ويقصد بها المكان الفاسد ويرجع استعمالها لأول مرة بحسب مؤلف كتاب اليوتوبية إلى ” هنري بونج المولود في عام 1694م وذلك في عام م 1747في عمله يوتوبيا أو أيام أبوللو الذهبية “ ([1]) وقد استخدمت كلمة ديستوبيا في السياسة ” في منتصف القرن الثامن عشر واستخدمها الفيلسوف الإنجليزي جون ستيورات ميل (1806ـ 1873) في خطاب أمام البرلمان في عام 1868 لم يشع الشكل الأدبي واستخدام الكلمة لوصفه حتى وقت لاحق في القرن العشرين “( [2]) .
أصبحت الديستوبيا الشكل الغالب في القرن العشرين في الأدب والروايات الديستوبية فقد ” بدأ الإنسان يعاني في هذه المرحلة من النتائج السلبية الهائلة للتطور الاقتصادي الرأسمالي الذي بلغ مرحلة التركز الاحتكاري الفائق والتطور التقني الذي أحل الآلة محل الإنسان وحوّله إلى قيمة آلية أو رقمية وغيّب القيم الروحية وأشاع القيم المادية الاستهلاكية،وأنتج أسلحة الدمار الواسع والشامل التي جرى استخدامها على نطاق واسع وبشكل مكثف في الحربين العالميتين الأولى والثانية،وانتشرت الأيديولوجيات الدموية من نازية وفاشية وقامت الأنظمة الشمولية التي صادرت الحريات وتحكمت في كل ما أمكنها التحكم به من تفاصيل الحياة الإنسانية .” ([3])
وقد أدى ذلك إلى انعكاس ” الأهوال بظلالها على الأدب، الذي صرخ ينتقد برمزية لاذعة وسخرية حادة ومرة ما لا يمكن نقده بصراحة ” ([4]) .
فيحاول الروائي عن طريق الديستوبيا تسليط الضوء على سوء الأوضاع في المدن ونقد للسلطة الحاكمة .
[1]) ) اليوتوبية مقدمة قصيرة جدا،لايمان تاور سارجنت ، ترجمة : ضياء ورّاد،مراجعة : مصطفى محمد فؤاد،مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة،مصر،ط1، 2016 : 12.
[2]) ) دستوبيا كوابيس المدن الفاسدة في الأدب والفن،علي عباس مراد،دار دجلة الأكاديمية،العراق،ط1، 2021 : 45ـ 46.