مقال بعنوان
(التطوير التنظيمي)
م.م هند مفتن رحم 
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية 
أنّ المؤسسة الجامعية تسعى إلى توفير مقومات التطوير التنظيمي المستمر كلها للتعليم لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية وإجراء البحوث العلمية وخدمة المجتمع حافظٌأ لكيان الأمة وهويتها وثقافتها وسط الثقافات السلبية والمهيمنة وإن المجتمع الحديث المعاصر لايمكن أن تتم فيه أية تنمية في ظل غياب التعليم أو خلق المجتمع المتعلم القادر على التعامل مع المستجدات العلمية والوسائل الحديثة التي تستلزم الحد الأدنى للتعليم  ،وهو التعليم العالي والجامعي وليس ما دونه  وذلك من خلال تعزيز وتعظيم دور التعليم في المجتمع  .     
  وإذا كانت المؤسسة الجامعية في مفهومها المعاصر بأنها عملية التغيير والتطوير ولها من الآثار والنتائج الايجابية مما يجعلها تحتل المكان الأول مابين وسائط الإصلاح والتقويم في أي مؤسسة من المؤسسات التعليمية فان نتائج هذه العملية  منوطة إلى حد كبير بإدارتها التي تمثل القيادة المسؤولة عن سير العملية التربوية وحسن توجيها على أساس أن النجاح في أي مؤسسة يعتمد على الطريقة التي تدار بها   
  أهمية اعتماد سياسية لتنمية قدرات وتحسين تطوير القيادات الإدارية المتمثلة (برؤساء الأقسام)  وإعدادهم وتدريبهم  للأدوار والمسؤوليات التي  يتطلبها منحهم في مجال الإدارة وتنمي الاتجاهات والمهارات الإيجابية لديهم ،لذلك  ضرورة توفير التطوير التنظيمي  الذي يدعم عملية  التغيير والإبداع وتبادل وجهات النظر مع الأعضاء في مناخ منفتح ،ويعتمد على الحوار وأهمية مشاركة العاملين في إحداث التغيير في المؤسسة التعليمية 
كما يعد التطوير التنظيمي ظاهرة صحية وطبيعة في حياة المؤسسات التعليمية بصفة عامة والمؤسسات الجامعية بصفة خاصة إذ تقوم إدارات التطوير التنظيمي في  المؤسسات الإدارية بشكل عام باستخدام الأدوات والوسائل المختلفة لإيجاد عملية التوازن والتناسق المرغوب فيه بين النشاطات القيادية الإدارية وسلوك الأفراد وجماعات العمل من جهة وأساليب وتنظيم الأداء من جهة أخرى  
 وإن التطوير التنظيمي يهدف إلى تنمية قدرات الإفراد(المهارية والفكرية ) وتحسين أدائهم لتدعيم كفاءة المؤسسة وزيادة فاعليتها كما يعمل على التكامل بين أهداف الإفراد وأهداف المؤسسة وهذا يؤدي إلى تنمية روح التعاون والمشاركة بين الرؤساء والمرؤوسين فضلا عن تمكين المؤسسة التعليمية من احتواء التغييرات الخارجية ومعالجة المشكلات الداخلية بهدف إيجاد المناخ الملائم للعمل في  المؤسسة 
وعليه فان التطوير التنظيمي يشير إلى مجموعة من الخصائص الداخلية للمؤسسة الناتجة عن تفاعل الإجراءات والأساليب والنظم والقيم السائدة في المؤسسة التعليمية  وكذلك مجموعة الاتصالات والتفاعلات بين العاملين أنفسهم من جهة وبين الإدارة من جهة أخرى وغيرها من الجوانب التنظيمية والإدارية التي يتفاعل معها أفراد المؤسسة أو  المجتمع  القادر   أنّ موضوع إدارة التطوير التنظيمي أصبح القضية الأولى في حقل الإدارة وبات يشكل قضية محورية متصلة وملحة لجميع المؤسسات التعليمية  ومستمرة  باستمرارها ونموها بما يمكنها من تنفيذ خططها وأهدافها ورسالتها .   
أصبح التطوير ضرورة فرضتها التغيرات السريعة في البيئة الداخلية والخارجية لذا فأن على القيادات الإدارية في مؤسساتهم التعليمية  أن تجد الأساليب والوسائل للتأقلم والتكيف مع متطلبات هذه البيئة السريعة التغيير ، وتحاول التأثير فيها للتوافق مع احتياجات المؤسسة .  والتطوير هنا يمثل خطة إيجابية لتحسين أداء المؤسسة التعليمية  ونقلها إلى مرحلة تكون فيه اكثر فاعلية ونجاحاً وملائمة للتغيرات المحتملة ،لأن المؤسسة التعليمية يجب أن لا تبقى في جمود حتى لا تتعرض إلى التغيير الإجباري  
وبناءً على ما تقدم تعد عملية التطوير التنظيمي واستراتيجياتها التي تعمل على تطوير المؤسسات التعليمية على الصعيد المهني وأن الاهداف الاساسية من التطوير هو مساعدة مؤسساتنا التعليمية للقيام بتغييرات وتحويلات من وضعها للواقع الراهن إلى الوضع المستقبلي المرغوب، من أجل الارتقاء وتحقيق التواصل عن طريق اهداف مقصودة ومخطط لها وفق كل ما يستجد وما يحدث من مساهمات واضافات علمية في كافة النواحي وبمختلف المستويات المؤسسية.

شارك هذا الموضوع: