الراوي في الفن القصصي:
   تتشكل البنية السردية للخطاب من تضافر ثلاثة مكونات، هي:الراوي،والمروي،والمروي له.
    فالراوي ،هو: “كائن من ورق” ()
    ويعد عنصر من “عناصرالنص القصصي،بل هو العنصر المسيطر عليه،وله التأثير الكبير على بناء النص سواء على البناء السردي ام على البناء اللغوي”().
    ومن الملاحظ ان هذا العنصر قد حظي ”  باهتمام زائد بين النقاد والمبدعين على السواء وذلك لأهميته في الخطاب الروائي بموقعه يتحدد شكل الرواية .ومنذ مطلع القرن الماضي سعى(هنري جيمس) إلى إخفاء (الروائي) وإظهار(الراوي) على أساس انه المعبر عن رؤية الكاتب الفكرية والفنية من خلال موقعه المحوري في الخطاب الروائي”().
          حيث ان “هذا الراوي ليس هو المؤلف أو صورته،بل هو موقع خيالي ومقالي يصنعه المؤلف داخل النص قد يتفق مع موقف المؤلف نفسه وقد يختلف ،وهو أكثر مرونة ،وأوسع وقد يتطور حسب الصورة التي يقتضيها العمل القصصي ذاته .
    إذن الراوي غير الشخصية ،وغير المؤلف ،بل هو موقع ،أو دور،أو وظيفة،أو سلطة يجعلها الكاتب في صورة إنسان ،أو في صورة أي شيء آخر له وعي إنساني هذا الإنسان أو وعيه الذي يبدو في صورة أخرى”()
    فالراوي “عندما يدخل في نسيج العمل الأدبي يتحول إلى عنصر دال،أي ان الكاتب يحمله جزءا من الرسالة الفكرية والعاطفية والجمالية التي يبغي توصيلها القارئ من خلال النص،والقارئ أيضا يستخدمه في تأويل هذه من عناصر الدلالة إلى جانب كونه عنصرا من عناصر البناء”()
ومن الملاحظ ان هذا الراوي يظهر في أي خطاب سردي من خلال الصيغة السردية والرؤية السردية. 
يعرف جيرار جنيت مصطلح (الصيغة) بأنه: “اسم يطلق على أشكال الفعل المختلفة
     التي تستعمل لتأكيد الأمر المقصود،والتعبير عن (…..) وجهات النظر المختلفة التي ينظر منها إلى الوجود أو العمل”()
     فالبحث في الصيغة السردية هو بحث يتناول الأسئلة الآتية:”كيف يروي الراوي مايرى،أو مايعرف من أخبار ووقائع؟هل يروي لنا التفاصيل كلها وينقل حرفيا من مرجع ؟هل يختصر؟هل يتصرف؟وهو اذ يفعل ذلك،هل يدع الشخصيات تقول بصوتها مباشرة،ام يروي بصوتها عنها؟ام انه يداخل بين صوتها وصوته.   وكيف؟. “() 
 

شارك هذا الموضوع: