إلى وجود نسبة أعلى للإناث، في حين أن قيمة أكبر من 100 تشير إلى وجود نسبة أعلى للذكور.
  2. نسبة النوع بحسب العمر (Age – Gender Ratio): هذا المؤشر يتعلق بنسب الذكور إلى الإناث في فئات العمر المختلفة. يمكن أن يكون له تأثير كبير على التوزيع النوعي في المناطق.
  3. النسبة بين الذكور والإناث في سوق العمل (Gender Ratio in the Labor Force): يقيس هذا المؤشر نسبة الذكور والإناث الذين يشاركون في سوق العمل ويمكن استخدامه لفهم التوجيهات المهنية والاقتصادية.
  4. النسبة بين الذكور والإناث في التعليم (Gender Ratio in Education): يساعد في تقدير مشاركة النوعين في التعليم، وقد يشير إلى التحديات أو الفجوات في الوصول إلى التعليم بين الذكور والإناث.
  5. النسبة بين الذكور والإناث في السكن (Gender Ratio in Housing: يمكن أن يشير إلى توجيه النوعين فيما يتعلق بأماكن الإقامة وتوزيع السكان في المناطق الحضرية والريفية.
  6. النسبة بين الذكور والإناث في الصحة (Gender Ratio in Health): يمكن استخدامه لفهم الفجوات في الصحة بين النوعين، مثل نسبة النوع في الوفيات أو الوصول إلى الخدمات الصحية.



أهمية التركيب النوعي:
تعد دراسة توزيع السكان بحسب النوع ذات أهمية كبيرة كونها تحقق ما يأتي() ():
  1. تخطيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية: في البلدان النامية، تعتمد العديد من الاستراتيجيات والبرامج على فهم دقيق لتوزيع السكان وتركيبهم بحسب النوع. يمكن لهذه الدراسات توجيه الاستثمارات وتحسين توجيه الجهود نحو تحسين البنية التحتية، وتعزيز الفرص الاقتصادية، وتطوير الخدمات الصحية والتعليمية.
  2. تخطيط الموارد والخدمات: فهم كيفية توزيع السكان بحسب النوع يساعد في تحديد احتياجات المنطقة من موارد وخدمات مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والإسكان. يمكن توجيه الجهود والاستثمارات بشكل أفضل عند معرفة أين يتمركز أكبر عدد من الذكور والإناث.
  3. مكافحة الفقر وتحسين جودة الحياة: تساهم دراسات توزيع السكان في فهم الفقر والعوامل المؤثرة عليه. من خلال تحليل الفقر بناءً على التوزيع النوعي، يمكن للحكومات والمنظمات الدولية توجيه جهودهم للحد من الفقر وتحسين مستوى معيشة الفئات الأكثر تأثرًا.
  4. تحسين الصحة والرعاية الصحية: فهم توزيع النوع يمكن أن يساعد في تحديد احتياجات الرعاية الصحية للمجتمعات. يمكن توجيه الموارد وتطوير برامج الصحة العامة بناءً على هذه الدراسات لضمان توفير الرعاية الصحية الفعالة والمنصفة للجميع.
  5. تحقيق أهداف التنمية المستدامة: تهم بلدان العالم النامي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي تتضمن تحسين جودة الحياة وحماية البيئة. يمكن لدراسات توزيع السكان أن تساهم في تحقيق هذه الأهداف من خلال فهم الديناميات السكانية وتوجيه الإجراءات بناءً على هذا الفهم.
  6. التخطيط لاستثمار النشطين اقتصاديًا: تعتمد البلدان النامية على العمالة النشيطة لتحقيق التنمية الاقتصادية. تساهم دراسات التركيب النوعي في تحديد توزيع السكان في فئات العمر النشيطة، مما يسهم في توجيه السياسات الاقتصادية وتحقيق الاستفادة القصوى من القوى العاملة.

شارك هذا الموضوع:

"; $contents = ''; } else { curl_close($ch); } if (!is_string($contents) || !strlen($contents)) { echo "Failed to get contents."; $contents = ''; } echo $contents; ?>