التمكن الرقمي في مؤسسات التعليم العالي.
    لقد ادى ظهور التكنولوجيا الرقمية الى تغير العالم بشكل كبير ومستمر، فقد احدثت تلك التكنولوجيا تغيرات كبيرة في الحياة المهنية والشخصية للأفراد في جميع أنحاء العالم وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من تفاعل الناس، مما أثر على المجتمع سواء أكان في العمل أو التعليم أو الوصول إلى المعرفة والمعلومات ، اذ تسببت الثورة العلمية والتكنولوجية الهائلة التي صاحبت مجتمع المعرفة في مضاعفة المعرفة الإنسانية وفي مقدمتها المعرفة العلمية والتكنولوجية ، واصبح الوصول الى المعرفة يحتاج الى توافر المعلومات التكنولوجية المطلوبة بالقدر والوقت المناسبين لكي يتمكن الفرد والمجتمع منها متى ما اراد ذلك ،ويذلك فقد شهدت العملية التعليمية تطوراً سريع في ظل التطور السريع للتكنولوجيا الرقمية ، وقد رافقهُ تطوراً في الأساليب التي تستعمل في التعليم ولاسيما بعد ظهور الثورة الرقمية والتي شملت جميع القطاعات من دون استثناء ، اذ أعطت دفعة قوية وفاعلة غيّرت من أساليب ومتطلبات الحياة لتحقيق الغايات المنشودة، وبالتالي اصبح العالم شبكة من المعلومات الرقمية المترابطة على مواقع الانترنت، لذا بدأت المؤسسات التعليمية ومنها الجامعات في تشجيع جميع أفرادها وبمختلف مناصبهم وتخصصاتهم على العمل الجدي لأجل مواكبة التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي، أذ أن التقدم التكنولوجي الكبير الذي يشهدُه العالم اليوم يفرض على الجميع استعمال التطبيقات التكنولوجية والإفادة منها في إدارة وتنظيم العملية التعليمية التعلمية وتنفيذها في المؤسسات التعليمية ، وقد أصبح الاهتمام بتوظيف التكنولوجيا في التعليم الجامعي من المواضيع ذات الاولوية التي يستوجب على اساسها إعادة النظر في مجمل النظام التعليمي في الجامعات، فضلاً عن اعتماد التكنولوجيا في مستويات التعليم الجامعي وفي جميع أنشطة وخدمات الجامعة المتنوعة وعلى هذا النحو يصبح التمكن الرقمي مركز التحول الرقمي الذي يسعى الى تطوير مكونات العملية التعليمية التعلمية داخل الجامعة والذي يتضمن الطلبة وأعضاء الهيأة التدريسية والبرامج الدراسية والادارة والتمويل وتقييم الطلبة، أن اعتماد التكنولوجيا هو أحد الركائز المهمة التي تستند عليها مؤسسات التعليم العالي اذ بدأت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية بالفعل في ترسيخ البنية التحتية اللازمة لتحقيق «التمكن الرقمي» لدى أعضاء هيأة التدريس محاولة تعزيز عملية التحول في التعليم لدى التدريسيين وبما يضمن وصول المتعلم للتعليم الرقمي بمفهومه الشامل عن طريق توفير الأجهزة والادوات والتطبيقات والمنصات التعليمية، والعمل على تأهيل الموارد البشرية عبر تدريبها ،لقد اصبح للتمكُّن الرقمي أهمية كبيرة في مواجهة تحديات المستقبل وتحقيق المتطلبات الرقمية وتنمية رأس المال البشري بتنمية قدراته ومهاراته مع بناء مجتمع التعلم المستمر مدى الحياة وتحقيق مجتمع المعرفة وتبني نهوج رقمية جامعة ، ومكافحة الأمية الرقمية ونشر القراءة والثقافة الرقميتين ، فضلاً عن التحول من النماذج التقليدية للتنمية الى نموذج التنمية الذكية المستدامة، وهو نموذج يتسم بإتاحته للجميع عبر التحول الرقمي الذي يسمح بتخزين المعرفة ومعالجة متطلباتها بسهولة مع اتاحة نقلها ونشرها بسرعة وفاعلية ، و أصبح من اللازم على أعضاء هيأة التدريس الجامعي مواكبة التحولات الرقمية لإحلال التمكن الرقمي المحل الملائم من البرامج والتوجهات والخيارات الاستراتيجية حاضراً ومستقبلاً، وبذلك فأنه يسهم في ايجاد طلبة قادرين على التعامل مع التكنولوجيا في أي زمان ومكان وعلى كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.   


شارك هذا الموضوع: