مقال بعنوان
التفكير الناقد critical thinking
اعداد م. م هديل وهاب رزاق
جامعة كربلاء _كلية التربية للعلوم الانسانية _قسم العلوم التربوية والنفسية
بدا الاهتمام بهذا النوع من التفكير ( التفكير الناقد ) في السنوات الأخيرة واضحا في مجالات التعليم، فهو يعد من رتبة التفكير العالية التي تتطلب استخدام مهارات التفكير المتقدمة مثل التفكير الإبداعي والتفكير التأملي نتيجة ارتباطه بسلوكيات عديدة كالمنطق وحل المشكلات والتفكير المجرد، كما أن علماء النفس والتربية اهتموا اهتماما واضحًا به لما له من أثر في عملية التعلم وحل المشكلات ونادى كثير من التربويين بتعليم التفكير الناقد، واتخذت الدول التفكير الناقد شعاراً تنادي به كأولوية ومطلب تعمل على تحقيقه.
مفهوم التفكير الناقد : أنه القدرة على تحليل الحقائق وتحرير الأفكار وتنظيمها، وتحديد الآراء وعقد المقارنات والتوصل للاستنتاجات وتقويمها وحل المشكلات. و أن التفكير الناقد هو التفكير بالتفكير من أجل تنميته وجعل مخرجاته ذات مغزى و أهمية للفرد. وعرف ايضا  التفكير الفاحص في دقائق الموضوع بناء على معايير تتسم بالموضوعية والحيادية المطلقة؛ من أجل اتخاذ قرار موضوعي وشامل عن الموضوع المحدد.
أهمية التفكير الناقد : 
وللتفكير الناقد أهمية واضحة في ميدان التربية، فقد أشار الكثير من التربويين إلى ذلك،التي بينت أهمية التفكير الناقد في جعل عملية اكتساب المعرفة عملية نشطة تساهم في إتقان أفضل، وفهم أعمق للمحتوى و أنه يساعد المتعلمين على اكتساب مهارات منها: القدرة على مواجهة المشكلات والتحديات، فضلا على أن التفكير الناقد يساعد المتعلمين على الحكم الحيادي والمنطقي للمشكلات المختلفة. وهذا بحد ذاته مطلب مهم للتربية. وايضا  أن أهمية التفكير الناقد تكمن في إكساب المتعلمين مرونة وموضوعية في حل المشكلات والانفتاح العقلي والاستقلالية في اتخاذ القرار، ولكي يكون الفرد ناقداً يجب أن يطور بعض السمات الشخصية كنبذ الأحكام المسبقة أو المبنية على الافتراضات و يجب أن يكون بعيدا عن التعصب والجمود، وتأثيرات الثقافة الضارة. ونلاحظ هنا مدى أهمية التفكير الناقد في تحصين المتعلمين الذين هم أفراد المجتمع من الأفكار المغلوطة والتطرف والتعصب الفكري بأن تجعل منه منفتحا ومتقبلا للآخرين والمختلفين في مذهبه أو فكره. وأن الأهمية الحقيقية للتفكير الناقد في ميدان التربية هي في إتاحة الفرصة للفرد بأن يغوص في أعماق الموضوع من أجل الوصول إلى المعرفة مستخدما ما لديه من
 
خبرات ومهارات بطريقة حيادية ومنطقية، فهي تنمي قدرات الفرد على كشف الحقائق وتمييز الجوانب المختلفة. وتشير هذه الأهمية إلى تمكين المتعلم من أن يكون باحثا معتمدا على ذاته وداعما لمجتمعه وموردا يستثمر في رقي وتقدم مجتمعه المعرفي والاقتصادي (عمال المعرفة. )
 
مهارات التفكير الناقد
 
ويتضمن التفكير الناقد الكثير من المهارات  وهي:
التفسير : وهو الاستيعاب والتعبير عن دلالة واسعة من المواقف والمعطيات والمعايير وتشمل مهارات فرعية متعددة كالتصنيف وفك الرموز وتوضيح المعاني والملاحظات والمصفوفات.
التحليل : تشير إلى تحديد العلاقات الاستقرائية والاستنتاجية بين العبارات والأسئلة والمفاهيم وتشمل على مهارات متعددة مثل: فحص الآراء واكتشاف الحجج، وتحليلها.
التقويم : تشير إلى مصداقية العبارات، أو إدراك الشخص وتشمل مهارات تقويم الادعاءات، تقويم الحجج.
الاستدلال : وتعني تحديد العناصر اللازمة لاستخلاص نتائج معقولة وتشمل المهارات الآتية: تفحص الدليل، تخمين البدائل الوصول إلى استنتاجات.
الشرح : وهو إعلان نتائج التفكير وتبريره في ضوء الأدلة والمفاهيم، والقياس، والسياق والحجج المقنعة، وتشمل المهارات الفرعية الآتية: تقديم النتائج، تبرير الإجراءات، عرض الحجج. الانضباط الذاتي : وهي قدرة الفرد على التساؤل، والتأكد من المصداقية، وتنظيم الأفكار والنتائج

شارك هذا الموضوع: