تدرجت تعاريف علم النفس من معنى إلى آخر وكذلك تنوعت بازدياد معرفة الإنسان عن نفسه وتحسن وسائل البحث لدينه وتنوع المرحلة التي مر بها، أن مصطلح علم النفس (Psychology) مشتق من الكلمتين اليونانيتين Psych وتعني الروح أو العقل أو الذات وكلمة Loges وتعني العلم الا أن أحدث تعريف العلم النفس هو :
” العلم الذي يدرس السلوك والعمليات العقلية ” ويتضمن هذا التعريف جملة من الاعتبارات منها:
1- العلم والعلم بوجه عام معرفة منظمة معينة من الظواهر تجمع وترتب أي ان علم النفس يستخدم المنهج العلمي للوصول إلى القوانين والمبادئ وهذا هو الذي يفضل بين ما يمكن ان يسمى علماً أو غيره من ضروب المعرفة فالطب والفيزياء والكيمياء والأحياء لم تدخل في نطاق العلم إلا بعد أن خضعت دراستها للمنهج العلمي.
2- السلوك هو أوجه النشاط الصادر عن الكائن الحي (الإنسان أو الحيوان) والذي يمكنك ملاحظته بالعين المجردة أو بالأجهزة والأدوات العملية أي لسلوك ظاهر و لبا …
3- العمليات العقلية: نشاط عقلي يتميز عن غيره من أشكال النشاطات :-الأخرى بالحقيقة التالية: أنه النشاط الذي يحقق للفرد ووحدته كما يشير إلى التفاعل بين الفرد وبيئته.
أهداف علم النفس
1- فهم السلوك وتفسيره
ويتطلب تحقيق هذا الهدف جمع المعلومات وصياغة حقائق ومفاهيم ومبادئ تتناول جوانب عديدة منها :
أ- الدوافع التي تحرك السلوك سواء أكانت تلك الدوافع شعورية أم لا شعورية، فطرية أو مكتسبة.
ب التعلم والعوامل المؤثرة فيه سواء كانت تلك العوامل تزيد من فعالية التعلم أو تلك التي تؤدي إلى النسيان.
ج – الانحراف أو الشذوذ والعوامل المؤدية إليه.
د – الشخصية وما تتضمنه من سمات أو خصائص وكيفية الكشف عنها وأساليب قياسها وتشخيص نواحي القوة والضعف فيها.
2 التنبؤ بالسلوك
بالرغم من تعقد السلوك الإنساني لتعدد الدوافع التي يمكن أن تؤدي إليه إلا أن ما يسهل امكانية التنبؤ به هو المعرفة بطبيعة هذا السلوك والعوامل المؤثرة فيه فمعرفتنا بطبيعة العلاقة بين أساليب التنشئة الخاطئة غير السوية تبصرنا بالتنبؤ بشخصية الطفل مستقبلاً إذا ما تمت معاملته على وفق الأساليب.
3- ضبط السلوك والتحكم فيه
ان معرفتنا بطبيعة السلوك والعوامل المؤثرة فه يمكن ان تقودنا إلى السيطرة على السلوك من خلال التحكم بتلك العوامل، فإذا علمنا أن الشخصية غير السوية تنتج بسبب أساليب التنشئة الخاطئة لا تمكننا من تغير الأساليب لأجل بناء شخصية سوية.
خصائص علم النفس الحديث
تميز علم النفس الحديث بالخصائص الآتية:
1 – استخدامه المنهج اعلمي في الوصول إلى الحقائق والمفاهيم والمبادئ والنظريات وعدم الاعتماد على التأمل الباطني او الملاحظات العابرة.
-2- ان علم النفس لا يبحث في ماهية الروح لأن هذا من اختصاص الفلسفة بل أنه يبحث في السلوك والدوافع التي تؤدي إليه كما انه يبحث في الشخصية وعوامل نموها وارتقائها أو انحرافها.
-3- لا يبحث علم النفس في الأرواح لأن ذلك من اختصاص الروحانيين ورجال الدين.
-4- أن علم النفس لا يعتمد في تحديد خصائص الفرد على طبيعة بنيته الجسمية وخصائصها المتمثلة بشكل الوجه أو العيون أو الذقن أو الجمجمة وما إلى ذلك.
5- أن علم النفس لا يكتفي بالتوصل إلى النظريات بل أنه يعمل على توظيفها في المجالات المختلفة.
أهمية علم النفس
علم أن علم النفس شأنه شأن العلوم الأخرى كالطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وغيرها إذ أن له دور فعال في بناء الحضارة البشرية وتمكن أهمية علم النفس أنه يهتم بدراسة سلوك الفرد فى كل المجالات ففى التربية مثلاً فأن النفس يستمد أهميته من أهمية التربية التي تهدف إلى تحسين أحوال الفرد والمجتمع من الناحية الثقافية والاجتماعية والعقلية والنفسية والجسدية. وتعد التربية مجالاً خصباً لتطبيق المعرفة النفسية في دراسة الأطفال والبالغين لأجل التعرف على الخصائص السلوكية لكل مرحلة من مراحل النمو التي يمرون بها، فعلم النفس يهتم بدراسة سلوك الفرد وهو يتفاعل مع الآخرين وهو يبيع ويشتري وهو يزرع وتحديد قدراته وطاقاته مع ذاته ومع الآخرين. ومن هنا كانت معرفة الفرد بعلم النفس وما توصل إليه من نتائج ضرورة لا غنى عنها لكل فرد من أفراد المجتمع لا سيما ونحن نعيش في عالم سريع التغيير والتطور يشعر فيه الفرد بالكثير من عدم الأمن والاستقرار ويحتاج إلى عمليات تكيف مستمرة. ولهذا أعدت الكثير من الجامعات في العالم دراسة مادة علم النفس ضرورية لجميع الطلبة، بل ان بعض دول العالم قررت تدريس هذه المادة على مستوى الدراسة الثانوية.
ـ المصدر، الطريحي ، حمادي، فاهم حسين ، حسين ربيع ، مبادئ في علم النفس التربوي ، ط1، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان ، 2012.
