التفكير وأنواعه /مقال من إعداد: م.م شيماء داخل عبد علي
جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الإنسانية ـ قسم العلوم التربوية والنفسية
shamaa.d@uokerbala.edu.iq
معنى التفكير
يستخدم علماء النفس كلمة تفكير كتسمية لأنشطة عملية مختلفة مثل الاستدلال، حل المشكلات، تكوين المفاهيم وقد تكون ممكناً معرفة صفاته من خلال التعرف على أهدافه وعناصره. فالتفكير عقلي أدواته الرموز، أي يستعيض عن الأشياء والأشخاص والمواقف والأحداث برموزها بدلاً من معالجة فعلية واقعية . ويقصد بالرموز هو كل ما ينوب عن الشيء أو يشير إليه أو يعبر عنه أو يحل محله في غيابه ( والرموز والتي يستخدمها التفكير له أدوات مختلفة شتى) وان استخدام الرموز في التفكير لا يعني قطع الصلة بينه وبين العالم الخارجي الواقعي حين يفكر فقد يقترن التفكير بالملاحظة الخارجية ومعالجة الأشياء معالجة عقلية حركية كما هو الحال في لعب الشطرنج. ان استخدام الرموز في التفكير قد أعان الإنسان على استعراض الماضي والانتفاع من خيراته كما أعانه على التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له والرموز التي يستخدمها التفكير له أدوات مختلفة لاسترجاع الماضي بطرائق مختلفة منها :
1- الصور الذهنية العقلية الحسية واللفظية ويشمل تصور الأشياء المحسوسة الماثلة أمامه في مدى حواسه فالصور العقلية الحسية عملية استرجاع خير ما عبر صورة عقلية وقد تكون الصور العقلية الحسية بصرية أو سمعية أو لمسية فمثلاً عندما يرسم المدرس خارطة العراق على السبورة أمام الطلبة فأنهم يحسون بها عن طريق البصر واذا احتياجها احد الطلبة ان يستعيد هذه الصورة فانه سيعيدها عن طريق صورة عقلية حسية. أما الصور اللفظية فالمدرس عندما يردد كلمة أو جملة فان حدوث هذه الكلمة أو العبارة مدرك حسي ويمكن للطالب ان يسترجعها على : شكل صورة عقلية حسية سمعية.
2 ـ اللغة الصامتة :
نشاط حركي دقيق غير ظاهر النطق أي دون استخدام الحنجرة أو اللسان والشفتان وتبدو هذه اللغة وكان الإنسان يحدث نفسه.
3 – التصور العقلي :
لمعان وأفكار غير مصوغة أي أننا يمكن استرجاع الماضي أو يفكر دون صور ذهنية ودون كلام باطن. وكما هو الحال في التفكير الرياضي أو الفلسفي.
أنواع التفكير
1- التفكير المحسوس والتفكير المجرد :
فالتفكير المحسوس يدر حول الأشياء الملموسة التي نراها أو نسمعها او نحس بها مثال ذلك عندما يفكر المهندس في عمله اليومي ومثل هذه الحالة نجد تفكيره ينحصر حول الآلة أو المواد التي يستعملها. أما التفكير المجرد يعتمد على معاني الأشياء وما يقابلها من ألفاظ وأرقام فهو الذي يرتفع عن مستوى الجزيئات العينية الملموسة إلى مستوى المعاني والقواعد والمبادئ كالتفكير في معنى الديمقراطية أو مسؤولية وهذه الأشياء غير محسوسة فهي لا تستطيع ان نراها أو نسمعها.
2- التفكير الحدسي :
بعد العلم يونج أول عالم نفسى يتناول الحدس بالتفصيل والعمق ويقترح يونج اتجاهين فى الحدس النمط الحدسى الانطوائي وهو الذى يتحدد على وجه الخصوص بالحالات اللاشعورية سواء كانت شخصية أو جماعية. أما النمط الحدسى الانبساطي فانه يدرك مبادئ وإمكانيات العالم الخارجي فالحدس كما في يونج هو عملية الإدراك اللاشعوري المباشر للإمكانات والاحتمالات الكامنة في الأشياء التي تنبه لها سواء كانت خارجية أو داخلية أو هي عملية كلية تؤخذ نواتجها من المدركات على أنها تحمل في طياتها طابع اليقين.
3- التفكير الاستدلالي :
هو التفكير الذي يتطلب استخدام مقادير كبيرة من المعلومات تهدف للوصول إلى حلول تقريبية، ويصنف الاستدلال إلى فئتين هما، الاستقراءـ الاستنباط
4 ـ التفكير الإبتكاري :
هي العملية التي تنتج عنها حلول أو أفكار تخرج عن الإطار المعرفي لدى الإنسان العادي سواء بالنسبة المعلومات الفرد الذي يفكر أو المعلومات السائدة في البيئة وذلك بهدف ظهور أفكار جديدة ويستلزم التفكير الإبتكاري ثلاثة محاور
أساسية هي:
1- درجة عالية من الإحساس بالمشكلات.
2 درجة عالية من العلاقة اللفظية والتعبيرية والفكرية.
-3- درجة عالية من الأصالة والجدية وتشمل على القدرة على إنتاج اكبر عدد ممكن من الأفكار الجديدة وغير المتعارف عليها.
5- التفكير الناقد :
يعتمد هذا النوع من التفكير على التحميص الدقيق لكافة المقدمات والأدلة ثم يستند إلى التدرج البطيء خطوة خطوة ويسترشد بالموضوعية إلى أقصى حد مكن بغية التوصل إلى نتائج سليمة تتصف بالصحة والثبات والصدق، وان الشخص]ادي يستخدم التفكير الناقد يجب ان يعكف على دراسة كافة العوامل المتصلة موضوعه كان يستخدم وسائل المنطق ويراعى الدقة فى مقارنة النتائج بما توصلت اليه الأبحاث الأخرى فى حوقل مماثلة فهو لا يقبل الأمور والمعطيات دونها أى نطبق بل يضعها في ميزان النقد والتقويم. سبل استشارة التفكير وتنميته يعتمد التعليم المدرسي إلى حد كبير على قدرة الطالب على التفكير الواضح المعلم المنح اذ ان الطالب كلما زادت قدرته على التفكير كلما زادت قدرته على النجاح في الحياة اليومية. وبما ان وظيفة المدرسة اليوم هي رعاية الطالب والاهتمام بسموه في مختلف جوانبه الجسمية والاجتماعية والعقلية. أصبح من الواجب على البيت والمدرسة تهيئة الجو المناسب لنمو وتفكير الطالب اذ ان التفكير هو مظهر من مظاهر النشاط العقلي يمكن تدريبه وتوجيه وجهة معينة من شأنها استشارة التفكيروتنمية مدى الطلبة ومنها :
-1- تحسين الظروف المادية والفسيولوجية والانفعالية للطلبة وكذلك تحسين ظروف المدرسة من ناحية التهوية والهدوء وتنظيم الأدوات المستعملة يؤدي إلى تحسين التفكير .
-2- تنظيم الوقت وتحديد جدول زمني له دور يساعد على تحسين التفكير فمن الممكن ان يعين وقتاً معيناً من اليوم يفرده للتفكير العميق أو ينظم تفكير بحيث يسير في فترات محددة الزمن.
3- ان يزود الطالب بصورة متقنة بالحقائق والمفاهيم والمبادئ المتصلة بموضوع المشكلة التي يفكر بها .
4 – يعد ضبط الطالب الذي سيقوم بالتفكير عاملاً مساعداً على تحسين التفكير وهذا يعني ان يتخذ الطالب تهيأ واستعداداً يجعله يتنبه إلى أشياء يعنيها دون
غيره 
5- ان التفكير يتضمن عدة عمليات ووظائف وان دقة التفكير يعتمد على كفاءة كل الوظائف المهمة التي في نظام التفكير فإذا انطلق قياس وتقدير كفاءة كل وظيفة من هذه الوظائف فأننا نستطيع ان نحدد الموضوع الذي يحتمل ان يكون مصدر الفشل وبالتالي معالجته.
6- يفضل عرض الدروس على شكل مشكلات وقدر الامكان لان مثل هذه الطريقة يتحدى تفكير الطالب وتجعله أكثر اعتماداً على نفسه.
7- تدريس الطالب على استخدام المنهج العلمي في معالجة أية مشكلة تواجهه دون اللجوء إلى استخدام الصواب والخطأ في التوصل إلى الحقيقة. 8- تنمية روح النقد عند الطلبة وتدريبهم على نقد الآراء ومقارعة الحجة بالدليل.
ـ المصدر، الطريحي ، حمادي، فاهم حسين ، حسين ربيع ، مبادئ في علم النفس التربوي ، ط1، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان ، 2012.
 

شارك هذا الموضوع: