مقال بعنوان
 الدافعية 
  م.م  هند مفتن رحم
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية \ إدارة تربوية
الدافعية: هي عبارة عن الحالات الداخلية أو الخارجية تحرك سلوك وتوجيهه نحو تحقيق هدف أو غرض معين، تتداخل الدافعية من حيث المفهوم مع عدد من المصطلحات وهي:
الحاجة: الة تنشأ لدى الفرد الكائن الحي عند انحراف أو أحد الشروط البايلوجية أو السيكولوجية اللازمة لحفظ بقاء الفرد عند الوضع المتزن والمستقر.
الهدف: ما يرغب الفرد في الحصول عليه ويشبع الدافع بنفس الوقت.
الحافز أو الباعث: منبه خارجي مادي أو اجتماعي مرتبطة بالتنبيه الخارجي فالطعام حافز أو باعث لأنه يشيع دافع الجوع.
الغريزة: الغرائز هي اقوى بيولوجية داخلية تجعل الكائن الحي ميال الى ان يسلك بطريقة معينة دون الأخرى.
التنظيم الهرمي للدوافع:
صور ماسلو الدوافع على شكل هرمي وتقوم على اساس الاهمية النسبية للحاجات وما يطلق عليها بنظرية تدرج الحاجات لذا حددها ماسلو بخمس حاجات وهي:-
اولاً: الحاجات الفسيولوجية
وهي تمثل قاعدة الهرم  في نظام  ” ماسلو  ” الخماسي لأنها حاجات  أساسية للفرد مثل الحاجة إلى  التنفس والحاجة إلى الشراب ، الحاجة إلى الطعام والحاجة إلى الراحة  وبعد إشباع هذه الحاجات الأولية بحد معين يمكن للحاجات الأخرى التي في المستويات التالية أن تظهر في سلوك الفرد.
ويذكر “ماسلو ” أن عدم  إشباع مثل هذه الحاجات لدى الفرد لا تمكننا من معرفة حقيقة الصور التي تكون  عليها دوافعه الأخرى في المستويات التالية بما في ذلك  الدوافع الاجتماعية المرتبطة بأساليب السلوك المواجهة  نحو الأهداف  وبالتالي يمكن الحكم بدقة على حقيقة مظاهر  هذه الأساليب في سلوك الفرد.
ثانياً : حاجات الشعور بالأمان :
وتظهر لدى الأطفال بوضوح في تجنبهم التعرض لمواقف الخطر المدركة على اختلاف أشكالها وكذلك ابتعادهم  عن المواقف غير المألوفة والغريبة بالنسبة لهم والتي ينشأ عنها استجابات الشعور بالخطر والاضطراب ونلاحظ هذه الحاجات بوجه  عام لدى الأطفال والكبار كذلك بشكل فعال وغالبا في مواقف الشعور بالخطر مثل الحروب أو الأمراض أو الاضطرابات الطبيعية وغيرها.  
ثالثاً : حاجات  الحب والشعور بالانتماء  :
وتظهر الحاجة إلى الحب في رغبة الفرد إلى تكوين علاقات التعاطف مع الأفراد الآخرين بوجه عام وخاصة في وسط الجماعة التي يعيش فيها كما تظهر قوة الحاجة لدى الفرد حينما يشعر بغياب الأصدقاء أو القرين أو الأطفال  أو الناس بوجه  عام وهو شعور طبيعي لدى الأفراد الاسوياء نفسياً.
رابعاً: حاجات  الشعور بالاعتبار(احترام الذات)
يرتبط اشباع الحاجة إلى الشعور باعتبار الذات والتقدير من الآخرين بالشعور بالثقة بالنفس والقوة والقيمة وأهمية الفرد وسط الجماعة  ولذلك فان إعاقة إشباع هذه الحاجات قد ينشأ عنها الشعور بالنقص والضعف مما قد  يؤدي  إلى بعض مظاهر  السلوك غير السوي 
خامساً : حاجات  تحقيق  الذات  :
وتعني حاجة الفرد إلى أثبات وجوده في وسط الجماعة التي يعمل معها أو في وسط الأسرة أو بين الأقران بمعنى أن يحقق الفرد وجوده في  المجتمع  الخارجي بالصورة التي يرى فيها ذاته وما تتميز به من خصائص معينة وإشباع هذه الحاجات لدى الأفراد يأخذ أساليب مختلفة لاختلاف الاهتمامات والميول لديهم ولذلك تعتبر الحاجة إلى تحقيق الذات من الحاجات الرئيسية التي تقوم عليها الصحة النفسية للأفراد
 
اهمية دراسة الدافعية :
  1. تحرك وتنشط السلوك بعد ان في مرحلة من الاستقرار او الاتزان النسبي 
  2. توجيه السلوك بنحو وجهة معينة دون اخرى، أي ان الدافعية تساعد الفرد على اختيار الوسائل لتحقيق حاجاته 
  3. المحافظة على استدامة السلوك طالما يبقى الانسان مدفوعا او طالما بقية الحاجة قائمة .
الدافعية في التعلم : تمثل الدافعية للتعلم الطاقة الكامنة التي تدفع الطالب لان يسلك سلوكا معينا في البيئة وللحدوث عملية التعلم لابد ان يكون هناك دافع يدفع الطالب في بذل الجهد والطاقة للتعلم في المواقف الجديدة وحل ما يواجهه من مشكلات . فالدافعية لها علاقة وثيقة بين النشاط الذاتي للطالب في العملية التعليمية والحاجة التي يرغب في اشباعها ، واذا استطاع المعلم ان يدرك هذه العلاقة فأن لن يواجه مشكلة في اثارة دافعية الطلبة ،لانها تشير الى حالة داخلية عند المتعلم تدفعه الى الانتباه للمواقف التعليمية والاقبال عليه بنشاط موجه والاستمرار في هذا النشاط حتى يتحقق التعلم. 
استراتيجية استشارة دافعية الطلبة نحو التعلم 
  1. توفير الظروف التي تساعد على اثارة اهتمام الطلبة بموضوع التعلم وحصر انتباههم نحوه.
  2. اعطاء الطالب للتعبير عن افكاره ومشاعره وآرائه بحرية وبجو مفعم بالدعم والطمأنينة.
  3. الابتعاد عن النشاطات الروتينية المتكررة والتي تعود الى الرتابة والملل والتي تخفض من درجة النشاط .
  4. المساواة في توزيع المكافآت والجوائز على الطلبة .
  5. توفير الظروف المناسبة لتشجيع اسهامات الطلبة الفعال في تحقيق الهدف.
  6. اثارة دافع حب الاستطلاع لدى الطلبة ، لأنه اساس للتعلم والابداع والصحة النفسية .
  7. عدم اللجوء الى استعمال العقاب البدني مع الطالب والابتعاد عن التهكم والسخرية.
  8. ان مصدر الاثارة للدافعية لدى الطالب هو المدرس نفسه .
  9. توفير الظروف المادية في غرفة الصف مثل الاكثار من استعمال الوسائل التعليمية.


شارك هذا الموضوع: