(التناص القرآني في كوثرية السيد رضا الهندي)
مقال بقلم الباحثة زينب عبد الأمير رحمة / ماجستير /لغة عربية/ لغة
 
 إن القرآن الكريم هذا الكتاب المعجز يّعدُّ ثروة لغوية ، ونصاً ثرياً
بافكاره وألفاظه الدّالة ، والشاعر كغيره من الشعراء يزخرف أبياته وألفاظه من وحي القرآن، وبوابة لأستنطاق مخزونه القرآني والديني  وأعياً لهذا التأثير، كيف لا وقد نشأ الشاعر في أسرة. دينية وأدبية تذاكر القرآن وأحكامه الفقهية ، فلاشك أن – النص القرآني المتغلغل في نفسه وتجري تعبيراته وألفاظه على لسانه و هو  يسطره في شعره  وقد استثمر السيد رضا الهندي النصوص القرآنية ، وذلك لتعميق الدلالة وخدمة المعنى الشعري ، وجاء هذا التناص في  الهندي بشكلين وهما :
1 – التناص القرآني المباشر : وهو أن يورد الشاعر مقطع من القرآن الكريم وتضمينه في البيت الشعري مع المحافظة على الفاظه وتراكيبه  دون اجراء أي تغيير عليه، وكما يبدو في قول السيد رضا الهندي :
أمُفْلِجُ تَعْرِكَ أَمْ جوهَرْ      ورحيق رضابك أم سكر
 قد قال لثغرك صانعه    “إنّا أعطيناك الكوثر”
إن عجز البنت الثاني هو في حقيقته وتركيبة ألفاظه تركيب قرآني وقد استدعاه الشاعر من مخزونه القرآني حيث قال تعالى : ” انا أعطيناك الكوثر” فالشاعر في المقطع الذي ظهر فيه تناصه لم يغير من ألفاظ الآية الكريمة، وأقام علاقة نّصّية بين النص القرآني  ونصه الشعري ، وقد اختلف في تفسير الكوثر، وممّاجاء  فيه ، هو الخير الكثير، وقيل به هو نهرفي الجنة أعطاه الله – لرسوله (ص) ، لكن سبب نزول السورة بعد وفاة ابنيه (ص) ( القاسم وعبد الله ووصف قريش له بأنه ابتر أ ي لا ولد له فتأذى النبي (ص) فنزلت الآية و انا اعطيناك الكوثر  ، أي فاطمة الزهراء (عليها السلام) ورزقناك الذرية الكثيرة . مما يعني أن الشاعر رضا الهندي قد وظف مخزونه القرآني بما ينسجم وغرضه الشعري لتقوية  المعنى هو هُنا يُزيد   فى المدح لذات الممدوح بإحالته . إلى النص المقدس.
٢- التناص القرآني غير المباشر : وهو أن يعمد الشاعر إلى تحویر الفاظ الآيه القرآنية لتتناسب والمعنى الذي يقصده مُتّكا على ثقافة قارئ النص  ومدى معرفته بمعاني النص القرآني . ويتجلى ذلك في قوله :
قد تمت لي  بولايته   نعم ٌجمّت  عن أن تُشْكرْ
لقد وظف الشاعر في عجز البيت الثاني الآيه القرآنية “و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ”  فالشاعر قد استعمل هذا التعبير القراني -بمعناه ودلالته القرآنية في مدح الممدوح وهو الإمام علي (عليه السلام ؟ وجعله مادة مغذية لشعره لإتمام المعنى على اتمّ وجه ؛ولان نعمة الولاية هي أعظم النعم.

شارك هذا الموضوع: