التمركز الاثني مشكلة العصر
 
اعداد 
م.م. ندى رحيم سلطان
اسباب التمركز الاثني
معظم الناس يعتقدون بانهم ليسوا متمركزين اثنياً لكنهم بالأصل متعصبين، ان كل شخص متمركز اثنياً لا شعورياً، فالتمركز الإثني هو عملية صنع افتراضات واحكام خاطئة بشأن طرق الآخرين بالاعتماد على خبراتنا المحدودة، والكلمة الرئيسة في هذا التعريف هي: (الافتراضات)، وبسبب اننا غير واعين بكوننا متمركزين اثنياً فان الافتراضات التي نضعها بشأن خبرات الآخرين تشكل احكام خاطئة سلبية تعكس تمركزنا الإثني (Ken, 2008: 2).
فعلى سبيل المثال عندما يشاهد سكان لوس انجلوس (Anglos) سكان ولاية انديانز (Indians) جالسين حول منتجع سياحي لايعملون أي شيء فسوف يقوم سكان لوس انجلوس بالحكم على سكان ولاية انديانز بأنهم كسولين، فالسكان الغربيين بصورة عامة يكونون مشغولين (رجال صناعة) لذلك سوف لايقّدرون حاجة سكان انديانز الى الراحة ولايدركون الجهد المبذول من قبلهم في الفعاليات الأخرى مثل الاصطياد.
كذلك فان الأفتراضات يمكن ان تعكس وجهات نظر ايجابية بشأن طرق حياة الآخرين على سبيل المثال فان الناس في المجتمع المدني الصناعي يعتقدون ان سكان انديانز بأنهم “متحررين من ضغوطات المجتمع الحديث” ان وجهة النظر هذه تفشل في معرفة ان هنالك الكثير من الضغوطات في طرق حياتهم والتي تشمل الخوف من الموت اذا تعرضوا للاصابات عند قيامهم بوضع الطعم للأصطياد، إذن فالافتراضات الايجابية الخاطئة مضللة وخادعة مثل الافتراضات السلبية الخاطئة (Ken, 2004: 3). 


كيف ينشأ التمركز الإثني ؟
أظهرت الدراسات ان التمركز الإثني ربما ينشأ بواسطة المجتمع (الثقافة)               (Lin, Rancer & Trimbitas,2005: 140)، ويرتبط بتشكيل شخصية الفرد، فينشأ عند الفرد  من محصلة تجارب وخبرات وتفاعلات اجتماعية تزوده بها عملية التنشئة الاجتماعية، وتمر بثلاث مراحل:
أولاً: مرحلة التمييز: ويقصد بها قدرة الطفل على التمييز بين أفراد الجماعات المختلفة نتيجة التعزيز التفاضلي في اثناء عملية التلقي من المحيط القريب.
ثانياً: مرحلة التوحد: أي انضمام الطفل الى الجماعة التي ينتمي اليها وتوحده معها.
ثالثاً: مرحلة التقويم: وهنا تظهر الاستجابات التي قد تشير الى نوع من التعالي أو الى نوع من الشعور بالنقص تبعاً للحكم الذي يشعر الطفل بأن المجتمع قد اصدره على الجماعة التي ينتمي اليها (Phinney, 1995: 57 – 70).
وقد أثبتت التجارب ان الأطفال يتعلمون الأفكار النمطية والعنصرية والعرقية في عمر صغير جداً، ودلت ابحاث في الولايات المتحدة على ان الدرجة العالية من الوعي ومايرتبط بها من دلالات اجتماعية تظهر بعد سن المراهقة، حيث يمر وعي الطفل في اثناء تبني الاتجاهات الإثنية بثلاث مراحل هي:
  1. ظهور الوعي الإثني بعمر ثلاث سنوات، وهنا يعي الطفل هويته الإثنية، والهويات الإثنية الأخرى.
  2. يتعلم الطفل العديد من المصطلحات والمفاهيم بين عمر أربع وثمان سنوات لوصف اعضاء الجماعات الإثنية لكن الطفل هنا لا يقوم بالتعميم.
  3. يُنمي الطفل اتجاهاً إثنياً تفضيلياً باتجاه نماذج محددة في عمر ثمان سنوات، وهنا يمكن رؤية صورة كاملة من التنميط والعدوان تميز سلوكه فيكتسب الاتجاهات السلبية ضد جماعات إثنية معينة، لانه عرضة دائماً لمثل هذه الاتجاهات سواء من الوالدين أم الاصدقاء، أو لانه يتلقى مكافأة لتبنيه هذه الاتجاهات (معروف، 2007: 2 – 3).






المصادر
  • دكت، جون.(2000). علم النفس الاجتماعي والتعصب، ترجمة عبد الحميد صفوت، ط1، القاهرة: دار الفكر العربي.
  • الدليمي، احمد عليوي.(1997). اثر اختلاف تدرجات بدائل الاجابة في الخصائص السايكومترية لمقاييس الشخصية تبعاً للمراحل الدراسية. (اطروحة دكتوراه غير منشورة)، جامعة بغداد، كلية التربية- ابن رشد.
  • ربيع، محمد شحاته. (1994). قياس الشخصية، اسكندرية: دار المعرفة الجامعية.
  • الربيعي، منال صبحي مهدي. (2008). الجمود الفكري لدى شرائح تدريسية متباينة من المجتمع، (اطروحة دكتوراه غير منشورة)، الجامعة المستنصرية: كلية الآداب.
 

شارك هذا الموضوع: