التفكير الناقد في الإسلام
أ.د فاطمة ذياب مالود
إن أعمال العقل والتفكير والتدبر في ما خلق الله تعالى والتبصر بها وبحقائق الوجود من الأمور التي عظمها الدين الإسلامي لأنها وسيلة الإنسان لاكتشاف الكون والطبيعة، وفهمهما وتطويعهما لسعادته، وقبلها فهي وسيلة من وسائل الاستدلال على وجود خالق لهذا العالم العظيم مستحصلين الدروس عبر التاريخ. وقد عد القرآن الكريم التأمل والفحص والتفقه واجباَ دينياَ يتحمل الإنسان مسؤوليته، وحينما تطلع على عدد الآيات القرآنية التي وردت فيها مشتقات العقل ووظائفه والدعوة لاستخدامه حتى نصل الى حقيقة حتمية عن أهمية التفكير في حياة الإنسان.
آيات تدعو إلى النظر 
129 أية 
آيات تدعو إلى التبصر 
148 أية 
آيات تدعو إلى التدبر 
4 آيات
آيات تدعو إلى التفكير 
16 أية 
آيات تدعو إلى الاعتبار 
7 آيات 
آيات تدعو إلى التفقه 
20 أية 
آيات تدعو إلى التذكر 
269 أية 
آيات تدعو إلى مشتقات العقل 
49 أية
فحينما نعلم إن آيات القرآن الكريم عددها (6236) أيه نجد ان ما يزيد على 10% من آيات القرآن الكريم فيها مشتقات العقل ووظائفه والدعوة لاستخدامه.
وأوصى الدين الإسلامي بالانفتاح العقلي على الاخرين كونه يؤكد القيمة الانسانية للفرد ويسهم في بناء الشخصية وتكاملها  
وإنَّ التفكير البشري يحمل نسبة من الخطأ، للبحث عن الحقيقة يجب ان يدعم بالأدلة، وبذلك كان علماء المسلمين في الماضي بعد كل قضية يبحثونها يكتبون عبارة ( والله اعلم) إذن فتنمية التفكير عموماً، والتفكير الناقد بشكل خاص غاية اساسية لمعظم السياسات التربوية في العالم، وهدف رئيس تسعى المناهج الى تحقيقه لأنه يتألف من  مجموعة من القدرات التفكيرية التي تساعد الفرد على ان يصحح تفكيره بنفسه ويفكر تفكيراً عقلانياً ويحلل ما يعرف ويتمكن من التفكير بمرونة وموضوعية ليصبح قادراً على إصدار الحكم الناقد، وتتضمن قدرة التفكير الناقد تعلم الفرد كيف يسأل؟ ومتى؟ وما الأسئلة التي تطرح؟ وكيف يدلل؟ وما طرائق التحليل التي تستعملها للوصول إلى الأحكام المتوازنة؟ 
ومن المعروف ان المتطلبات الحياتية في جوانبها المختلفة الاجتماعية السياسية، والاقتصادية، والتعليمية  متغيرة بشكل متسارع لدرجة يصعب معها تحديد نمط حياتي ثابت لمجموعة من البشر لمدة زمنية طويلة 
وهذا التغير المتسارع الدائم، جعل القائمين على التربية والمهتمين بمعالجة القضايا الاجتماعية، الذين يريدون لمجتمعهم ان يواكب التغيرات المختلفة، يتفاعل معها بايجابية ويفكرون بجدية لإيجاد طرائق واضحة المعالم تساعدهم على تنمية القدرة الفكرية للأفراد عبر الأجيال المتعاقبة، ليصبحوا قادرين على التفاعل مع المتغيرات التي تعترض سبيلهم، من هنا انطلقت فكرة الانتقال بالتعليم من النمط التقليدي الذي يعتمد على التلقين وحشو أذهان الطلبة بقدر كبير من المعلومات والمعارف التي يطلب تذكرها، واستظهارها عند إجراء الامتحان الى نمط آخر يدعو الى منح الطلبة القدر الكافي من الاعتماد على ذاته في التعلم، والتفاعل مع المحيط الذي يعيش فيه،لأن الحقائق متغيرة وغير ثابتة وسريعة التحول ، حتى  ينصب الاهتمام على تنشئة جيل قادر على ادارك المتغيرات هذه بما يملك من قدرة عقلية للتعامل معها 
 

شارك هذا الموضوع: