يعرف التنمّر
ـ عموما ـ بأنه: ظاهرة عدوانيّة وغير مرغوب بها تنطوي على مُمارسة العنف والسلوك العدواني من قبل فردٍ أو مجموعة أفراد نحو غيرهم، وتنتشر هذه الظاهرة بشكلٍ أكبر بين طلّاب المدارس، وبتقييم وضع هذه الظاهرة يتبيّن أن سلوكيّاتها تتّصف بالتّكرار، بمعنى أنها قد تحدث أكثر من مرة، كما أنها تعبّر عن افتراض وجود اختلال في ميزان القوى والسّلطة بين الأشخاص؛ حيث إن الأفراد الذين يمارسون التنمّر يلجؤون إلى استخدام القوّة البدنيّة للوصول إلى مبتغاهم من الأفراد الآخرين، وفي كلتا الحالتين، سواءً أكان الفرد من المتنمرين أو يتعرّض للتنمّر، فإنه معرّض لمشاكل نفسيّة خطيرة ودائمة.
أنواع التنمّر:
توجد أنواع محدّدة لسلوكيّات التنمر والتي تشمل ما يلي:
1ـ الإساءة اللّفظيّة أو الخطيّة: مثل استخدام أسماء أو ألقاب الأفراد كنكات، أو عرض ملصقات مسيئة للآخرين.
2ـ استخدام العنف: يشمل كذلك التهديد بالعنف.
3ـ التّحرش الجنسي: يعتبر سلوكاً غير مرحب به ومزعج جداً، ويُسبب الخوف، والإهانة للضحيّة، وقد ينتج عنه جريمة ما.
4ـ التمييز العنصري: الذي ينطوي على معاملة الناس بشكل مختلف حسب هويّتهم. 5ـ التسلّط الإلكتروني: وذلك باستخدام الإنترنت أو الهاتف للتهديد أو الإجبار.
وهذه أشهر أنواع التنمر وأكثرها ممارسة، إلا أن هناك أنواع أخرى أبسط ما يقال عنها بأنها مستحدثة، منها (التنمر العلمي) الذي يهدف إلى نفي الجهود العلمية المبذولة من قبل صاحبها، ونعتها وإياه بنعوت لا تمت لشرف العلم والعلمية بأية صلة، من مثل: هذا المجهود سيء، أو فاشل، أو قبيح، … وما إلى ذلك مما نهى عنه الله ـ جلّ وعلاـ بقوله: ((لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم))، وقد وجهنا المولى ـ جل ثناؤه ـ وجهة حسنة حين أمرنا بأن ندعوَ إلى سبيله بالحمة والموعظة الحسنة، فلا معصوم ببني البشر وكلنا خطاؤون، وكل أعمالنا يعتريها النقص، والكمال المطلق لله سبحانه وحده وثم لمن ارتضى، فحبذا لو ينأى المتنمر إلى بر أمان؛ ليُصبحَ ناقداً بنّاءً، داعياً إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، فلا علمَ أغزر من علم خاتم المرسلين( صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان بأبي وأمي بغاية التواضع وأسمى الخلق حتى أن الله تعالى قد حفظ له ذلك بأن قال: (( وإنّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم))، ولم يكن التنمر العلمي إلا منافياً لأخلاق العلماء، وألزمنا بأن نتأسّى به (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال تبارك وتعالى: ((ولكم في رسول الله أسوة حسنة)).
وتجدر الإشارةُ بألّا ينبغي أن يحصلَ مثلُ هذا، فكما قال أبو نواس:
فَقُلْ لِمَنْ يَدَّعِي في العِلمِ فَلْسَفَةً حَفِظْتَ شَيْئًا وَغابَتْ عَنْكَ أَشْياءُ