“التلوث البلاستيكي” …… خصائصه …… أسبابه
أ.م.د. اسراء طالب جاسم الربيعي
قسم الجغرافية التطبيقية
 
يعد التلوث البلاستيكي من أخطر التحديات البيئية المعاصرة ويمثل تهديداً خطيراً للبيئة والصحة العامة، اذ يؤثر على المياه، التربة، والهواء فضلاً على تأثيره على الاقتصاد العالمي، ويقصد بالتلوث البلاستيكي هو تراكم النفايات البلاستيكية في البيئة بمعدلات تفوق قدرتها على التحلل الطبيعي، مما يؤدي إلى أضرار بيئية وصحية خطيرة، يشمل هذا التلوث جميع الأشكال البلاستيكية، مثل الأكياس، الزجاجات، العبوات، والشبكات الصناعية التي يتم التخلص منها بطرق غير صحيحة سواء في البحار، الأنهار، التربة، أو حتى في الهواء عند حرقها، اما اهم خصائص التلوث البلاستيكي فهي:
  1. بطء التحلل واستمرارية التلوث: البلاستيك من المواد غير القابلة للتحلل البيولوجي بسهولة حيث قد يستغرق مئات إلى آلاف السنين ليتحلل بالكامل في البيئة، حتى عندما يتحلل فإنه يتفتت إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة (Microplastics) تظل موجودة في التربة والمياه وتنتقل إلى السلسلة الغذائية.
  2. الانتشار الواسع في البيئات المختلفة: يوجد البلاستيك في كل مكان بدءاً من المحيطات والأنهار إلى الهواء والتربة وحتى داخل أجسام الكائنات الحية، والجزيئات البلاستيكية الدقيقة تم العثور عليها في مياه الشرب، الثلوج القطبية، وأسماك البحار، مما يدل على انتشار التلوث البلاستيكي عالمياً.
  3. التأثير السلبي على الكائنات الحية: يسبب نفوق الكائنات البحرية مثل السلاحف، الطيور، والحيتان بسبب ابتلاع البلاستيك أو الاختناق به، ويؤثر على التربة والمحاصيل الزراعية نتيجة تراكم بقايا البلاستيك في الأراضي الزراعية، ويدخل في السلسلة الغذائية عبر الكائنات البحرية التي تتغذى على الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، مما يعرض الإنسان لمخاطر صحية.
  4. إطلاق مواد كيميائية سامة: يحتوي البلاستيك على مواد كيميائية سامة مثل البيسفينول أ (BPA) والفثالات، التي قد تسبب اضطرابات هرمونية وأمراض خطيرة عند تسربها إلى البيئة والمياه، وعند حرق البلاستيك تنبعث غازات سامة مثل الديوكسينات والفوران، والتي تسبب أمراض الجهاز التنفسي والسرطان.
  5. التأثير السلبي على الاقتصاد: تكلفة إزالة النفايات البلاستيكية مرتفعة جداً، حيث تضطر الحكومات إلى إنفاق مليارات الدولارات سنوياً لتنظيف الشواطئ والمسطحات المائية من التلوث البلاستيكي، وتؤثر النفايات البلاستيكية في المحيطات على صناعة السياحة، حيث تفقد الشواطئ قيمتها الجمالية بسبب التلوث، وتضر بصناعة الصيد حيث تتسبب في قتل الأسماك والتأثير على الثروة السمكية.
  6. مقاومة الظروف البيئية القاسية: البلاستيك قادر على مقاومة العوامل البيئية المختلفة مثل الحرارة والرطوبة والأمطار، مما يجعله يتراكم في الطبيعة دون تحلل سريع، ويطفو بعض أنواع البلاستيك على سطح المياه بينما يغرق البعض الآخر، مما يجعل إزالته صعبة جداً.
  7. زيادة النفايات البلاستيكية سنوياً: لإنتاج العالمي للبلاستيك في تزايد مستمر، حيث يتم إنتاج أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك سنوياً، ونسبة إعادة التدوير للبلاستيك منخفضة جداً مقارنة بإنتاجه مما يؤدي إلى تراكم كميات هائلة منه في البيئة.
  8. صعوبة المعالجة والتخلص منه: البلاستيك لا يمكن التخلص منه بسهولة بسبب طبيعته غير القابلة للتحلل السريع، حتى عمليات إعادة التدوير ليست فعالة دائماً، حيث يتم إعادة تدوير نسبة صغيرة فقط من النفايات البلاستيكية، بينما يتم التخلص من الباقي في المكبات أو المحيطات.
اما اهم أسباب التلوث البلاستيكي فهي:
  1. الإفراط في استخدام البلاستيك: الاعتماد الكبير على البلاستيك في الصناعات المختلفة، مثل التغليف والأدوات المنزلية، والترويج للمنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مثل الأكياس والقوارير.
  2. سوء إدارة النفايات: عدم توفر أنظمة فعالة لإعادة التدوير والتخلص من البلاستيك بشكل صحيح، ورمي البلاستيك في الأماكن العامة أو في المسطحات المائية بدلًا من التخلص منه بطرق آمنة.
  3. ضعف ثقافة إعادة التدوير: قلة الوعي حول أهمية إعادة التدوير وكيفية فرز النفايات البلاستيكية، ونقص البنية التحتية لمصانع إعادة التدوير في بعض الدول.
  4. التحلل البطيء للبلاستيك: البلاستيك يستغرق مئات السنين ليتحلل، مما يؤدي إلى تراكمه في البيئة.، وتفككه إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة (الميكروبلاستيك) التي تلوث المياه والتربة.
  5. الصناعة والتكنولوجيا: إنتاج البلاستيك بكميات ضخمة بسبب تكلفته المنخفضة وسهولة تصنيعه، واستخدام المواد البلاستيكية في الصناعات دون مراعاة تأثيرها البيئي.
  6. رمي المخلفات في المحيطات والأنهار: التخلص غير المسؤول من البلاستيك في البحار، مما يسبب موت الكائنات البحرية، وانجراف النفايات البلاستيكية مع التيارات البحرية لمسافات طويلة، مما يزيد من انتشار التلوث.
  7. تأثير الكوارث الطبيعية: الفيضانات والأعاصير قد تنقل النفايات البلاستيكية إلى مناطق جديدة، مما يزيد من انتشارها، وللتلوث البلاستيكي آثار خطيرة على البيئة والصحة والاقتصاد، ومن أبرزها:
  8. الأضرار البيئية: تلوث المحيطات والأنهار: يؤدي تراكم البلاستيك في المياه إلى اختناق وتسمم الكائنات البحرية، و تتحلل النفايات البلاستيكية إلى جزيئات دقيقة تلوث التربة والمياه وتدخل في السلسلة الغذائية، تدمير الموائل الطبيعية ان تراكم البلاستيك في الغابات والمناطق الطبيعية يؤثر على التوازن البيئي.
  • إطلاق غازات سامة: عند حرق البلاستيك، تنبعث مواد كيميائية ضارة تساهم في تلوث الهواء وزيادة الاحتباس الحراري.
  1. المخاطر الصحية: انتقال الميكروبلاستيك إلى الإنسان: يدخل البلاستيك إلى أجسامنا عبر الماء والطعام والهواء، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل اضطرابات الهرمونات وأمراض الجهاز الهضمي.
  • التسمم بالمواد الكيميائية: يحتوي البلاستيك على مواد سامة مثل الفثالات و”ثنائي الفينول أ” (BPA)، التي قد تسبب السرطان واضطرابات الجهاز العصبي.
  • تلوث مصادر المياه: تسرب المواد الكيميائية من البلاستيك إلى المياه الجوفية يهدد صحة الإنسان.
  1. التأثيرات الاقتصادية 
  • تكاليف تنظيف البيئة: تحتاج الحكومات إلى ميزانيات ضخمة لإزالة النفايات البلاستيكية من الشواطئ والبحار والمدن.
  • تأثير سلبي على السياحة: التلوث البلاستيكي يجعل الشواطئ والمنتجعات أقل جذبًا للسياح، مما يضر بالاقتصاد المحلي.
  • خسائر في قطاع الصيد: موت الكائنات البحرية بسبب البلاستيك يؤثر على الصيادين ومخزون الأسماك.
  1. تأثير على الحياة البرية 
  • الاختناق والتسمم: تأكل الحيوانات البرية والبحرية البلاستيك عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى انسداد جهازها الهضمي ونفوقها.
  • اضطراب السلسلة الغذائية: دخول البلاستيك إلى أجسام الكائنات الحية يؤثر على النظام البيئي بالكامل


شارك هذا الموضوع: