يُعتبر العراق من الدول التي تعاني من ندرة الموارد المائية بسبب الانخفاض المستمر في معدلات هطول الأمطار وزيادة الطلب على المياه نتيجة النمو السكاني والتوسع العمراني. أدى التغير المناخي، إضافةً إلى السياسات المائية للدول المجاورة، إلى تفاقم أزمة المياه. لذا، أصبح البحث عن حلول بديلة ضرورة حتمية. في هذا السياق، يمثل الحصاد المائي تقنية واعدة يمكن أن تسهم في تعزيز الأمن المائي وتحقيق التنمية المستدامة.
ثانيا: مفهوم الحصاد المائي وأهميته
الحصاد المائي هو عملية جمع مياه الأمطار والسيول وتخزينها لاستخدامها لاحقًا في أغراض مختلفة، مثل الري الزراعي، تغذية المياه الجوفية، وإمدادات المياه للاستخدام البشري والصناعي. في العراق، حيث تشهد العديد من المناطق مواسم مطرية قصيرة يتبعها جفاف طويل، يمكن أن يسهم الحصاد المائي في تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية مثل نهري دجلة والفرات.
ثالثا: طرق الحصاد المائي المناسبة للعراق
يمكن تصنيف تقنيات الحصاد المائي وفقًا للبيئة الجغرافية والمناخية للعراق كما يلي:
أ- السدود والخزانات الصغيرة
تُستخدم السدود الصغيرة والخزانات الأرضية لحجز مياه الأمطار والسيول في المناطق الجبلية والصحراوية، مما يساهم في توفير المياه للزراعة والشرب خلال فترات الجفاف
ب- حصاد مياه الأسطح
تتمثل هذه التقنية في جمع مياه الأمطار من أسطح المنازل والمباني عبر قنوات تصريف، ثم تخزينها في خزانات للاستخدام المنزلي أو الزراعي.
ت- البرك والحفائر الترابية
يتم إنشاء برك وحفائر طبيعية أو اصطناعية لتخزين مياه السيول، وهي مفيدة للمناطق الصحراوية والمراعي لدعم الثروة الحيوانية والزراعة.
ث- إعادة تغذية المياه الجوفية
يتم توجيه المياه السطحية إلى طبقات المياه الجوفية من خلال تقنيات مثل الآبار العميقة والمرشحات الطبيعية، وعملية الحقن مما يعزز منسوب المياه الجوفية.
ح- استخدام التقنيات الحديثة
تشمل هذه التقنيات حصاد الضباب في المناطق الجبلية، واستخدام مواد مبتكرة لزيادة قدرة التربة على امتصاص المياه ومنع التبخر السريع.
رابعا:. الفوائد المتوقعة من الحصاد المائي في العراق
تحقيق الأمن المائي: تقليل الاعتماد على المياه السطحية وتحقيق استدامة الموارد.
تحسين القطاع الزراعي: توفير مصادر مياه إضافية للري، مما يعزز الإنتاجية الزراعية.
مكافحة التصحر: زيادة الغطاء النباتي وتقليل تدهور الأراضي الجافة.
تقليل مخاطر الفيضانات: التحكم في تدفق المياه السطحية والاستفادة منها بدلاً من أن تتحول إلى سيول مدمرة.
خامسا:. التحديات التي تواجه الحصاد المائي في العراق
ضعف البنية التحتية: نقص الاستثمارات في مشاريع الحصاد المائي