لا ينكر أحد أن العصر الذي نعيشه هو بحق عصر التقنية حيث ساد العالم خلال السنوات الأخيرة موجة من النشاط التقني القائم على نشاط علمي مكثف وصلت تلك الموجة إلى حد الثورة التقنية التي شملت جميع ميادين الحياة على كوكب الأرض بل تعددت حدود كوكب الأرض إلى غيره من الكواكب الأخرى في هذا الكون الفسيح.
ونظرا لأهمية التكنولوجية، ومن منطلق أنها ظاهرة مرتبطة بالثقافة وتسهل الأعمال وتتضمن أدوات تتراوح بين البساطة والتعقيد الشديد، وفي هذا العصر الذي أصبحت فيه تقنية التعليم جزءا مهما في حياة الكثيرين، حيث اتسم هذا العصر بتنامي المعرفة التكنولوجية، والإدراك التكنولوجي، والقدرة التكنولوجية، وتقنية المعلومات وتدفقها، كل ذلك أدى إلى وجود تسارع مذهل لا دور فيه لمن لا يحسن التعايش مع التقنية وتقنية التعليم
إن تقنية التعليم تحقق فاعلية أكثر كما تحقق تعلم فعال في وقت أقل، فالطالب في التعليم التقليدي لا يقضي الوقت المخصص كله في تنفيذ المهمة أو النشاط أثناء الدراسة، نظرا لزيادة عبء التعليم بالإضافة إلى عامل الملل بينما يعمل الطالب ساعات في التعلم المبني على تقنية التعليم، دون أن يشعر بالملل، أو ينشغل عن المهمة، أو النشاط.
كما يعد دمج التقنية في التدريس من استراتيجيات التدريس الحديثة التي يتم استخدامها في التعليم، إذ يتغير فيها دور المعلم من المزود بالمعرفة إلى دور المساعد علي تحقيقها، بالإضافة إلى اعتبار المتعلم مسؤولا عن التدريس من خلال إكسابه مهارات التعامل مع التكنولوجيا، ودعم مهارات التفكير الناقد لديه، وبالتالي، يصبح عنصرا فعالا في عملية التعلم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتقنية أن تسهم في توسيع آفاق الطلبة وتعزيز قدراتهم البحثية والتحليلية من خلال استخدام الإنترنت وقواعد البيانات الإلكترونية، يمكن للطلاب الوصول إلى مصادر المعرفة المتنوعة والمتاحة بسهولة، مما يساعدهم على تطوير مهارات البحث والتحليل النقدي…
لذا؛ يلاحظ على العالم في الوقت الراهن أنه يمر بسلسلة من التطورات المتلاحقة، أدت إلى تغيرات في جميع مجالات الحياة بنواحيها المتعددة، ومنها الجانب التعليمي، الذي يمر في المدة الحالية بمرحلة انتقالية تعصف بالطرائق التقليدية في عمليتي التعلم والتعليم، فهناك دعوات إلى تعلم دون ورق، ودون معلمين، ومكتبات بدون رفوف، مما يجعلنا في مرحلة إعادة النظر في طرائق التدريس، وتزويدها بأنواع متعددة ونافعة من مصادر التعليم التي تكون ذات نتيجة فعالة ومفيدة في عملية التعلم، وتدفعها بأسباب التقدم والتطور، لما يعود بفائدة ذات قيمة على المتعلم.
المصادر والمراجع
النعيمي ريم محمود 2016، فاعلية استخدام مدخل العلم والتكنولوجيا والمجتمع (STS) في التحصيل الدراسي لدى تلامذة الصف الرابع الأساسي في مادة الدراسات الاجتماعية، واتجاهاتهم نحوها دراسة تجريبية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية جامعة دمشق، سوريا.
الموسوي، علي رعد محمد 2022، الوعي التكنولوجي وعلاقته بمهارات التعلم الذاتي لدى طلبة قسم التاريخ من وجهة نظرهم، رسالة ماجستير غير منشورة، كربلاء، كلية التربية الإنسانية، العراق.
ليندة وآخرون، بوعافية 2020، مستوى التنور التكنولوجي لدى معلمي المرحلة الابتدائية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة محمد بوضياف بالمسلمية، الجزائر.
القرني، علي بن عبد الخالق 2014 ، دليل ISTE لدمج التكنولوجيا في التدريس، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، المملكة العربية السعودية.
الفريجات، غالب عبد المعطي 2014 ، مدخل إلى تكنولوجيا التعليم، ط2، دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
العليان، نرجس قاسم مرزوق 2019 ، استخدام التقنية الحديثة في العملية التعليمية، مكتب الشفا للبنات ادارة تعليم الرياض، وزارة التعليم ، المملكة العربية السعودية .
الشويعر، خولة بنت محمد 2014 ، اهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم دراسة للصعوبات والمعوقات التي تعيق تفعيل مراكز مصادر التعلم في مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية، جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، الرياض، المملكة العربية السعودية.