التنمية الصناعية
 
م.م الاء حسين الخفاجي
 
تشير التنمية الصناعية إلى السياسة المخططة أو المستهدفة لبناء الصناعات الوطنية وتطويرها بإقامة الصناعات لغرض إجراء تغيير في هيكلية البنية الصناعية لتلبية متطلبات التقدم الاقتصادي والصناعي وخاصة إن التنمية الصناعية تعد جزءاً من التنمية الاقتصادية التي تهتم بتنمية جميع القطاعات بل تذهب إلى أبعد من ذلك نحو تحقيق التنمية الشاملة بمختلف جوانبها ، لذا تحظى بأهمية متزايدة في الدول النامية باعتبارها الأسلوب الأمثل لخلق القاعدة الصناعية .
و يرتبط بالتنمية الصناعية النمو الصناعي وهي العملية التي تودي إلى الزيادة الكمية في حجم الإنتاج الصناعي أو قيمته في الإقليم وتحدث هذه العملية من خلال زيادة عدد العاملين ورفع إنتاجية العمل أو زيادة قيمة الإنتاج والقيمة المضافة الصناعية المتحققة أو عن طريق تقدم الوسائل والأساليب التقنية المستخدمة في إدارة المنشات الصناعية وإيجاد الصيغ الأكثر ملائمة في ترابط الصناعة وتشابكها اعتبرت التنمية الصناعية بمثابة القلب في عملية التنمية الاقتصادية وتتأثر التنمية الصناعية والاقتصادية بعوامل كثيرة متباينة منها ما يتعلق بالخصائص الجغرافية وبتغير المحتوى السياسي للسلطة، وهي بذلك تتفاوت من بلد إلى آخر حيث تتباين الآراء حول الأسلوب الذي ينبغي للتنمية الصناعية أن تتبناه. وعموماً فان الزيادة يمكن أن تتحقق بإحدى طريقتين أو بكلتيهما :
الأولى : يتم فيها تنظم المنشات الصناعية والاستخدام الأكفا لعناصر الإنتاج المتاحة.
الثانية: يتم فيها استثمار المزيد من الموارد المالية في القطاع الصناعي في تمويل المشاريع الصناعية القائمة أو توسعها .
وتعطى الأسبقية للطريقة الأولى لاعتمادها على الإمكانيات الذاتية إلا أنها أقل سرعة في أحداث النمو المطلوب أما الطريقة الثانية فهي أكثر سرعة ألا إنها تتطلب وجود الموارد المالية وقد يكون من الصعب توفيرها .
فالدول النامية تعتمد أسلوب تخطيط الاستثمار من خلال اقرارت التوزيع المكاني للصناعات داخل الإقليم بما يضمن تحقيق العدالة في توفير فرص العمل والتوزيع الإقليمي للإنتاج والدخل بشكل متوازن بين أجزاء الإقليم. وتبعاً لذلك تختلف استراتيجية عملية التصنيع بين فترة وأخرى من بلد إلى آخر فقد يكون الهدف منها منصباً على إقامة الصناعات التي تسد حاجة السوق المحلية
من السلع وعدم الاعتماد على السلع المستوردة ، كما في العديد من الأقطار النامية أو التوجه لبناء قاعدة صناعية بقصد التخلص من التبعية الاقتصادية .
بصورة عامة فان التنمية الصناعية تضع في أول محاورها استراتيجية النمط التلقائي عن طريق جمع البيانات اللازمة عن النشاط الصناعي ودراسة خصوصية الإقليم وتحديد الموقع الأفضل ، لتحرك عجلة النمو الصناعي، والذي يوضع في رافد عملية التنمية الصناعية وهذا يتيح العنان بإطلاق الاستثمارات في قوى السوق مما يتيح زيادة الإنتاج والدخل الفردي الذي يترتب عليه تغيير اتجاه الطلب وبالتالي زيادة حجم الاستثمارات مما يدفع المستثمرين اليها بطريقة مباشرة أو
 
غير مباشرة.

شارك هذا الموضوع: