التعلم عن طريق الاستبصار  /مقال من إعداد: م.م شيماء داخل عبد علي
جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الإنسانية ـ قسم العلوم التربوية والنفسية
shamaa.d@uokerbala.edu.iq
مفهوم الاستبصار (Insight) :
الاستبصار هو الإدراك أو الفهم الفجائي لما بين أجزاء الموقف الأساسية من علاقات لم يدركها الكائن الحي من قبل، والاستبصار دليل على أن الكائن الحي قد فهم المشكلة وعرف ما يجب عليه عمله فحلها. والدليل على ان الحل جاء عن طريق الاستبصار في التجارب السابقة فأن الحيوان انتقل بشكل فجائي لا تدريجي من المحاولات الفاشلة إلى الحل الناجح وعدم تكرار المحاولات الفاشلة عند إعادة التجربة.
التعلم عن طريق الاستبصار :
إن التعلم بحث عن طريق إدراك العناصر التي تكون منها المشكلة أي إدراك الكلي للموقف وليس على أساس عناصر منفصلة فأن تحليل السلوك إلى عناصر لاشك أنه مضل إن التعلم الذي يصل إليه الكائن الحي عن طريق الاستبصار يفيده في مواقف أخرى جديدة تختلف عن الموقف الأول بعض الاختلاف.
قوانين التعلم بالاستبصار
وضعت نظرية التعلم بالاستبصار عدداً من القوانين التي تفسر كيف يتم إدراك الفجائي للمشكلة وفيما يلي أهمها :
1- قانون التنظيم
ان قانون التنظيم يوضح اتجاه الأحداث فالتنظيم النفسي يتجه إلى تكوين صبغة إجمالية جيدة وهذه الصيغة لها صفات كالانتظام والبساطة والثبات، إذ إن الإدراك الكلي لعناصر الموقف التعليمي وإعادة التنظيم تنظيماً خاصاً باتجاه الحل الذي يمكن للكائن الحي من الوصول إلى الحل.
2- قانون التشابه
تميل الأشياء المتشابهة إلى أن تتجمع في وحدة فتظهر المعلومات المتشابهة على اختلاف أنواعها سواء كانت معرفية أو خاصة باكتساب مهارة من نوع معين تميل إلى لتجمع لتكوين معرفية أو مهارة متكاملة يزيد فيها وضوح المعنى. فمثلاً تظهر الخطوط المتشابهة مثلاً أو النقاط المتماثلة على أنها وحدة إدراكية ولقد برهن كوهلر بما لا يدع مجالاً للشك صحة هذا القانون فقد قام بسلسلة من التجارب استخدم فيها مقاطع لا معنى لها وأرقاماً فقد وجد أن الأفراد تعلموا أزواج المقاطع والأرقام المتشابهة المتجانسة بسهولة أكبر من الأزواج المختلفة.
3ـ قانون التقارب
يساعد التقارب على إدراك الأشياء كمجموعة أو مجموعات إذ أن تقارب الأشياء من بعضها يسهل عملية إدراكها فإذا أرسمت عدداً من الخطوط المتوازية على صحيفة بيضا مللت الخطوط المتقاربة إلى تكوين وحدات منفصلة على أرضية بيضاء، كما في الشكل. ويساعد استخدام هذا القانون على التذكر فتقارب الأشياء زمانياً أو مكانياً يساعد على تذكرها والأحداث البعيدة أصعب في تذكرها من الأحداث القريبة.
4- الإغلاق:
تميل الأكال الناقصة إلى أن تكمل نفسها حتى تكون أرتب وأسهل في تكوين الصورة والصيغة إذ أن الأجهزة تميل على أن تكمل نفسها حتى يسهل لها أن تكون صيغة كلية في الإدراك الحسي وأن كل تناقص يثير توتراً يدفع الكائن الحي إلى إكمال النقص ويساعد هذا التوتر على التعلم ويحفز إليه.
ـ المصدر، الطريحي ، حمادي، فاهم حسين ، حسين ربيع ، مبادئ في علم النفس التربوي ، ط1، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان ، 2012.
 

شارك هذا الموضوع: