” الجمعيات الثقافية الجزائرية : محافل نضال ضد الاستعمار”
م.م زهراء عدنان علوان
جامعة كربلاء
                   كلية التربية للعلوم الانسانية – قسم التاريخ 
     تأسست عقب اصدار قانون 1901 الذي سمح للجزائريين بتأسيس عدد من الجمعيات والنوادي , إذ عقدت عدة ندوات علمية , فضلاً عن القاء المحاضرات على مسامع الطلاب , ومن هذه الجمعيات :
1- الجمعية الراشدية : أسست من قبل الشباب المتخرجين من المدارس الفرنسية الجزائرية عام 1894م , وكان لها فروع في أنحاء البلاد , لاسيما في إقليم وهران، ضم فرع العاصمة 251 عضواً عام 1910 , وارتكزت برامجها على ألقاء المحاضرات التي دعت إلى التعليم , والتبشير بالأخوة , فضلاً عن تقديم دروس للبالغين .
2- جمعيات وادي مزاب : تأسست في مدن القرارة وبني يزقن وغرداية , إذ عملت على رعاية النشاطات العلمية والأدبية والاجتماعية , وإنشاء المعاهد الإسلامية , وتأسيس الصحف , فضلاً عن إرسال بعثات علمية إلى البلاد الإسلامية  .
3- الجمعية الخيرية : أسست عام 1907م , إذ عقدت اجتماعاتها السنوية في العاصمة بهدف التضامن الاجتماعي بين الجزائريون , وجمع التبرعات أثناء الحفل السنوي , وتوزيع الصدقات , فضلاً عن ذلك تضمن نظامها الداخلي مساعدة عابري السبيل للرجوع إلى أوطانهم , وتقديم المساعدات المادية والمعنوية للمحتاجين من الأفراد والعائلات .
4- الجمعية التوفيقية : أسست عام 1908، من قبل الشباب الجزائريين , حدد قانونها الأساسي هدفها بجمع الجزائريين الذين يرغبون في تطوير أفكارهم الاجتماعية والعلمية وتثقيف أنفسهم , ومن خلالهم تتطور الجزائر إلى مصاف الدول المتقدمة .
5- نادي صالح باي : أسسه مجموعة من المثقفين الجزائريين في قسنطينة عام 1908م , ضم 1700 عضواً عند تأسيسه , واشتملت نشاطاته على بعث الصناعة التقليدية ونشر العلم , وإلقاء المحاضرات العلمية والأدبية , وتنظيم الدروس في التعليم العام والمهني.
6- الجمعية الصادقية : أسسها عباس بن حماية عام 1910 , وانتشرت نشاطاتها المتقدمة في مجال الإصلاح الاجتماعي والعناية بالتربية الإسلامية , فضلاً عن نشر التعليم العربي.
    تزايد إقبال الجزائريون في المدن الجزائرية على تلك النوادي والجمعيات بعد إتباعها الإعلانات وسيلة لتوضيح أهدافها , ولاسيما أنها نجحت في توفيق أهدافها مع حاجات المجتمع الجزائري سواء المادية أم التعليمية أم التثقيفية , مما أدى إلى زيادة عدد أعضائها مع مرور الوقت، واتسمت أهدافها بالصيغة التعليمية الثقافية في الظاهر لكنها عملت على تهيأة الجزائريين لمقاومة الاستعمار عن طريق ألقاء المحاضرات والدروس التي تبين خطر الاستعمار وضرورة مواجهته وعدم الرضوخ لسياسته , فضلاً عن دعوة المواطنين للبحث عن سبل الترقي باقتباس العلوم العصرية التي كانت سبباً في نهضة أوروبا نفسها , والتأمل والتفكير في أسباب التخلف .
 

شارك هذا الموضوع: