التلوث الاشعاعي ومصادره
م.م انفال خضير عباس خلف الحداد
anfaal.k@uokerbala.edu.iq
       قسم الجغرافية التطبيقية -كلية التربية للعلوم الإنسانية -جامعة كربلاء
        يعرف التلوث الاشعاعي بأنه ( زيادة في معدل النشاط الاشعاعي عن الحدود المسموح بها علميا ، بما يؤثر سلبا على العناصر البيئية من ماء وهواء وتربة وبما يضر بحياة الانسان .
         يعرف أيضا انه وجود اشعاعي في بيئة معينة فوق الحدود المسموح به وبشكل يضر بالإنسان والكائنات الحية .
       وكما يعرف على انه وجود نويات مشعة في الجو، الماء، التربة ،أو مختلطة بالغذاء مصادرها التجارب النووية وحوادث المفاعلات النووية وكذلك حين يتم استخدام الاشعة في علاج وتشخيص الامراض أذ يجب الا يتعرض الانسان لقدر من الاشعاع النووي الموجود في الهواء بما يتجاوز (5) ريم يوميا ، والجدير بالذكر ان  ريم (Rem) وهي اختصار (Roentgen Equivalent Man) هي وحدة قديمة كانت تستخدم في قياس الجرعة المكافئة من الإشعاع للإنسان، وكانت تلك الوحدة مأخودة عن وحدة رونتجن التي تقيس جرعة الأيونات في الإنسان عندما يتعرض الإنسان إلى إشعاع مؤين.
        يتضح ان التلوث الاشعاعي هو  التغييرات البيئية الناتجة عن الأنشطة الإنسانية نتيجة ادخال الأنشطة الإنسانية نتيجة ادخال الانسان مواد نووية مشعة او طاقة نووية لديها الامكانية على احداث اضرار بالبيئة تصيب الانسان وكل المخلوقات الحية التي يتشكل منها النظام البيئي ، ينتج النشاط الاشعاعي نتيجة لحدوث خلل في نواة الذرات المتكونة من بروتونات ونيترونات مما يجعل النواة غير متوازنة وبالتالي خلق نواة غير مستقرة  بالتالي ستهتز النواة غير المستقرة باستمرار وستحاول ذلك الوصول إلى الاستقرار من خلال الخضوع للاضمحلال الإشعاعي والذي يعمل على شطر أجزاء من النواة وخلق نواة جديدة وهذا الانشطار الناتج عن الاضمحلال الاشعاعي يكون بثلاث اشكال  نوعين من الجسيمات إضافة الى اشعة ولكل شكل من هذه الجسيمات خصائص معينة وهي  :
  1. جسيم الفا (Alpha particles) ( (a : وتكون قدرة اختراقه لجسم الكائنات الحية ضعيفة جدا حيث انها تفقد طاقتها بمجرد خروجها من العنصر المشع  وتمتاز ببطء انتشارها عبر الهواء ، ومن الممكن ان تتسبب بضرر صحي بالجزء الخارجي من السم عن طريق امتصاصها من الجلد بشكل بسيط  ويمكن ان تتسبب بضرر كبيير عن طريق استنشاقها او بلعها .
  2. جسيم بيتا (Beta particles) (β) : وهي اقوى بكثير من حيث اختراق اجسام الكائنات الحية وخصوصا الانسان وشديدة الخطورة حيث تخترق الجلد وتحدث تلف به وتزداد الخطورة عند استنشاقها او بلعها .
  3. اشعة جاما (Gamma Rays) (γ): و تكون ذات قوة اختراق عالیه جدا للجسم ویمكنھا بسھولة اختراق جسم الإنسان أو إمتصاصھا بواسطة الأنسجة ولذلك تشكل خطرا إشعاعیا عالیا على الإنسان ، وتستخدم هذه الاشعة بشكل مخفف في مجال الطب لقتل الخلايا المسرطنة ومنعها من النمو.
وللتلوث الاشعاعي مصادر عدة منها المصادر الطبيعية وهي متعددة وتشمل :
  1. الاشعة الكونية : ينتج الإشعاع الكوني وذلك عندما تصطدم الإشعاعات الكونية الشمسية و ذرات الهواء (الأكسجين والنيتروجين والهيدروجين) في الطبقات العليا من الغلاف الجوي ، وتختلف كمياتها بالارتفاع والانخفاض عن مستوى سطح البحر ، اذ كلما ارتفاعنا عن مستوى سطح البحر كلما زادت كمية الاشعة  ، وتختلف أيضا وباختلاف الموقع الجغرافي أذ تزداد كلما اقتربنا من القطبين وتنخفض كلما اقتربنا من خط الاستواء.
  2.  الاشعاعات الناتجة من التربة : تحتوي القشرة الخارجية للكرة الأرضية على كميات ضئيلة من عناصر مشعة مثل اليورانيوم والثوريوم ويختلف تركيز العناصر المشعة بالتربة باختلاف نوعها ،اذ يزداد تركيزها في الصخور الجرانيتية ويقل في الترب الرملية ، وتعد اشعة جاما هي نوع الاشعة الصادرة من التربة حيث ان اشعة جاما والف تمتص داخل القشرة الخارجية للتربة .
  3. المواد المشعة الموجودة داخل جسم الانسان : الإنسان في تركيبته الفيزيائية يحتوي على نظائر مشعة، فهو يحتوي على عنصر البوتاسيوم والكربون، ويشكل عنصر البوتاسيوم أهمية كبيرة كونه تصدر عنه أشعة بيتا وأشعة جاما وهي أشعة مرتفعة الطاقة ، كما تختلف نسب هذه العناصر من عضو لأخر بجسم الانسان ، اذ تزاد الاشعاعات الطبيعية في الرئة عنها في نخاع العظم وتجدر الإشارة الى ان رئات الأشخاص المدخنين تحتوي على قدر اكبر من المواد المشعة وذلك بالمقارنة مع رئات الأشخاص غير المدخنين ويعتبر ارتفاع نسبة المواد المشعة في رئة الشخص المدخن من اهم أسباب الإصابة بسرطان الرئة ، وتتأثر نسبة الاشعاع في جسم الانسان أيضا تبعا لمصدر الاشعاع وطرائق دخوله لجسم الانسان  عبر الاكل والشرب .
  4.  الهواء : يتلوث الهواء بالجسيمات المشعة من محطات المفاعلات النووية وأثناء الانفجارات الذرية ومن مناجم والمعادن الثقيلة أثناء عمليات التكرير والتعدين ، كما ويرجع تلوث الهواء الإشعاعي إلى احتوائه على بعض الغازات أو جزيئات مشعة عالقة، والتي كثيرا ما تعلق بذرات الغبار أو قطرات الماء المنتشرة به وهناك بعض العوامل المؤثرة على نسبة التلوث الإشعاعي للهواء منها وجود طبقة جليدية على الأرض، تفاوت نسبة الأتربة والدخان في الهواء، ظروف الزمان والمكان، اتجاه الريح وسرعته، استقرار الأحوال الجوية. 
  5. الماء : تعتبر نسبة المواد المشعة في الغلاف المائي أقل بكثير من تركيزها في مكونات التربة، ويرجع تلوث الماء بالمواد المشعة إلى اختلاط مياه الأمطار أثناء سقوطها بغاز الرادون والثوران ومشتقاتها الموجودة في الهواء كذلك إلى الغبار الذري المنتشر به، أما المياه الجوفية فان نشاطها الإشعاعي يرجع بالدرجة الأولى إلى تلامسها والتصاقها ببعض المواد المشعة المتواجدة بالتربة، ويعتبر البوتاسيوم  والثوريوم ذو تركيز مرتفع في مياه البحار بينما المياه الجوفية ومياه الآبار تحتوي على نسبة من اليورانيوم  و الراديوم  ، أما مياه النواعير والمياه المكشوفة فتزداد فيها نسبة غاز الرادون  ويلاحظ تفاوت أثر المادة المشعة في الماء تبعا للظروف المحيطة بمجرى الماء، كذلك طبيع التربة وسرعة تحرك المياه والأحوال الجوية.
اما فيما يخص المصادر البشرية فهي عديدة جدا:
    منها مصادر صناعية كالفاعلات النووية وما تصدره مداخنها من غازات مشعة ، فضلا عن وقود الأقمار الصناعية وابحاث الفضاء ، ومصانع معالجة الوقود النووي والمخلفات الاشعاعية الناتجة عن استخدامات الطاقة الذرية في الأغراض السلمية ، كما للحروب والاسلحة وما ينتج عنها من تساقط الذرات المشعة على سطح الأرض كفيل بزيادة نسبة التلوث الاشعاعي في الأرض .
المصدر:
احمد بن محمد السريع و حسن عثمان محمد، التلوث الاشعاعي للبيئة ، مطابع جامعة الملك سعود، بلا طبعة ، المملكة العربية السعودية، 1998.
 

شارك هذا الموضوع: