التعليم في العصر الإسلامي من الكتاتيب إلى المدارس النظامية
م .م محمد عاجل عطيه
كلية التربية للعوم الانسانية , جامعة كربلاء, العراق , كربلاء المقدسة
mohammed.ajel@uokerbala.edu.iq      07757044172
 
شهد التعليم في العصر الإسلامي تطورًا كبيرًا، بدءًا من الكتاتيب البسيطة التي كانت تعلم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، وصولاً إلى إنشاء المدارس النظامية التي أصبحت مراكز إشعاع علمي وفكري. 
كانت الكتاتيب أولى المؤسسات التعليمية في الإسلام، حيث تم إنشاؤها لتعليم الأطفال القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة بحيث انتشرت الكتاتيب في المساجد والبيوت، وكانت تعتمد على معلم واحد (المُعلِّم) يقوم بتعليم مجموعة صغيرة من الطلاب .فقد لعبت الكتاتيب دورًا مهمًا في نشر التعليم الأساسي بين أفراد المجتمع، خاصة في المناطق الريفية والنائية. لقد كانت الكتاتيب أيضًا مكانًا لتعليم اللغة العربية وقواعدها، مما ساهم في الحفاظ على اللغة ونشرها. ومع توسع الدولة الإسلامية، أصبحت المساجد مراكز رئيسية للتعليم العالي، حيث كان يتم تدريس العلوم الشرعية مثل الفقه والحديث والتفسير. من أبرز المساجد التي تحولت إلى مراكز علمية: المسجد النبوي في المدينة المنورة والجامع الأموي في دمشق. كان التعليم في المساجد يعتمد على نظام الحلقات العلمية، حيث يجلس العالم (الشيخ) ويحضر حوله الطلاب ليتلقوا العلم. حيث اشتهرت حلقات علماء مثل الإمام مالك في المسجد النبوي والإمام أبي حنيفة في الكوفة.
وفي العصر العباسي، تم إنشاء المدارس النظامية كمراكز تعليمية متخصصة، حيث تم فصل التعليم عن المساجد. اذ تعتبر المدرسة النظامية في بغداد، التي أسسها الوزير نظام الملك عام 459هـ (1067م)، أول مدرسة نظامية في التاريخ الإسلامي. كانت المدارس النظامية تدرس مجموعة واسعة من العلوم، بما في ذلك العلوم الشرعية (الفقه، الحديث، التفسير) والعلوم العقلية (الفلسفة، المنطق، الرياضيات). تم تعيين أساتذة متخصصين لكل فرع من فروع العلم، مما أدى إلى تطور المناهج التعليمية حيث ساهمت المدارس النظامية في نشر العلم والمعرفة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، حيث كانت تجذب الطلاب من مختلف المناطق.  فأصبحت المدارس النظامية مراكز إشعاع علمي، حيث تخرج منها العديد من العلماء الذين ساهموا في تطور الحضارة الإسلامية. فقد شهد التعليم في العصر الإسلامي تطورًا كبيرًا، من الكتاتيب البسيطة إلى المدارس النظامية المتخصصة. لقد لعبت هذه المؤسسات التعليمية دورًا محوريًا في نشر العلم والمعرفة، مما ساهم في ازدهار الحضارة الإسلامية. دراسة تطور التعليم في العصر الإسلامي تذكرنا بأهمية التعليم كأداة لتقدم الأمم وازدهارها.
المراجع  
  1. ابن خلدون، عبد الرحمن. (2005). المقدمة. دار الفكر.  
  2. الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير. (1967). تاريخ الرسل والملوك. دار التراث.  
  3. القلقشندي، أبو العباس. (1985). صبح الأعشى في صناعة الإنشا. دار الكتب العلمية.  
  4. الحموي، ياقوت. (1995). معجم البلدان. دار صادر.  
  5. مكي، محمد. (2010). تاريخ التعليم في الإسلام. دار المعرفة. 

شارك هذا الموضوع: