التنوع والتخصص الصناعي

م.د الاء حسين الخفاجي

  التنوع الصناعي

وهو قياس صناعات متنوعة في الاقليم دون الاقتصار على صناعة رئيسة واحدة أو مجموعة محدودة منها ، وهذا يعني أن لا صناعة تستحوذ على نصيب كبير في الهيكل الصناعي في الاقليم وان نصيب كل منها يتقارب مع نصيب الصناعات الأخرى القائمة فيه ويظهر التنوع في الحالات الاتية :

1. في المواقع والاقاليم التي قامت فيها الصناعة منذ أمد بعيد ، وتحولت مع الزمن الى مراكز كبيرة للجذب الصناعي مثل الاقاليم الصناعية في الولايات المتحدة الأمريكية.

2. في المراكز ذات الحجوم السكانية الكبيرة وينشأ التنوع فيها بسبب اشتداد الطلب على المنتجات الصناعية بشتى انواعها انتاجية واستهلاكية وخاصة عندما تتميز هذه المراكز با ارتفاع مستوى دخل سكانها.

3. الاقاليم ذات المواقع المركزية داخل البلاد لوفرة تسهيلات النقل والاتصال

4. وقد يحصل التنوع استجابة لسياسات اقتصادية تعتمدها الدولة وخاصة في تلك التي تتبع التخطيط المبرمج لتحقيق منافع معينة.

والتنوع الصناعي يحقق منافع عدة اهمها :

1. ان الصناعة في الاقليم تصبح أكثر قدرة على مواجهة التقلبات والازمات التي قد تتعرض لها الصناعة أو احد فروعها

2. يوفر التنوع حاجات متنوعة تساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي

3. القدرة على تشغيل اعداد كبيرة من العاملين وبمهارات مختلفة

4. امكانية انتقال الايدي العاملة من صناعة لاخرى في حالات تعرض احدها للازمات.

ثانيا: التخصص الصناعي

وهو قيام صناعة واحدة او صناعات محددة في فروعها في الاقليم وهذه تلعب دورا كبيرا في الحياة الاقتصادية الاقليمية وتمثل الجزء الأكبر من الهيكل الصناعي الاقليمي ويظهر التخصص الصناعي في الحالات الاتية :

1. في الاقاليم التي بدأت فيها الصناعة حديثا حيث غالبا ما تبدا الصناعة بفرع صناعي معين

2. اذا كانت الموارد الاقتصادية محدودة وخاصة عندما تتوفر انواع محدودة وقليلة من الثروات المعدنية والزراعية

3. في الاقاليم والمدن الصغيرة والمتوسطة في اعداد سكانها حيث ان مقدار الطلب على السلع محدودة مما لا يوفر حافزا كافيا لقيام جميع انواع الصناعات خاصة تلك التي يتطلب قيامها قدرا كبيرا من الطلب

4. في الاقاليم الخارجية اي الواقعة عند اطراف الدول فهذه غالبا ما تتخصص بعدد محدود من فروع الصناعة

وللتخصص مزايا تتلخص بما يأتي :

1. التخصص يساعد الصناعات القائمة على الانتاج بكلف تنافسية

2. يوفر لها القدرة على متابعة التطورات التكنولوجية بشكل افضل ومن ثم تحسين وتطوير الانتاج بشكل مستمر

3. وبناء على ما سبق فان مثل هذه الصناعات ستكون أكثر قدرة على الحصول على أسواق واسعة داخلية وخارجية

ومع هذه المزايا فان التخصص قد يعرض الصناعة القائمة الى خطر التعرض للازمات مما يترك اثرا سلبي على عموم حالة الاقتصاد ان مثل هذه الصناعة ترتبط تقنيا وفي مدخلاتها او مخرجاتها بحالة الصناعة المماثلة في العالم وهي بذلك تكون أكثر استجابة للمتغيرات الخارجية